fares
عضو رائد
    
المشاركات: 2,103
الانضمام: Dec 2004
|
RE: الإسلام السياسي والديمقراطية عبر التجربتين الإيرانية والتركية
واضح طبعا أن كاتب المقال من أنصار الإسلام السياسي , وبذل قصاري جهده في تصوير الإسلام السياسي علي انه ضحيه وعلي الرغم من قفزاته هنا وهناك وأعتماده علي عدد من الاحداث المنتقاه إلا أنه فشل في أن يجمل وجه الإسلام السياسي وكما قال الشاعر وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر .
حاول الكاتب أن يرصد تجربتين متباينتين في مقال نصفه لا يتحدث عن ايران أو تركيا مع أن كل تجربه فيهم تستحق أن يفرد لها وحدها أكثر من مقال
بداية التلفيق
اقتباس:كانت نقطة الانطلاق لهذه الحركات الإسلامية، حركات الإصلاح الديني السلمي في أواخر عهد الخلافة العثمانية، مع جمال الدين الأفغاني والكواكبي ومحمد عبده وغيرهم، في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، فهذه الحركات لم تكن فردية ولا حزبية، ولكنها تخاطب الجماهير وتدعو الى الإصلاح الذي يُحسِّن أحوال المسلمين في الداخل والخارج، وهذه الحركات الإصلاحية لم تكن تهدف الى قلب نظام الخلافة السياسي ولا القضاء عليه، فرسائل الأفغاني ومحمد عبده وكتب الكواكبي في أم القرى ومصارع الاستبداد كانت تعالج أوجه الضعف ولم تدعُ الى الثورة إطلاقاً. ولكن تدخل الغرب في إسقاط الخلافة العثمانية، واحتلاله للبلاد العربية والإسلامية إثر الحرب العالمية الأولى، فرض على الحركات الإسلامية الإصلاحية أن تتحول الى حركات تحرير ومقاومة للاستعمار، ومعها حركات تحرر وطنية وقومية كانت أقل شأناً من الحركات الإسلامية في مقارعة الاحتلال وتحرير البلاد منه. ولكن نتائج تلك الثورات التحريرية لم تكن عادلة سياسياً، فقد أعاق الاستعمار وصول الحركات الإسلامية الجهادية الى السلطة السياسية، مما مكّن الحركات والأحزاب الوطنية والقومية من الوصول الى سدة الحكم وحدها، وقد أيد هذا التوجه الكولونيالي الحكومات الديكتاتورية في بلاد المسلمين الى الاستبداد في الحكم وقمع كل أنواع المعارضة، فتحولت الحركات الإسلامية الجهادية التي أحرزت النصر على الاستعمار الى قوى مُضطهِدة، وحرمت من حق المعارضة السياسية السلمية في العديد من البلاد الإسلامية بما فيها الدول العربية وإيران وتركيا وغيرها، وأعلنت معظم تلك الدول والحكومات في البلاد المسلمة إنها دول علمانية، ولا تسمح بتأسيس احزاب سياسية على أسس دينية، علماً بأن غالبية سكان تلك البلاد هم مسلمون.
عبدالرحمن الكواكبي , وجمال الدين الأفغاني كانوا أقرب للعلمانيه منهم للدعوة الدينيه وإن كانوا قد تخرجوا من الأزهر , وكانوا يتوجهون نحو إصلاح المجتمع بنشر الأفكار الحديثه ولم يكونوا مصلحين دينيين مثل محمد عبده .
الخلافه العثمانيه سقطت من تلقاء نفسها بل تأخر سقوطها كثيرا وكان الغرب عاملا مساعدا في الحفاظ علي رجل أوربا المريض , حتي يحد من التوسعات الروسيه , ولكن دخول تركيا الحرب العالميه الأولي إلي جوار المانيا وهزيمتها , أدي إلي قيام الدوله العلمانيه والقضاء علي الخلافه بيد الأتراك أنفسهم , قد تكون قُدمت مساعدات , ولكن ليست ذي بال , فالهزائهم التي تعرضت لها الجيوش العثمانيه في الحرب , وقبول السلطان عبدالحميد الثاني التسليم بشروط مذله , هو الذي أستنفر الشعور الوطني عند صفوه من ضباط الجيش التركي ورفضوا التسليم بشروط الحلفاء واستمروا في القتال واحتفظوا بكامل التراب التركي والسياده علي مضيق البسفور , بل وهزموا روسيا علي الجبهه الشماليه وفي البحر الأسود .
