القضية المطروحة ليست تخويناً أو اتهاماً لمصر، لذلك أرجو المعذرة ممن فهم هذا الموضوع بهذه الطريقة.
كما أرجو عدم الإكثار من نسخ مقالات في هذا الموضوع، إذ أنني أرى في تلخيص ما تقرؤون ووضع آرائكم أهمية أكبر مما تكتبه وسائل الإعلام المتناحرة والتي تنزل سوية أقلامهم المتزلفة (وبصدق) عن سوية أقلامكم التي لا تعبر إلا عن آراء صادقة.

الكثير ممن كتب هنا انقسم إلى مؤيد لأحد المعسكرين العربيين المتناحرين ووسائل إعلامهم ومعارض للآخر، مع أننا حري بنا (كقاعدة شعبية) ألا نختلف وأن نأتي بجديد لم تأت به وسائل الإعلام وأبواق الحكومات. (أرجو مراجعة موضوعي : لا سلام بدون سوريا ولا حرب بدون مصر، كي تفهموا رأيي بهذا الموضوع)

القضية المطروحة هنا واضحة : أهمية البعد اللوجستيكي المصري لغزة وأهلها ولحركة حماس.
إسرائيل لن تدخل فخ استنزاف إن لم تضمن قطع هذا البعد وضمان حدود غزة من الجهة المصرية.
ولا أحد طلب من مصر أن تتدخل عسكرياً، وأعتذر أن فهم موضوعي بهذا السياق. ولكن هل اختلاف الرأي السياسي يعني المشاركة في عزل الآخر والقضاء عليه ؟

نحن نطالب بالديمقراطية في بلادنا، أرجو أن نكون كلنا متفقين حول هذا. والديمقراطية تعني تقبل الآخر واحترام رأيه السياسي والاقتصادي مهما كان. ولكننا عندما نبدي رأينا في قضية مهمة، كقضية غزة الآن، وقضية جنوب لبنان سابقاً نبرز الكثير من رواسب ديكتاتورية نعانيها في بلادنا، تتجلى في رفض الآخر وعزله، وتقبل تدميره ولو من قبل دولة أخرى.

إذاً، ما أقول : إن البعد اللوجستيكي المصري هو المسألة المطروحة. وباعتقادي فإن مصر وقعت في فخ عزل غزة وديكتاتورية مجددة ضد الرأي الآخر، لتجنب إسرائيل شريكتها في "السلام" فخ الاستنزاف.

(f)