بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
.. إلى العلمانيين الأصوليين !.
Array
عزيزي بهجت
تقول:
طيب, اذا كان تعريفكم للاصولي بأنه من يستلهم من العودة ل " الاصول " تفسيرا لما نحن فيه, فما الفرق بينه وبين من يعود " علمانيا " ايضا الى " الاصول العلمانية" لكي يستلهم منها تفسيرا وامل لما نحن فيه؟ يعني, لماذا عودة المسلم الى ابن تيمية او ابن عبد الوهاب او ما شئت يعتبر عملا اصوليا, ولهذا سلبيا,؟ بينما عندما يعود علمانيا الى داروين او ماركس او نيتشه او غيره, يعتبر " علمانيا معاصرا "؟ رغم ان الاثنين عادا الى اصولهما بنفس " النية " , اي الاجتهاد على امر نتفق عليه علمانيين ومتدينيين فيما الطرق الى حلها تبدو على الاقل " منهجيا " شبه متقاربة, رغم ذلك الحكم عليها له معايير مختلفة كما تفضلت حضرتك, فلك معايير تختلف عندما يتعلق الامر بالاصول العلمانية ( معايير ايجابية ) ومعايير اخرى للاصول الدينية ( سلبية اغلب الاحيان )؟ هذا الاختلاف يبدو لي له هدف اخر وهو, رغم الكلام الجميل الذي تفضلت به, الهدف هو اقصاء الدين بشكل تام من حياة الناس ( في المجالين الخاص والعام ), وما العلمانية " النقية " التي تبحث عنها الى بديلا اخر للظاهرة الدينية التي يخشى منها البعض, التي في اغلب الاحيان تكون " ظاهرة اسلامية " فلا حديث عن شبيهتها المسيحية ( فالكنيسة القبطية في مصر لا تقل " اصولية " عن المؤسسة الاسلامية ) ولا اليهودية ولا البوذية وغيرها من الديانات, ذلك ان " الموقف العلماني " لسبب لا يعلمه الا الله ليس له حديث الا مع " الاسلام " دينا, بينما الاسلام ثقافة لا وجود له.
[/quote]
الزميل المحترم فرناس .(f)
بعيدا عن أن يكون تنظيرا لا محل له ..
العلمانية secularism يا صديقي باختصار ليست منتجا نهائيا أو أصولا نصية نستلهمها ،و لكنها طريقة أو منهج أو وسيلة ، هي باختصار ممارسة practice فصل الدين عن السياسة ، و بالتالي فالعلمانية صفة تطلق على إتجاهات سياسية متفاوتة ، بل و ليس نادرا أن تكون متعارضة ، فالحركات القومية و الشيوعية و الفوضوية و الليبرالية كلها اتجاهات علمانية ، أعتقد أيضا أن هناك التباس في مداخلتك حول علاقة العلمانية بالعلوم ، فلفظ العلمانية مشتق من العالم و ليس من العلم ، لهذا الأصح أن نقول عالمانية ،و لكن جرى الإستخدام منذ البداية في اللغة العربية أن تكون علمانية ، و بالتالي فلا علاقة للعلمانية بالعلم ولا بنيوتن و اينشتين وداروين و غيرهم ، أما اقتفاء مناهج العلوم الطبيعية فيطلق عليه ( النزعة التعالمية ) scientism ، و هكذا تجد أن هناك إختلافا كبيرا بين العلمانية و التعالمية ، رغم التقارب اللفظي في اللغة العربية .
العلمانية ليست إختراعا حديثا ضد الإسلام كما تتصور في مداخلتك ،و لكنها ممارسة قديمة تتعلق بتحجيم الدور العام للدين ( أي دين ) و لكن لا علاقة لها بالإلحاد أو بقيام الدين بدوره الوظيفي في نسقه الروحي الخاص ، و العلمانية نشأت في أوروبا المسيحية أساسا و لكنها أصبحت السمة الأساسية للحداثة و للعولمة الثقافية ، أي فقدت طابعها الخاص لتكون سمة علمة للحضارة المعاصرة ، و نحن كعلمانيين معاصرين نستخدم المعايير العلمانية للحكم على كافة الممارسات ، و انطلاقا من تلك المعايير الحضارية نرفض بشكل تام المشروع الصهيوني ،و أيضا كافة المشروعات الدينية السياسية بما في ذلك المشروع السني الأصولي القائم على القوة و البطش ( الجهاد ) ، و المشروع الشيعي السياسي ( التشيع السياسي ) ،و الذي يقوم أساسا على مبدأ الولي الفقيه و جمهورية إيران الإسلامية كنواة و مركز.
Array
عزيزي بهجت
..............................
2
يا اخ بهجت اين الحرية الشخصية فيما كتبت اعلاه؟ في مجال الحرية الشخصية ( التي حسبما افهم هي احد اعمدة العلمانية ) لماذا تصادر حق شخص ماروني مثلا ان يكون مثلا متعاطفا او عضوا في " المقاومة "؟ ولماذا لا يستطيع السعودي ان يكون " شيعيا " اذا اراد؟ وما دامت العلمانية " ليست قدرا مقدرا بل اختيارا ".... لماذا تبدو المداخلة, على الاقل في رأيي, كأنها مأخوذة من كتاب " الامير " في تثبيت اسس الاستبداد؟ الاستنتاج الوحيد من المداخلة ان هنالك تناقض بين العلمانية والحرية الشخصية !!!!
