الزميل المحترم يوجورثا

لست أدري ماذا حدث في نادي الفكر أخيرا ؟ ، توقف الحوار الجاد و أصبحت التهكمات و المهاترات فنا قائما بذاته .
يا زميلي المحترم .. بدلا من أن تشرع في معزوفتك الغاضبة ، لماذا لا تتوقف قليلا لتعرف عن أي شيء تعلق ، أنت تخلط بين أشياء ثلاث ، الأصولية الإسلامية و القومية العربية و العروبة ، لن أستغرق في طرح هذه الأشياء مرة أخرى ، فقط دعني أوضح لك أن العروبة هي سياق ثقافي ، وهي تختلف عن القومية العربية كحركة سياسية ، العروبة شعور طبيعي بالإنتماء للشعب الذي تنتمي اليه بالفعل ، بينما القومية العربية حراك سياسي ، يهدف إلى ترجمة هذا الإحساس إلى واقع ، العروبة إحساس و القومية العربية اختيار و تفكير ، هذا أشبه بالفرق بين شعورك الطبيعي أنك ننتمي لعائلة ما ، و بين أن نقيم مشروعا تجاريا عائليا يشمل أفراد هذه العائلة ، الإنتماء للأسرة شيء طبيعي ،و لكن ربما لا يكون المشروع مجديا ، أو أن الظروف القائمة لا تسمح به ، وربما تكون التجارب الماضية أثبتت فشله ، فهل من المنطق أن ننكر انتمائنا لنفس العائلة بسبب فشل مشروعها التجاري ؟، هناك أيضا فارق كبير بين الإنتماء القومي و الأصولية الإسلامية ، إن كثيرا منا يرفضون الأصولية الإسلامية كقرحة روحية ، رغم هذا فهم قوميون أو عروبيون ، أما أن ننتقد العرب و نلومهم فهذا دليل أقوى على انتمائنا العربي ، فنحن لا نكترث بالاخرين و لا نغضب لتدني أدائهم ،و لكننا نفعل ذلك مع أنفسنا ، بالطبع قد لا يكون الشعور العربي بنفس القوة في الجزائر أو المغرب مثلا كما هو في المشرق العربي ، و لكن هذا ليس سببا مقنعا كي ننكر وجود هذا الشعور و فعاليته حيث يوجد ، و على المستوى الشخصي قدر لي أن أعيش لمدة تجاوزت 15 عاما متصلة في مجتمع عربي مختلط ، و أؤكد لك أن العرب متشابهون أكثر كثيرا جدا مما يبدوا .
أما عن القضية الفلسطينية فمن الطبيعي أن تكون قضية فلسطينية بالأساس ، و على الفلسطينيين العبء الأكبر في حلها حلا كريما ،و لكنها ستبقى أيضا قضية عربية ، ربما يكون العرب الان ليسوا في أفضل حالاتهم ،و لكن ستبقى الحقائق الأساسية قائمة ، فهم أسياد هذه المنطقة و أصحابها ، و اليهود مجرد أقلية صغيرة جدا ،و بالكاد يمكننا أن نشعر بها أو نعطيها أي أهمية لولا أنها أقلية مؤذية ، إننا نخشى الأفاعي و نتجنبها ،و لكن هذا لا يعني أن الأفاعى جديرة بالإحترام .
.........................................................