جاء من يقول ان هناك ملاك قد نزل له، ومعه رسالة شفوية من الله، تعلنه انه نبي وتطالب الناس ان يؤمنوا به.. فسألته وكيف عرفت انه " ملاك"، هل رأيت ملاكا سابقا ام طلبت منه هويته الشخصية؟
قال: لا، ولكن اعتقد انه صادق لان الرسالة فيها اعجازات يتحدى الله فيها عبيده ان ياتوا ولو بسورة منها.
قلت، ولكنهم اتوا بسورة منها، وفشل تحديه، فغير مطلبه واصبحت القرآن كله؟

قال ، ولكن الرسالة هي دعوة لمكارم الاخلاق، لايمكن ان تكون من شيطان.
قلت: وهل تعتقد ان الشيطان سيأتي اليك بطريقة تكتشفه فيها على الفور؟ الحجة ليست في الشكل وطريقة عرض التعابير وانما في نتيجتها عند التطبيق العلمي.. هل ستؤدي الى زيادة تقوى اتباعها، وحبها لبعضهم البعض، والتحامهم، ومسارعتهم مساعدة البشرية ومد يد الخير الى شعوب العالم. وهل ستقدم مجتمعا نموذجيا يصبح جاذبا لجميع العالم؟ وهل اصبح المؤمنين يحترمون حقوق بعضهم البعض ام عامل انتهاك وتحريض على القتل وحملة مشعل الصراعات والمشاغبات، واصبحوا نموذجا في التخلف وتعطيل العقل؟

قال، ولكن هذه اخطاء فردية؟
قلت، كيف هي فردية وتعاني منها شعوب بكاملها منذ عصور؟
قال، ولكنها اخطاء التطبيق وسوء الفهم.
قلت، اليس هذا ماحذرتك منه؟ ان يكون قادر على اخفاء نياته الحقيقية، بين الكتابة والنتائج، هي افضل الطرق لكشف عدم الوهيته.. لقد تمكن من خداعك، ولكن نتائج رسالته واضحة للعيان. لقد انتجت انتهاك لحقوق النساء، ولاقامة انظمة من الوصاية، ولتحييد العقل ومحاربته، ولصعود نخبة تتحكم بالجميع وتربيهم على الخضوع، ولفرض مايرونه الشريعة فرضا. وصياغته لرسالته خلقت البلبلة واججت الخلافات والكراهية والحقد بين الصفوف واشعلت الحروب وسفكت الدماء وحرضت الكراهية وهجرت اقوام وشعوب من ديارها وفسدت الدار والديار، وفرقت بين الاخوة ودعت لتحكم البعض بالبعض الاخر..
فكيف بعد ذلك تكون مثل هذه النتائج دليلا على سامية مصدر الرسالة؟

ان إله حقيقي، لايمكن ان تصدر عنه الا رسالة كاملة، بدون نواقص ، ولاتحتاج الى تتدخل الانسان لشرحها، او الاجتهاد فيها. ان يحتاج الله لعقل الانسان لتفصيلها، وان يكون عقل الانسان هو الحكم فيما يصل الانسان اليه من اجتهادات متضاربة، تعني ان العقل هو الاول والاخير واننا لانحتاج الى رسالة، يتحكم عقلنا بتفسيراتها، فهل الله قاصر الى هذا الحد؟

ان الاكثر منطقية ان يكون هكذا قرآن صدر عن شيطان وليس إله، فالاله السامي منزه عن الباطل والنقصان وسوء التقديرات....