Array
موضوع عبد الناصر له حوالى 40 سنة أو أكثر وهو يسبب الجدل بين الناس ، ناس بتحبه لأن الكتاب بيقول : فرق أعطى المساكين بره يبقى إلى الأبد ، ومن ناحية تانية نتيجة الحروب الفاشلة والديكتاتورية ، وتحديد مجال الطموح والعمل امام الناس فالناس بتكرهه أو تتضايق منه ( بمعنى إن فرصة أى واحد كانت فقط إنه يتوظف بمرتب ثابت ، لكن فى النظام الرأسمالى تكون فرص الترقى والغنى مفتوحة )

عشان نعرف عبد الناصر نجح أو فشل لازم نحدد معيار النجاح ، وما هو الهدف الذى كان يجرى العمل من أجله ؟

لو كان الهدف هو الجهاد الإسلامى ، فعبد الناصر قام بالواجب وزيادة ، ولو كان الهدف هو رخاء الوطن ورفاهيته فهو فشل

قصة عبد الناصر تشيه واحد ورث مصنع ناجح ، وفيه عمال بيعملوا ويأخذوا اجور قليلة ، فقال انا هأريح العمال فقلل عنهم العمل وزاد اجورهم وعين ناس كتيرة ، وكلما تضايق مالياً يبيع جزء من املاك المصنع حتى أفلس ، والعمال يشكروا فيه إنه ريحهم وأسعدهم ، لكن النتيجة النهائية فاشلة ، فهو افلس والعمال سرحوا ، وكان الواجب إنه يزيد العمال شيئاً ما ، ويحرص على المكسب ، وممكن يعطى الفقراء من المكسب ، ومن خلال المكسب يفتح مصانع اكثر واعمال اكثر ، فيستمر هو ويستمر العمال فى أعمالهم

عبد الناصر عمل زى روبين هود يأخذ من الغنى ويعطى الفقير ، لكن الفقير لما يوضع فى عمل صورى ويتعلم الكسل مع الطبقة الوسطى كلها .. طيب مين هيشتغل ؟
[/quote]

قبل أن تبدأ بعرض تاريخ عبدالناصر، دعنا نتفق قليلاً. فأنت تقول ان عبدالناصر ورث "مصنعاً ناجحاً"، وهذا "المصنع الناجح" هو "دولة الملك والباشوات"، فهل كان هذا "المصنع ناجحاً بحق"؟ مسألة فيها نظر!!!
معطيات أولية:
- انكلترا تحكم مصر فعلاً والانكليز هم من يقررون سياسات البلد الفعلية ولو عارضهم الملك فمصيره ما حدث له في "فبراير 1942" عندما حاصرت الدبابات البريطانية عابدين. وطبعاً، لن نتحدث عن السيطرة التامة للانكليز على قناة السويس، فهي بديهية.
- 7،5% من السكان في مصر (الملك والباشوات الارستقراطيين) يسيطرون على حوالي من 67% من أراضي البلاد في بلد "زراعي" بدرجة أولى.
- الفلاح مسحوق، يعيش ولقمة الخبز تطارده (معدل ربحه السنوي حوالي 25 جنيه مصري بينما سعر فدان الأرض يصل إلى 400 جنيه). يعني ببساطة الفلاح لن يشتري يوماً فداناً واحداً لو استطاع أن يوفر النقود كل حياته، ولسوف يعيش و"فراعنة صغار يجلدون ظهره" (الباشوات) وفرعون كبير (الملك) يبدد ثروات مصر على طاولات القمار.
- نظام ملكي فاسد على رأسه ملك نزق طائش يقضي وقته في لعب القمار والتسالي والمؤامرات السياسية.
- جيش مسكين حارب بأسلحة فاسدة (حرب فلسطين) ولم يبرأ من جراحه بعد.
- نظام برلماني مهتريء يعاني من أزمات متواصلة، وعليه أن ينسق بين عدوين يترصدونه: الانكليز والملك. حتى "حزب الوفد" نفسه الذي كان قوياً نشيطاً في بداية نشأته انقسم على نفسه مرة مع "النقراشي وأحمد ماهر" ومرة مع "مكرم عبيد"، بل يقال بأن "مصطفى النحاس" أصبح من الضعف في نهاية حياته بحيث أن سياسة الوفد أصبحت تقررها حرمه المصون (وأقاربها الفاسدين - هذا الفساد قرره "مكرم عبيد"، رفيق النحاس القديم، بالوثائق).
- أزمات سياسية متواصلة أشعلت في البلاد جواً من العنف المتواصل الذي وصل ذروته مع قتل "النقراشي" (رئيس الحكومة) وقتل "حسن البنا" (مرشد الإخوان المسلمين) ثم، وهي ثالثة الأثافي، حريق القاهرة.
- طبعاً، هناك حراك ثقافي نهضوي يدور في مصر منذ بدايات القرن، ولكن النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي وصل في المحروسة إلى وضع مأزوم لا يمكن الاستمرار فيه. وضع يقول عنه دكتورنا "فؤاد زكريا" بان الثورة على حكم الباشوات المتردي لم تكن مسألة خيار، بل ان الناس باتت تدرك أن الثورة قادمة لا محالة، ولكنها لم تكن تعرف من الذي سوف يقوم بها بالضبط.

هل هذا هو "المصنع الناجح" الذي تتحدث عنه يا قطقط ؟

واسلم لي
العلماني