لو أخذنا مصر علي سبيل المثال والتي انطلقت منها دعوة الأصلاح الإجتماعي والديني , فقد كانت تحت الإحتلال البريطاني من 1882 أي قبل الحرب العالميه الأولي بـ 36 عام , وثورة 1919 كانت ثوره وطنيه وجمعت كافة التيارات السياسيه والاجتماعيه وكانت تضم مسلمين ومسيحين ولم يكن لها علاقه بالإسلام السياسي الذي نعرفه حاليا والذي بدأ عام 1928 مع تأسيس جماعة الأخوان المسلمين في مصر والتي كانت علي علاقه طيبه بالإحتلال الإنجليزي في بدايتها , ومع دستور 1923 اصبح الوجود البريطاني في مصر قاصر فقط علي منطقة القنال وبالتعاون مع الحكومه المصريه , وظل الأمر كذلك حتي الغي مصطفي النحاس معاهدة 1936 عام 1951 , وعندها فقط بدأت عمليات مقاومه للوجود البريطاني في منطقة القناه وكانت من كافة القوي الوطنيه في ذلك الوقت حتي قام الجيش بإنقلاب يوليو عام 1952 ولم يكن هناك صدام في البدايه حتي حادث المنشيه عام 1954 والذي حاولت جماعة الأخوان المسلمين إغتيال عبدالناصر فيه , هذا عن مصر .
عن الحجاز والأردن وفلسطين وسوريا والعراق , فقد قامت الحركات الوطنيه العربيه بمساعدة الحلفاء في الحرب العالميه الأولي ضد الخلافه العثمانيه وبعدها تم تقسيم المنطقه وفق اتفاق سايكس بيكو واستحدثت الدول الحاليه بالأتفاق مع زعامات آل سعود والهاشميين , وظلت بها قوات اجنبيه من باب الحمايه فقط , وانسحبت بريطانيا وفرنسا عسكريا من المنطقه بعد انتهاء الحرب العالميه بسنوات قليله وفق اتفاقيات مع الحكومات العربيه وليس تحت ضغط المقاومه . فلبنان مثلا اعلن أستقلاله عام 1943 واعترفت به فرنسا في عام 1944 وانسحبت القوات الفرنسيه في عام 1946 وهو نفس العام الذي استقلت فيه سوريا , وباقي الدول العربيه كان الوجود الأجنبي فيها بالأتفاق أو بطلب من حكوماتها كدول الخليج مثلا .
أما عن القمع والتنكيل بحركات الإسلام السياسي فهو كان دائما رد فعل من الحكومات علي أعمال تخريبيه ودعوات تكفيريه من قبل تلك الحركات , والأستبداد بالسلطه ومنع المشاركه السياسيه لم يكن قاصرا علي حركات الإسلام السياسي فقط بل كان استبداد بكل القوي والتيارات الوطنيه , فالبلاد العربيه ومنذ إستقلالها خضعت لحكم استبداد عسكري وعلي سبيل المثال فعبدالناصر اعتقل الاخوان والشيوعيين وصادر الاقطاعيين , وصدام أستبد بالعراق كله , وكذلك هو حال حزب البعث في سوريا والفرق بين حركات الاسلام السياسي وباقي التيارات أنها تلجأ لأستخدام العنف , فتواجه بالقوه المفرطه من قبل الحكومات العسكريه .
يأخذنا بعد ذلك الكاتب في عدة جولات يتحدث فيها عن مؤامره ضد حركات الاسلام السياسي لأبعادها عن العمليه الديموقراطيه , ولن أجادل فيها ولكن سآخذ مثال واحد ونتحدث عنه , انتهت الحرب بين الروس والأفغان بأنسحاب الروس من افغانستان بعد فشلهم في حسم الصراع مع حركات المقاومه وأعتبر الأمر إنتصار للأسلام السياسي والجهادي وتحريره لأرض إسلاميه محتله وطرده للأحتلال منها , ثم ماذا
الإسلام السياسي مفلس ولا تربطه صله حقيقيه بالحضاره الحديثه سوي مجموعه من عبارات التوريه تتخذ كقناع , لكن الحقيقه أن السلام الإسياسي لا يؤمن بالحضاره الحديثه ويعتبرها إنجاز شيطاني وأتباع أفكارها هو اتباع للطاغوت .
