السرياني و فادي

مشاركاتكما اصبحت تحصيل حاصل و الحكمة : اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
الاختلاف في الحروف المتقطعة في اوائل السور , لم يصدر الا بعد نزول القران بمئات السنين, في كتب التفسير. فلماذا لا نجد حديثا عن النبي(ص) يوضح فيه ما معناه اذا كانت هي امر غامض بالنسبة للعرب وقت نزول القران الكريم . و هل يسلم قول ابن كثير:

قَدْ اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي الْحُرُوف الْمُقَطَّعَة الَّتِي فِي أَوَائِل السُّوَر فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ هِيَ مِمَّا اِسْتَأْثَرَ اللَّه بِعِلْمِهِ فَرَدُّوا عِلْمهَا إِلَى اللَّه وَلَمْ يُفَسِّرهَا حَكَاهُ الْقُرْطُبِيّ فِي تَفْسِيره عَنْ أَبِي بَكْر وَعُمَر وَعُثْمَان وَعَلِيّ وَابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ
فاذا كان الراشدون الاربعة و ابن مسعود الذين تلقوا القران عن النبي(ص) مباشرة لا يعرفون معنى الحروف المتقطعة فلماذا لم يسالوا النبي(ص) و اذا لم يجبهم فلماذا لم يردوا القول ( هي مما استأثر الله بعلمه) الى النبي الكريم (ص)؟

عليه فان الحروف المتقطعة في اوائل السور ليست امرا مبهما و لا علاقة لها بحساب الجمل و الحديث الذي اورده البيضاوي :
كما قال أبو العالية متمسكاً بما روي أنّه، عليه الصلاة والسلام، لمّا أتاهُ اليهود تلا عليهم الم البقرة، فحسبوه وقالوا: كيف ندخل في دين مدّته إحدى وسبعون سنة، فتبسّم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فهل غيره؟ فقال: المص، و الر، و المر. فقالوا خلطت علينا فلا ندري بأيها نأخذ. فإنّ تلاوته إيّاها بهذا الترتيب عليهم، وتقريرهم على استنباطهم، دليل على ذلك
حديث قد ضعفه العلماء.
و الاعتقاد بان اعطاء الحروف المقطعة في اوائل السور قيما عددية -و رغم ايراد البيضاوي لحديث ضعيف - لم يقل به احد الا رشاد خليفة.
و هذه الحروف المتقطعة لا تعني اسرارا و لا تحتاج الى كل هذا العناء لتاويلها, و لو كانت مثار تساؤل وقت نزول القران لبينها النبي(ص) . الاقرب الى فهم الناس وقت نزول القران , هو انهم يجب ان يتلقوا القران شفاهة , لان من يقرأ من ورقة مكتوبة بدون ان يلقن لن يقرأ هذه الحروف قراءة صحيحة فهي تقرا باسمائها . اي انك تقرأ كهيعص : كاف ها يا عين صاد . هذه القراءة لن يقرا بها من لم يتلقى القراءة شفاهة و هذا يثبت ايضا ان النبي(ص) و هو لا يقرا و لا يكتب لم يقل القران من عند نفسه و انما تلقاه شفاهة فالامي لا يعرف اسماء الحروف.