متى ستتخذ حماس قرارها التاريخي بمنع تعليم البنات

سبق لحركة طالبان أفغانستان أن اتخذت قرارها بمنع تعليم الإناث
وعندما زادت عليها التساؤلات حينها , تحجج بعض المراوغين من الحركة بحالة الفقر والحصار التي كانت تعانيه حكومة طالبان وقت ذلك .

إلا أن حركة طالبان الباكستانية هذه المرة
والتي فجرت اليوم ما يقارب الخمس مدارس للبنات في منطقة القبائل الباكستانية كدفعة أولى على طريق سعيها لإلغاء تعليم البنات
فهي أي _حركة طالبان_ لا تملك مبررات حكومة طالبان من فقر وحصار إنما هي تمارس شريعتها وتطبق تعاليم دينها الحنيف

و للذين سيستنكرون ربطي " الجائر " هذا بين فكر وقيم وشريعة طالبان وفكر وقيم وشريعة حماس أقول لهم : عش أكثر تعرف أكثر

ولا أبالغ فيما لو قلت أن الخط السياسي والأطروحة السياسية والمهمة السياسية اليومية لجماعات الأخوان المسلمين( بوجهها الحماسي أو الطلباني ) في الماضي والحاضر تقوم أولا على إحضار نموذج ديني معادي ( كاليهود والنصارى .. مثلا )
ومن ثم تصنيف الأعداء السياسيين المحيطين بتقريبهم و تبعيدهم عن هذا النموذج ... انتقالا إلى دور هذا النموذج وهؤلاء التابعين ( العملاء ) في بث الأفكار التي تستهدف محاربة المسلمين في عقيدتهم , والعقيدة لدى هؤلاء تتمركز في المرأة و الصراع على أسلمة شؤونها أو فرنجتها

والذي عاش مراحل الستينات والسبعينات في سوريا ومصر والأردن ( البلاد العربية السباقة في مجال نشر تعليم الإناث ) يتذكر أن الإخوان لم يكونوا أكثر من جهاز إعلامي خفي همه الشاغل توزيع الشائعات عن عدد الأجنة التي وجدها آذن المدرسة ( مستخدم التنظيفات _ الفراش ) في مراحيض تلك المدارس
ونشر اعترافات طالبة الجامعة التي غرر بها الهواء الطلق بالجامعة فغدت حاملا , وراحت تستغيث وتستجير بالمجاهدين : أن دمروا علينا الجامعة و أمحو عارنا ( حسب إحدى القصص التي تنتهي بنداء يطلب من الطليعة المقاتلة في سوريا في مطلع الثمانينات أن يتكرموا ويفجروا الجامعة على أولاء الفتيات الحوامل بحمل حرام لمحو العار الذي ألم بهن)

إن من حسن حظ حماس اليوم أن العدو النموذج ( اليهود والنصارى ... ) ليسوا قابعين خلف الأبواب فقط بل هم يثبتون وبشكل يومي استهدافهم للأرض والبشر والنتيجة الأكيدة هي استهدافهم " لعقيدة المسلمين "
فالخطر هنا داهم وحاضر وليس متخًيل كما كان في أفغانستان بالأمس أو الباكستان اليوم , فالمبرر يرى بالعين المجردة ويلمس باليد لذلك فإن الرد أكثر إلحاحا منه لدى الطالبانين .

لكن الصراع بين السلطة الفلسطينية وحماس وأسبقية تعلم الإناث في الأراضي المحتلة ربما تكون عوائق مهمة في وجه الخطوة المنتظرة من جانب حماس فربما تأخر في الأمر قليلا

والمستجد اليوم هو هذا التشريط الذي ما زال يتمسك به الممولين لإعمار غزة حسب قرارات مؤتمر قمة الكويت والذي يربط بين الإعمار والوفاق , والذي ربما يمط ويشط

بالتالي فإن امتلاك حماس لحجة في إلغاء تعليم الإناث لا يبدو بعيدا جدا .


والسلام عليكم ورحمة من لدنه وبركات