ماذا فعل الاسلام السياسي والجهادي حينما استتب له الأمر في أفغانستان , بدأو في قتال بعضهم البعض , وبعد أن أنتصر الطرف الأكثر تشدد ووحشيه ودانت له البلاد بأكملها , ماذا فعل ؟
هل بدأ بأنشاء المدارس وبناء بنيه تحتيه وإيجاد فرص عمل وبناء مجتمع ديمقراطي ؟
بدأ برده إلي العصور الوسطي وتطبيق أحكام همجيه , وهدم المعالم الأثريه وإضطهاد للمرأه والأقليات الدينيه في البلاد , كل هذا والدول الغربيه لا تتدخل سوي بالتصريحات , وطبعا الإسلام السياسي لا يعتد بالواقع ولا يعمل لأجله , بل يعمل للآخره ( وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع الغرور ) ولذلك لا مجال للحديث عن تحسين مستوي المعيشه والقضاء علي الفقر وتحديث المجتمع فكل هذه امور هامشيه ( إن الله أشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنه ) ولا توازي غزوه في سبيل الله .
فبعد أن استتب الأمر لطالبان والقاعده وبعد أن أرتدوا بالمجتمع مئات السنين معتقدين أنهم بذلك ينصرون الله ورسوله ويطبقون كتابه , نظروا حولهم وأكتشفوا أنهم معطلين لفرض الجهاد , فبدأت التفجيرات و أستهداف السفارات في مختلف أنحاء العالم , وقامت الولايات المتحده وقتها بتوجيه ضربه جويه لأفغانستان بعد تفجير سفارتي أمريكا في نيروبي (كينيا) ودار السلام ( تنزانيا) وكان ذلك في عام 1998 وفي ولاية الرئيس الأمريكي العلماني (إن صح هذا التعبير) بيل كلينتون وقبل مجيئ اليميني المتطرف (على حد زعم الكاتب) جورج بوش وانتهت المغامره بأحداث 11 سبتمبر 2001 .
أما عن التجربه الإيرانيه فمن التعسف أن نطلق عليها ديموقراطيه , لأنها ببساطه حكم ثيوقراطي شمولي وما الأنتخابات الإيرانيه سوي صراع بين شقيقين تحت أشراف الولي الفقيه مثلها مثل اتخابات اللجنه المركزيه للأحزاب الشيوعيه في الدول الشموليه , وهي بعد 30 عام في السلطه لم تستطيع التصالح مع العالم والتعايش في سلام بل لازالت حبلى بالنزق ويعاني شعبها مخاضات كاذبه كل فتره تكلفه من ابنائه ومن استقراره ورفاهيته الكثير , والنتيجه أن الناس خرجت تهتف ضد النظام بعد حدوث تجاوزات في الإنتخابات الأخيره واتهامات بالزوير .
تركيا هي ابنه نجيبه للعلمانيه , والاسلام السياسي في تركيا يمشي بحذر ووفق قواعد الحضاره الحديثه وكل ذلك تحت اشراف المؤسسه العسكريه التني تتبني العلمانيه وبعد أن نضج الشعب التركي وتطور ماديا أتت مشاركة الإسلام السياسي ضمن الإطار الديمقراطي ومحكوما بمبادئه , أما لو كان ترك لهم الحبل علي الغارب في البدايه لربما كانت تركيا تحولت إلي صومال آخر أو كالسودان علي الأقل .
الأسلام السياسي أخذ فرصته كامله علي مدي 1300 عام حتي سقطت الخلافه ولم تجني الشعوب العربيه منه سوي التخلف والاستبداد والمظالم
ولازال في العصر الحديث ماثل أمامنا في , السودان الذي قاده إلي حرب أهليه وحماس في غزه وفي الصومال يصل الأمر إلي ملهاه مأساويه فبعد أن تحققت شروط الشيخ شريف احمد قائد المحاكم الإسلاميه بانسحاب القوات الأثيوبيه التي دخلت الصومال بطلب من حكومة الصومال الأنتقاليه آنذاك , نجده اليوم يطلب مساعدة الأتحاد الأفريقي ودول الجوار بعد أن دخل في مواجهات مريره مع حركة شباب المجاهدين , وهو الأمر الذي كان يعيبه علي الحكومه الأنتقاليه أيام قتاله معها ويطالب بأنسحاب قوات الأحتلال الأجنبيه علي حد وصفه لها .
|
|