(06-18-2009, 04:29 AM)بهجت كتب:  وهناك من يتغزل في ديمقراطية الملالي الإيرانيين .
مهزلة .

ألأخ بهجت

تحية طيبة
أعتقد أن ألأمور يجب أن تؤخذ بديناميكيتها وتأثيراتها ، فحتى ألتغزل بديموقراطية ألنظام ألإيراني أيا كانت مثالبها له فوائده ألكثيرة في ألوعي ألباطن وألظاهر لشعوب ألبلدان ألعربية ألخالي اساسا من مثل هذا ألفهم .
ولأوضح ذلك للزملاء أعطي مثالا تاريخيا :
في عام 1985 حين كان ألعالم في تقديري على شفا هاوية ، وكان ألحزب الشيوعي ألسوفييتي يمسك بكل زمام ألسلطة في كل مجالات ألنظام ألراكد وألمتعفن قال غورباتشوف عبارة صغيرة تبدو ضائعة في خطابه أمام ألكونفرنس ألحزبي ألذي إختاره سكرتيرا عاما للحزب . هذه ألعبارة كانت " سنجعل من بلادنا دولة حقوقية " ،( أي دولة ألقانون بمفهومنا ومصطلحاتنا الحالية ) .. هذه ألكلمات ألقليلة هزت مشاعري آنذاك بمدلولها ألعميق ، ورغم وعيي لكل ألتحديات بسعتها ومخاطرها فقد بذرت في نفسي بصيص ألأمل بعد يأس مطبق . وبعد سنتين أو ثلاث من ألحراك ألإجتماعي ألفكري والسياسي تأسس مؤتمر نواب ألشعب ألسوفييتي ، ألذي رغم كل ألمثالب في عملية إنتخاب أعضائه (من وجهة نظر ألديموقراطيات بمفاهيمها ألمعتادة ) ففي رايي أنها كانت صيغة رائعة للتمثيل ألشعبي وخاصة من جهة إعطائها ثلث ألمقاعد البرلمانية بشكل كوتا للمنظمات ألأكاديمية ألعلمية وألأدبية وكذا ألشبابية وألنقابات وغيرها من مؤسسات " ألمجتمع ألمدني " وطبعا للحزب ألشيوعي أيضا !، ( بإعتباره ألحزب ألسياسي ألوحيد فقد حصل على 100 مقعد من بين 2250 مقعد ) ..
جلسات ألمؤتمر وألتي تابعها بإهتمام بالغ وحماس شديد 95% من مجموع افراد ألشعوب ألسوفييتية ممن في عمر 14 سنة وأكثر .خلقت وعيا جماهيريا ومداً أدى بعد سنتين فقط للأسف إلى قلب نظام ألحكم بشكل مفاجئ بعد دورانه 180 درجة .


ما أضحكني في موضوع ألإنتخابات ألإيرانية ، هو أن احمدي نجاد في خطاب فوزه ألمشكوك فيه تعمد لأول مرة تهدئة مشاعر ألطوائف وألأقليات ألدينية والقومية .. أعتقد أن الحراك السياسي وألإجتماعي أعقد بكثير مما يتصور ألبعض وأن تداعيات ألإنتفاضة ألحالية ستطيح بنظام ألملالي عاجلا أو آجلا .. ولكن هل نستطيع نحن وشعوبنا أن نستلهم ألدروس ونستفيد منها عمليا بدل أن نبقى عالقين في ذيل ألاحداث ، بحيث لا نفهم مسبقا ما ستجره هذه ألأحداث على ألمنطقة وشعوبها ؟
ألتجربة ألإيرانية وتأثيراتها يجب أن تدرس من كل ألجوانب بدل ألإكتفاء بهياج ألمشاعر وسماع ألخطب ألرنانة من كل ألجهات وألأبواق ألمخدرة كألإذان للصلاة .

تحياتي