لا توجد اية علاقة مباشرة بين الديموقراطية والعلمانية, الديموقراطية يا عزيزنا بهجت نظاما مبنيا على الحرية, وليس على النقيض الذي تضعه للدين, اي العلمانية, الحرية كشرط مسبق للجميع يقبل به متساويين, وليس شرط مسبق منوطا بقبول العلمانية كشرط مرافق للديموقراطية, " التجربة التاريخية " التي اخمن انك تعتمد عليها, اعني التجربة الديموقراطية الغربية ليس فيها ما ذكرت, وان كان, تفضل واخبرني به...
[/quote]
يا صديقي .. لعلك لاحظت أني أخاطب المثقف العلماني ،و أنتقد تساهل البعض في تطبيق المعايير العلمانية تحت ضغط قضايا أخرى غالبا تكتيكية وحتى القضايا الإستراتيجية التي تساق لا ترقى لخطورة الدولة الدينية ، و لعلك لم تلاحظ هذا ، ولعل هذا هو السبب في اعتقادك أني أحجر على حرية أن يكون الإنسان أصوليا ، لست أحجر على حرية أحد ،و لكني أعامل الأصولية كالمرض و الإنسان لا يختار أن يكون مريضا و لكنه يصاب بالمرض كنوع من العدوى من المجتمع ، أو كممارسة للتوافق مع ثقافة المجتمع conformity، بالطبع لا أعترض أن يقاوم الشعب الإحتلال تحت أي راية ، و لكني أعترض أن يفرض الإنسان مشروعه السياسي العقائدي على الآخرين محتجا بأنه أطلق بضعة صواريخ في صحراء إسرائيل !.
قضية ارتباط الديمقراطية بالليبرالية ( العلمانية ) سبق أن طرحتها أكثر من مرة منها شريط خاص (الديمقراطية علمانـــــــــــية) و هي في أرشيف نادي الفكر ، بالإضافة للشريط الذي وضعت وصلة له ( الديموقراطية الآن ) ،
اضغط هنـــــــــــــــــاو يمكنك الإطلاع على الشريطين و مناقشة هذه القضية بعد ذلك ،و ستجد لدي صدرا رحبا لتقبل أي فكرة منطقية .
Array
عزيزي بهجت
....................
هل افهم منك يا عزيزي بهجت ان لا مقاومة لاسرائيل الا مقاومة علمانية؟ اذا, لماذا لم نسمع عن تلك المقاومة المنشودة منذ اكثر من ستين عاما؟ لما لم نسمع منذ ستين عام عن المقاومة العلمانية لاسرائيل ( بصفة اسرائيل مشروع ديني يهودي كما تفضلت )؟ هل الاف الفلسطنيين المسيحيين الذين قاتلوا اسرائيل واستشهدو من اجل فلسطين كانوا يحاربون بصفتهم مسيحيين ام بصفتهم فلسطنيين؟ ومثلهم اللبنانيون من الحزب الشيوعي الذين سبقوا حزب الله في قتال اسرائيل والحزب القومي السوري. ما تفضلت به يا عزيزي ليس طرحا علمانيا, بل طرحا سياسيا تطلب فيه منا ان نتبنى موقفا سياسيا مخالفا فقط لانه ديني ! مع العلم انك لا ترى احد " ممانعا " يتحدث عن الطابع الديني للمقاومة, بينما ترى ما يخالفه في ذلك ليس له هما الا " الطابع الديني " للمقاومة, والاحرى ان ما يضايقه هي المقاومة وليس طابعها الديني.
[/quote]
أعتقد أن هناك سوء فهم يا صديقي ، دعنا نوضح الصورة .. ليست هناك مقاومة حقيقية الآن لم تكن موجودة سابقا ، الجديد هو تلك الدعاية الصاخبة و الاتجار ببعض العمليات المسلحة ، لقد كانت هناك دائما مقاومة بشكل أو آخر ، مقاومة وطنية أو دينية أو عقائدية ، وهذا طبيعي في ظل الإحتلال ، فكل الشعوب قاومت ،و ليس العرب أو الفلسطينيون استثناء ، هم فقط استثناء في عدم النجاح و في توظيف دماء الشهداء لمشروعات سياسية خارجية ، ما نرفضه هو توظيف بعض الأعمال القتالية المغامرة غالبا( باعتراف حسن نصرالله ) من أجل فرض مشروعات سياسية أصولية ، عندما سمعنا بضعة طلقات ضد إسرائيل -رغم هامشية العلمليات كلها في الجنوب- علقنا صور حسن نصرالله (الشيعي) عاليا بلا أي حساسية ،و لكن عندما شاهدناه يجتاح بيروت و يمارس البلطجة و التحريض ضد أعدائه ، وضعنا صوره على الأرض بلا تردد أيضا .ففي الحالتين كنا نتعامل مع سياسي و ليس رجل دين .
و تفضل بقبول كل احترام
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-01-2009, 03:06 PM بواسطة بهجت.)
|
|
04-01-2009, 03:03 PM |
|