(07-19-2009, 03:24 PM)العلماني كتب: فاصل إعلاني
:
"شو إسمي قال يا تاريخ قلّو
وتايكبر عاشموخ الإسم دلّو
سمّوني طليع العبقريي
ويا دلّو الما بيعرفني يا دلّو
ويا هيدا الإنتْ يا بو الجاذبيي
يا ناشف يا هشيم الضعف شلّو
بتسال شو أنا بين البريي
المتلي قلال، والمتلك ما قلّو
مش سامع ... إلخ " ...
ذكرتني "بليلتي المدينة" (صيف 1972) يا "هولي مان". ولكن في هذه الحفلة بالذات، كان "أسعد سعيد" أفضل من "طليع حمدان" (الله يطول لنا بعمرن الاتنين سوا) ... بكثير!!! وبالمناسبة، قصائد "اسعد" في هذه الحفلة ("يا شو اسمك يا وجه الشايفينو " والقصيدة الأخيرة التي تبدأ "عاشو زعلان يا فلان الفلاني") من أروع ما أتت به تحديات "الزجل اللبناني"، رغم أن "أسعد" ضيّع صوته في النهاية.
واسلم لي
العلماني
هذا رأيي بالضبط كان من عشر سنوات أو أكثر وأعتقد هكذا حكمت اللجنة على التحدي.. ولربما حبي لأسعد سعيد على مدار سنوات عديدة جعل شهادتي مجروحة وأنا أستمع لهذه الحفلة ...
نعم لقد كان أسعد أكثر خبرة وأكثر تحضيراً وأكثر ثقافة ... لكن تصادف أني استمعت لهذه الحفلة بعد سنوات عديدة بعد أن تخلصت من طيش المراهقة الذي يفضل الشعر الحربجي وانتصار الأنا على كل شيء .. وكانت الحقيقة الصادمة التي اكتشفتها بأن أسعد في مواجهة طليع لم يكن أكثر من السيف في مواجهة الجمال والمكتبة في مواجهة الموهبة ...
وبينما أسعد لم يترك شيء إلا واستعان به ليثبت رأيه وكان الموضوع عن الربيع والخريف ... استعان بالثقافة( دانتي وبيكاسو ...إلخ ) بالخبرة والتحضير الجيد وحتى بالطائفية المسعورة في وجه طليع عندما ذكر قصة الشيخ زنكي ...!!
ولأن طليع شاعر عبقري استطاع أن يجيب أسعد ولكن لم يتمتع بالخبث اللازم ليسكته ...!!
أنظر إلى طليع كم كان متوافق مع موضوعه (الربيع ) ... في مطلع كل رد تقريباً كان يأتي ببيت ولا أبدع في وصف الربيع
يا ليل جبلي من الزنابق محرمي .... وخدها بدمعات العيون محممي
أو
تمرجح يا ليل السحر بمروج الحنين .... مسطرلك مراجيح ورد وياسمين
وحتى أسعد لم يستطيع أن يأتي بأبيات على شاكلة
وين الشمس من كلمتي تشحد لهيب ... وتشوف أسعد بعدها بلش يغيب
أو حتى في وصف الأموات بطريقة ولا أجمل
من النعش يا أموات قومي واقعدي .... ومن زهوة الشعر الجديد تجددي
ولأني أعتبر أن الشعر مستويات عدة ، العادي والجيد والممتاز ، وهناك مستوى التجلي الذي يفوق كل هذه المستويات والتي وصل إليها طليع في القصيدة الأخيرة ....
لقد قال أسعد قصائد قوية جداً في موضوع الخريف ... لكن قصيدة طليع الأخيرة كانت التجلي الذي يمسح كل ما سبقه وما لحقه
لاحظ أن طليع أحرج أسعد فيما يختص وصفه للربيع بهذا الشكل البشع (بفرخ حية وزيز حصيدي ..إلخ ) بقوله :
وانت جالس بحفلي عالميي ..... وهيدا شعرك اللـــ عم تستهلو ..!!
وأحرجه أيضاً بقوله :
وقلت قبرتني بنبرة قويي .... صحيح ومدفني بعرف محلو
قبرت النوم بعيونك عشيي ... ولو ما قبرتني جفونك انسلوا
وقبرت الملح بالعجني الطريي ...... تا يصيروا عجيناتك يهلوا
وقبرت البنج بالعلي الخفيي ... تا يرتاحوا جروح اللــ فيك علوا
فبرت السيف بقراب الحميي .... بعد ما سيدك عالدهر سلو
وبقرآنك قبرت الأبجديي ... حتى عالنبي الإسلام صلّوا
لا حظ معي ان الأبيات السابقة لها معنى ظاهر ومعنى باطن (ماذا كان يقصد بالبيت الأخير فعلاً) ...!!
ولم أمنع نفسي من التعجب من قوة الإهانة المبطنة التي وجهها لأسعد عندما رد عليه بموضوع الشيخ زنكي وأنت تعرف الأبيات وماذا كان يقصد طليع لا حاجة لأن أذكرها ...
وسوف ترى أن قصيدة أسعد الأخيرة رغم أنها قوية ولكن لا قيمة لها وكأنها أتت كتحصيل حاصل .
كل هذا ذكره طليع بقالب شعري ولا أجمل وحالة عاطفية في الإلقاء زادت من جمالية شعره إلى أن وصلت بالفكرة إلى مرحلة التجلي ... والتي هي فكرة عبقرية وقالب إبداعي مميز وطريقة إلقائية نتيجة حالة عاطفية مميزة في الإلقاء ... إنه التوازن بين العبقرية والجمال والعاطفة أو تطرف هذه العتاصر الثلاثة أحياناً ..
كلمة أخيرة ... أعتقد أن هذه الحفلة قد كرست طليع كشاعر عبقري .. رغم أنه هُزم فيها وأعتقد جازماً أنها هي ما جعلت منه ما هو عليه وأخرجته من روتين جوقة زغلول ومبارياته مع جريس البستاني ... وقد نستطيع أن نشّبه أسعد سعيد في هذه الحفلة بجرير ولكني أشبه طليع حمدان في هذه الحفلة بالمتنبي ... فأيهما أفضل حقاً ...؟
في النهاية كنت اتابع لك موضوع عن الزجل اللبناني ولكنك كعادتك (وأنا لست أفضل منك في هذه النقطة) تترك مواضيعك ولا تنهيها ... فهلا أكملته ؟
تحيتي لك
آسف على تغيير مسار الموضوع وشكراً على سعة الصدور