صديقتي العزيزة حيرانة:

فتحت نادي الفكر وردك هو أول ما نعم نظري بقراءته وسعيد لتجاوبك. ونادي الفكر هو أفضل مكان أشعر فيه بالحرية في التعبير والدعم لذلك والسبب هو النهج الليبرالي الذي يكفل لنا هذه الحرية جميعاً. أنا واثق أنه برغم الحجب على المواقع في السعودية إلا أنه هناك سبل لتخطيها والدخول أيضا إلى هنا للمشاركة إذا تطلب الأمر. أحبّ أصدقائي هنا من السعودية وأكثر مكالمات تصلني من شهر إلى شهر ليست سوى من السعودية.

بالنسبة لسؤالك: عامة الناس تقرأ الكتاب المقدس لا بحثاً عن أجندات سواء كانت صهيونية أو غيرها ولكن لتروي عطشها الداخلي بالله ذاته. الهدف هو ملء النفس وارتواءها من ينابيع الإيمان. وبالنسبة لأي مسيحي بصرف النظر عن تعدد الطوائف واختلافاتها فالتركيز يكون دائما على شخصية المسيح. بدون قراءة الكتاب المقدس بعيونه هو لا تصح القراءة. جميع أحداث الزمان والمكان يجب رؤيتها من خلال عيونه هو والذي فيه "هكذا أحب الله العالم" والعالم تعني هنا العالم كـ كون بأسره لا يهود دون سواهم.

فاتني أن أخبرك أن الكتاب المقدس نفسه ينعي كثيراً باللائمة على بني إسرائيل ويؤكد لهم مرة تلو المرة أنهم ليسوا أفضل من غيرهم من الشعوب بل عبرتهم وزهوهم يجب أن يأتي من الله ذاته والذي يصطفيهم له ويقتادهم في دربه. هذا الأمر تعرض له الرابي إبراهام يشوع هيشل في كتابه "الأنبياء" حيث يشرح في الفصل الثاني أن الاختيار ليس معناه أن الله معني حصراً بشعب إسرائيل ففي عاموس الفصل التاسع والآية السابعة يؤكد لهم أنهم ليسوا عنده سوى كالأحباش والاثنان عنده سواسية أو كالسوريين من كير والذين كانوا يهددون أمنهم في ذلك الوقت أو الفلسطينيين من كفتر. لا فضل لهم على أي شعب بالمرة في منطق التوراة. ليست مسألة إزكاء لشعب على شعب آخر. إله التوراة هو إله كل الشعوب وتاريخ كل البشر هو شغله الشاغل. الاصطفاء لهم يعني ببساطة اختيارهم وتعيينهم لقيامهم بمسئولية يلزمهم إياه بها. يقول لهم في عاموس 3 والآيات من 1 إلى 2 إنه إياهم وحدهم قد عرف من بين الشعوب وهم أيضاً يكونون أول من يعاقب على شرورهم وإجراماتهم والتأديب يبدأ ببني إسرائيل قبل أي شيء على كل ذنوبهم كأب يربي أبناءه ويؤدبهم قبل أن يفكر في غيرهم لسوء أدبهم.

وأي مسيحي مستنير سيؤكد لك هذا الذي أقول والقضية هي أننا كثيراً ما نسقط على الله شخصياتنا وحميتنا وغضبيتنا لأننا نريده هكذا ولكن حب الله أكبر من كل قلوبنا ومن كل آفاقنا الضيقة. لو نظرنا للأمور من زاوية المسيح وكان هو نقطة الانطلاق فمن الطبيعي أن تخرج الرؤى المستنيرة الشفوقة تجاه جميع بني البشر دونما تحزب لفريق على حساب فريق لأن من كان قلب الله قد تصوّر بداخله/ بداخلها يرى الأمور رؤية كونية لا ضيقة محلية ويدرك تمام الإدراك أن الخليقة بأسرها في قلب الله وحبه لها حب واحد دون أي تمايز.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	هل قتل الله ابنه في المسيحية؟	إبراهيم	56	5,756	02-17-2013, 10:42 AM آخر رد: observer
	تلخيص المسيحية في صورة واحدة	مسلم	25	5,168	06-29-2012, 04:07 PM آخر رد: لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة
	أيهما دين شركى : الإسلام أم المسيحية ؟	ابانوب	22	4,834	03-20-2012, 04:44 PM آخر رد: ahmed ibrahim
	موت المسيحية و إلى الأبد .	جمال الحر	54	14,887	02-03-2012, 10:40 AM آخر رد: جمال الحر
	أين شيوخ السلفية من قناة الحقيقة المسيحية ؟.	جمال الحر	4	2,422	01-25-2012, 06:45 PM آخر رد: جمال الحر