Array
خلاص تناديتم وا غطفان وا ذبيان
وجايين بشوية ادبيات عفلقية ساذجة نوستالجية
هذه هي النكبة
موش قادرين تتجاوزو مرحلة الطفولة
نحنا بنقول لكم خلاص الاطفال يكبرون ويصلون سن الرشد ويكونون اسر وكل واحد في بيته
انتم مصابون بفصام وحالة تجول ذهني عجيبة
واحد بيقول 1400 سنة
يا عمنا دي طفولتك خلاص ادخل المرحلة اللاحقة يعني انضج واستعد لتحمل المسؤولية
الامبراطورية اللي في مخيلة القوميين خرافة
وانت العلماني بس بتفكر متل الاخوانجي تمام يعني امبراطورية هو يسميها خلافة وانت تسميها الوطن العربي
واوع تكون طفولي وتظن ان العرب هم اللي هيحرروك
المليون فلسطيني في غزة اقوى مائة مرة من العالم العربي
لان القوة ارادة
مو ديمغرافيا ع الفاضي
والانصهار اللي بتتكلمو عليه وهم في خياكم
وامثالنا الشعبية تقول ايش لم الشامي ع المغربي
ولا تزال الهوية الوطنية اقوى من الاممية الاسلامية وLe Pan arabisme
وهذا الخطاب القومي القومجي استنفذ وقته وانتهت مدة صلاحيته

الاحسن تشوفو طريق اخرى
وعوض مخيمات الذل والعار في امتكم العربية الرافضة حتى لمنحكم حق العيش الكريم
كنتم تعملو هاي المخيمات في الارض الفلسطينية وستكون اسرائيل ارحم بكتير من الطائفية العربية
العرب اللي بيفجرو انفسهم في العراق وافغانستان ليش ما جو لتفجير اسرائيل
لان البترودولار السعودي لا يمول الحرب على اسرائيل ولكن يمول الحرب عى الشيعة في العراق
وفقهاء البترودولار ما يتجراو على اصدار فتاوى الحرب على اسرائيل
لكن اصدروها ضد شيعة العراق لحماية امصاح الامريكية

واقرا المتنبي وعش في الخيال
اوربا تقرا هوميروس منذ الاف السنين بس ادولة الوطنية هي الاساس
ما قاوا نحيي امبراطورية الاسكندر المقدوني
[/quote]

دعك من الاتهامات الفارغة يا سندي، ولا تدخلنا بغطفان وعدنان وعبس وذبيان. ولا تقوّلني ما لم أقله فأنا لم أتحدث عن دولة إسلامية أو عربية واحدة، ولكني تحدثت عن "مظلة حضارية" و"روافد ثقافية فكرية تراثية" تجمع بين شعوب هذه المنطقة التي ارتبط تاريخها ببعضها البعض منذ قديم الزمان، وتوحد ارتباطهم ببعض أكثر وأكثر خلال الـ 1400 سنة الماضية، بحيث أنك لا تستطيع أن تدرس تاريخ أي قطر من هذه الأقطار على انفراد؛ "فمعاوية" في "دمشق" ولكنه يحكم "القاهرة" و"الحجاز" و"شمال أفريقيا". و"الرشيد" في بغداد ولكن "أدارسة تونس" يدينون له بالطاعة، و"سيف الدولة" يجلس في "حلب" ويستظل بمظلة الخليفة في العراق، و"بيبرس" يهزم المغول في "فلسطين" ويقوم سلطاناً على "مصر" ولكن حكمه يبقى مسنوداً على اسم الخليفة العباسي الذي يؤمن له الشرعية. "الدولة الأيوبية" في مصر تجد أساساتها في "سوريا"، و"تاريخ المماليك" يتفاعل ويعطي معطيات سياسية وجيوبوليتيكية في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق. يقوم "فخر الدين" بالتمرد على سلطة العثمانيين فيوسع حدوده حتى عمق فلسطين والأردن، ويشق "محمد علي" عصا الطاعة على السلطان العثماني بعد أن يوقع بالوهابيين في الحجاز (حملة "طوسون")، ويتحالف في هذه الأثناء مع الأمير "بشير الشهابي" في "جبل لبنان" ... وهكذا دواليك.

منذ 1400 سنة، وحياة الناس في هذه المنطقة مرتبطة ببعضها البعض على أساس عربي إسلامي. فدين الإسلام السنة هو الدين الغالب واللغة المعتمدة من قبل جميع شعوب المنطقة هي العربية. العادات مشتركة والتقاليد مشتركة والتراث مشترك، وطالب العلم يأتي من الأندلس إلى بغداد ولا ينسى أن يتزود من علوم ومعارف مصر والشام. يتنقل "المعري" بين سوريا والعراق، وينشد "المتنبي" شعره في "الكوفة" و"حلب" و"مصر"، ويسافر "بشارة وسليم تقلا" من لبنان كي يؤسسا الأهرام في مصر، ويرحل "فارس الشدياق" إلى "تونس"، وينزل "جورجي زيدان" مصر فينشيء "الهلال". وبين هذا وذاك يقرأ اليمنيون "مقامات الهمذاني والحريري" ويستمتع الحجازي بمؤلفات "الأصفهاني" و"ابن الجوزي" ويطرب الشرق على أشعار "حافظ وشوقي ومطران والشابي" في العصر الحديث، كما نقدر نحن اليوم انتاج نزار قباني والسياب والبياتي وصلاح عبد الصبور ومحمود درويش.

