يتجدد الحديث في وسائل إعلامنا العربي و باستمرار عمن قام بعملية الحادي عشر من سبتمبر ، و هناك مثقفون و مراجع سياسية كانت تبدوا موضوعية بوزن الأمير نايف و حسنين هيكل يتبنون نظريات خرافية حول الحدث ، وهو الأمر الذي يتابعه العالم بأسلوب لا يخلو من السخرية ، إن «نظريات المؤامرة» التي تجتاح العقل العربي تروج لأفكار تشبه الهذيان مثل القول :

1- أن من قاموا بالهجوم ضحى الحادي عشر من سبتمبر 2001، بالطائرات الانتحارية، ما هم إلا مجموعة من عملاء «الموساد» جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ، بينما أنعم عليهم هيكل بالقومية الصربية !.
2- إن الطالبة المتدربة مونيكا لوينسكي ما هي إلا عميلة إسرائيلية، زرعت لتغوي الرئيس بيل كلينتون ( سالومي بسلامتها ) ، و تخلق فضيحة جنسية له ، من أجل تعطيل جهوده الرامية لإيجاد حل للقضية الفلسطينية ، و لكنهم يرون أيضا أن جهود كلينتون لإحلال السلام لا تعدو كونها مؤامرة يهودية أمريكية !.
3- إن حوادث مهاجمة المصالح الأمريكية و الإسرائيلية في نيروبي ودار السلام هي أيضا من تدبير السي أي أيه و الموساد ، اللتان تفرغتا على ما يبدوا لقتل الأمريكيين و الإسرائيليين و اتهام العرب بذلك .
4- قامت الموساد و أيضا سي أي إيه بتفجير الطائرة المدنية المصرية لقتل ضباط مصريين تدربوا لتوهم في أمريكا ذاتها ، رغم أن التدريب و الطائرات منحة أمريكية، وهكذا المؤامرات اللعينة و إلا فكيف تكون !.
5- هناك مؤامرة أمريكية وراء غزو العراق للكويت ، و أن أمريكا هي التي أوحت لصدام بغزو الكويت ، حتى تطرده و تستولي هي على كل المنطقة ، و لكن هذه النظرية لم تفسر لماذا يفعل صدام ذلك ؟.وهل هو غاوي بهدلة مثلآ ؟.( قرأت لزميل في أحد منتديات الحوار أن خلف كل ما حدث مؤامرة كبرى نسجها مبارك بدهائه !!).
6- شارك ياسر عرفات في تمثيلية حصار قيادته في رام الله بهدف تمرير اتفاقيته الاستسلامية مع شارون ، و لما ظهر أنه لم تكن هناك مؤامرة سوى في خيالهم المهلوس لم يتوقف أحد للاعتذار.
7- و قبل ذلك كله تحدث الأذكياء عن تمثلية مصرية إسرائيلية أمريكية عام 1973 ، قدمت فيها إسرائيل أبنائها تضحية من أجل التحريك و ليس التحرير ،و صلوا ع النبي !.


و هكذا نكتشف كعرب بذكائنا الحاد كيف أن أمريكا تمارس السياسة بنفس أسلوب الواد سيد البوجي الذي يبطح نفسه بقعر زجاجة ، صائحا " ضربني يا بيه و سيح دمي "بهدف أن تلبس العرب جنحة ضرب !!.