لم ترشح المنظمات الأصولية الفلسطينية "الجهاد الأسلامي , حماس" من يمثلها في أنتخابات الرئاسة الفلسطينية التي أعقبت وفاة عرفات و لم تقاطعها بشكل علني مما يوحي قبولها ضمنيا برئاسة محمود عباس وهو الشخص الذي علية العين في الداخل و الخارج.و ربما شارك بعض مؤيديها في الأنتخابات و لكن ذهبت اصواتهم سدى مع ريح البرغوثي.

محمود عباس عقد اتفاق" جنتل" مع المنظمات الجهادية "بمعية " مصرية لتوقف هذه نشاطها و لا أشك أن حسني مبارك حذرها بعيون محمرة من التمادي في في خطها لأن النية معقودة لضربها بشدة .وعت هذه القيادات الجديدة الدرس المباركي و لا يجب أن ننسى أن هذا المشهد تم بغياب قطبين هامين هما الشيخ أحمد ياسين و الختيار ياسر عرفات.مما سهل مهمة أقناع القادة الجدد.

دأبت المنظمات الأصولية فيما مضى على تنفيذ عمليات يقتل فيها االمهاجم نفسة على مقربة من تجمعات في الغالب مدنية و على مقربة من استحقاق تفاوضي ينبىء بأنفراج ما.و في أعقاب الأنفجار "الهدية" كان الجانب الأسرائيلي يوقف المفاوضات بمساندة و تعاطف دولي كبير . فتعود العجلة الى ما وراء نقطة الصفر و هذا الدوران العكسي أنتج كيانات جغرافية جديدة منها و أ شهرها الجدار العازل.

قبلل يومين حدث أنفجار من نفس النوع و بنفس الطريقة و الظرف لم تلبث المنظمات الأصولية أن نفته بشده و نأت بنفسها بعيدا و ما زالت جمل حسني مبارك المحدذرة ترن في آذانها . هذا النفي يوحي بأعتراف صريح بشرعية محمود عباس و شرعية الأتفاق و ربما جدية المنظمات .وهذه هي المرة الأولى التي لا يسارع فيها تنظيمين أو ثلاثة من هذه التنظيمات لتبني الهجوم.

الثابت أن هذه العملية ليست أعتباطية ولا من وحي الخاطر, لا بد أن جهة ما ورائها قد يكون حزب الله و قد تكون جهة "جهادية" تلعب على الحبلين.و لكن الثابت أيضا أن هذه الجهة لا تعرف ماذا تريد ,و هي تتدخر كل جهد جهادي لتضخة مرة واحدة قبيل كل محاولة لمعاودة الحوار.و الثابت أيضا أن هذه الجهة تراهن على أستفزاز الطرف الآخر الذي لا يصدق أن يعطى فرصة من هذا القبيل لأنه أثبت هو الآخر أنه مثال بارع في المماطلة و شد الحبال و ساعدة الطرف الآخر بما لا يمكن أن يحلم به.

أذا كانت المنظمات الغزاوية الجهادية قد فعلت ذلك فهذه أذن تستحق التسمية "بالوش مراية و بالقفا صرماية" و ذلك بقبولها عباس و أتفاق الهدنة ثم التبول علية بهذه الطريقة ومن ثم التصريح الصريح بعدم المسئولية مما يؤسس لمذهب "تقية"من طراز جهادي .يضع حجر أساس لمرحلة أكثر خطورة يختفي فيه المطلوبين بجلابيب "التقية" العاكسة للنور.و أذا كانت برئية منه فلا شك عندي أن الجهة صاحبة التنفيذ تمارس "مزاودة" من نوع رخيص تحرك فيها حمية الجهاديين الذين لن يرضوا بأباء سني أن يتفوق عليهم الشيعة بحال.و قد خبرنا جيدا حمية السادة الجهاديين و لا أغتقد أنهم يملكون أكثر منها.

الخيار الآخر و هو بالمناسبة المفضل عند أسرائيل و أمريكا أن يكون حزب الله وراء الحادث هذا الحزب بدورة يلعق كل كلمة قالها حول أقتصار جهادة على الأراضي اللبنانية. و هو بذلك يستفز الجانب الأسرائيلي و الجانب الجهادي الفلسطيني على حد سواء ,و يترك حمائم محمود عباس تتمرغ بين جانبين أولها يتهمة بالخيانة و ثانيها يتهمها بالتقصير و عدم الجدية.

يؤسفني أن أقول أن منظماتنا الجهادية فاشلة في تحديد أهدافها و في تحديد مساراتها و تبدو توقيتاتها لتنفيذ العمليات الأنتحارية مناسبة للطرف الآخر الذي يخسر بعض القتلى و يكسب الكثير من الوقت.