منذ 1400 سنة إذاً والشرق يعيش تراثاً فكريا ً ومعنوياً واجتماعياً مشتركاً متناغماً لا يعرف الحدود السياسية التي صنعها الاستعمار حديثاً، ولعل محبي "هيفاء وهبي" في الخليج أكثر من محبيها في "لبنان"، ولعل مقدري "عادل إمام وسعيد صالح" في الدول العربية المختلفة أكثر عدداً من مقدريه في "المحروسة" وحدها. فهل نعد هذا "طفولة" ونذهب كي نغيرها؟ لماذا بحق السماء؟

لننتقل إلى أوروبا قليلاً، فالدولة القومية الأوروبية (الدولة الوطنية) هي انتاج أوروبي ولد بالحديد والنار وطحن أوروبا من خلال حربين عالميتين القت بالملايين إلى التهلكة. فالدولة الوطنية الألمانية - مثلاً - قامت من خلال حرب ضروب مع النمسا أولاً (1867) ومن خلال محاصرة باريس واحتلالها ثانية (1870 - 1871). والدولة الوطنية الإيطالية جاءت بعد مواجهات طويلة بين الطليان والنمساويين، دفع فيها الطليان بكل الريفيرا الفرنسية هدية إلى فرنسا في سبيل مساعدتهم (منطقة مدينة "نيس" الفرنسية).
الدولة الوطنية في أوروبا كانت مصيبة على الأوروبيين جميعهم، وخصوصاً ألمانيا وفرنسا اللتان أدركتا سنة 1945 أن السعي إلى حلم أوروبي جامع أفضل ألف مرة من هذه الكيانات الوطنية الهزيلة التي قامت بالحديد والنار وعاشت على الدماء منذ الثورة الفرنسية. لذلك رأيت "ديغول" و"أديناور" يسعيان معاً إلى تحقيق حلم وحدوي أوروبي مشترك يقطف الاتحاد الأوروبي اليوم ثماره.
يعني "الدولة الوطنية" المنبتة عن محيطها هي دولة ضعيفة دائماً، معرضة للخطر دائماً، وعالقة دائماً بحروب ونزاعات قد تنسفها نسفاً مهما بلغت قوتها؛ ففرنسا التي كانت تستعمر ربع الكرة الأرضية في الثلاثينيات من القرن الماضي رأت "هتلر" يدخل عاصمتها ويحرك "الجنرال بيتان" على أصابعه خلال 4 أعوام كاملة. مع هذا فأنا لست ضد الدولة الوطنية القائمة في محيطها، والتي تربطها بأخوتها وشقيقاتها روابط من التاريخ المشترك والثقافة المشترك والحضارة المشتركة. فهذه القواعد المشتركة أمن وأمان وسلام وتجديد دائم لدماء هذه الدولة.

أنا مع "الدولة الوطنية العربية الإسلامية" التي تحافظ على خصائصها وتشكل "نبعاً وغديراً" في آن واحد. نبع يفرق ماءه العذب النمير على جيرانه، وغدير يمتليء بماء النبع ويمزجه بما يدخل إليه من روافد الوادي الأخرى التي تصب فيه.
أنا لا أتحدث عن "دولة عربية اسلامية" من خلال نهج "قومجي" يقضي بالتوحيد السياسي الإلزامي لشعوب ودول الشرق، ولا أتحدث عن "خلافة وخلفاء"، ولكني أتحدث عن دول "علمانية ديمقراطية" يكون شعارها ما رفعته "ثورة 1919" المصرية، أعني: الدين لله والوطن للجميع. كل هذا تحت مظلة عربية اسلامية تجمعنا حتى اليوم ومنذ مئات السنين، مسلمين كنا أم مسيحيين أم ملحدين. فأوروبا اليوم، تركض بعد أن عانت من فاشية تجربة "الدولة الوطنية البحتة" نحو قواعد توحدها وتعزز تماسكها، فهل علينا أن نتشرذم نحن بعد أن توحدنا خلال 1400 سنة وننشيء دولاً "وطنية عرقية" هزيلة ضعيفة متناحرة ؟ لماذا؟ ومن أجل من؟

أخيراً ... وليس آخراً .. قضية فلسطين والدولة الفلسطينية
العمق العربي الإسلامي هو الذي حفظ لقضية فلسطين والشعب الفلسطيني حياته، فلولا هذا العمق العربي (رغم مؤامرات الساسة والأنظمة) لأصبحنا نسياً منسياً. ولعل أكبر خدمة نؤديها لإسرائيل هي أن نحاول إنشاء دولة وطنية غير مرتبطة بتاريخنا العربي الإسلامي المشترك مع أشقائنا في الدول العربية. فلا شيء يضمن "شرعية اسرائيل" في المنطقة (وهذا الضمان هو ضياع لحقوقنا) مثل اعتبار أن دول هذه المنطقة لا يؤلف بينها أي شيء. فهذا الاعتبار يعني بالضرورة أن "اسرائيل" مثلها مثل أية دولة أخرى وليست "كياناً عنصرياً" هجيناً في جسم "عربي اسلامي".
مع منطق "الدولة الوطنية الفلسطينية المنبتة عن محيطها" تصبح العلاقة بين فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والعراق والجزيرة مثل علاقة هذه الدول بإسرائيل، هنا نتنكر لتاريخنا وثقافتنا وقواسمنا المشتركة، بل ولدمائنا التي اختلطت وتمازجت في هذه المنطقة منذ 1400 سنة في الجسد العربي الإسلامي. فهل هذا معقول أم أن أصحاب مثل هذه الدعوة واحد من اثنين؛ إما أنهم لا يعرفون ما يقولون أو أنهم يخفون خناجر الغدر للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة خلف ظهورهم من أجل بضعة أحقاد أو مصالح ضيقة أنانية فئوية طائفية ...

واسلم لي
العلماني