مرحباً للجميع :
زميلنا إبراهيم :
أنا لست معنياً فعلاً في هذا الموضوع بالمجتمع الغربي بل أنا معني بالمجتمع العربي خصوصاً والإسلامي عموماً ، وربما من المفيد أن تقرأ مشاركة الزميل طريف سردست فقد استطاع فهم ما أريد قوله بشكل واضح .
اقتباس:ترافق العلم وحرية الفكر والمعتقد أشياء أوروبية والمجتمع العربي أبويّ بطريركي.
أعتقد أنك تخالف الحقائق التاريخية فقد ترافق نهوض الحضارة الإسلامية بإنتاج علمي وحرية فكر ولو كانت غير كاملة ، ولا داعي لضرب الأمثلة فأنت تعرفها .
أما بالنسبة للمجتمع الغربي فأعتقد أنه في اللاوعي الجمعي كان يعتقد بالأبوة الروحية بانتشار المسيحية كما يعتقد العرب بالأبوة البيولوجية ... باسم الآب والابن ، وأبانا الذي في السماوات ... إلخ ، ومع ذلك تحرر من الفكرة على مستوى الممارسة وبقيت جذورها ولو بشكل جزئي في الموروث وبعض التقاليد الاجتماعية كالزواج مثلاً ...
اقتباس:حرية الفكر شيء لا نريد فيتحقق لنا. هذا شيء ينغرس فينا من الصغر.
أخشى أنك تخالف حقائق التاريخ مرة أخرى ، فحرية الفكر في الغرب والشرق لم تأتي نتيجة أنها زرعت في صغار هذه الشعوب فأصبحت حرة الفكر ... هذا الأمر أتى كإرادة واعية للإنسان وتطوره الفكري ، فالحضارة الإسلامية في أواخر عهدها عاشت لمحات من الحرية الفكرية ، والحضارة الغربية عاشت الحرية الفكرية نتيجة هذا التطور وتحافظ عليه الآن بواسطة جعله تقليد يعتنقه الكبار ويورثونه للصغار من بعدهم ..
اقتباس:تعرف.. حتى كلمة حرية الفكر freethinking تسبب لكثير من المسيحيين بإسهال ليس بقليل لأنها تعني عندهم الإلحاد والناس لا تريد أن تلحد
المتدينين في العالم متشابهين في الجوهر مختلفين في القشور ... ترعبهم حرية الفكر وإحكام العقل ..
اقتباس:نقد العقل الديني ليست ظاهرة طبيعية. يا ريت. ياريت هاد كان الواقع. ولكن ليس هو كذلك.
قد تعتقد ذلك لكن المسيحية انتقدت بشكل أو بآخر العقيدة اليهودية ... والإسلامية انتقدت العقيدة المسيحية واليهودية ... والجميع ينتقد الجميع باسم الله وبلسانه ، الغريب عندما أردنا أن ننتقد ما يسمى بالعقائد السماوية باسمنا وليس باسم الله أو بلسانه أو بسيفه ، وصف الأمر بأنه ظاهرة ليست طبيعية ..!!
اقتباس:والمكيافيللية تدخل في أشياء كثيرة من حياتنا ونحن لا نشعر.
لكن عندما تدخل في تبرير وتسويق الدين فهي مشكلة ... !!
هنا اسمحوا لي أن أتحول وأناقش وإياكم حالة إسلامية نموذجية في تغييب العقل الإسلامي للمنطق السليم من خلال فهم الأمور على طريقتها ومن خلال موشورات عقدها الفكرية ... وهي الردود التي يتبرع الزميل إسلام مشكوراً في وضعها أمامنا على طاولة البحث لنشّرحها بهدوء وتروي وكثير من الدقة ، بغض النظر عن شكل الرد الذي يكتبه الزميل إسلام ، فبينما نحن نناقش الموضوع بجدية تراه هو المسلم يحاول الرد علينا بشيء من السخرية للإيحاء بأن الموضوع غير ذي قيمة وأن الفكرة غير جديرة بالمناقشة ... !!
اقتباس:المنطق المغيب هو:
1 ـ ادعاء وجود كتاب عن نسب الرسول منذ أكثر من ألف عام دون الإشارة إليه ،
أولاً - الكتاب ليس عن نسب الرسول لا أعرف من أين أتى زميلكم إسلام بهذا الكلام أو استنتجه ... إنها معلومة مذكورة في كتاب دون إثبات وهذا ما قلته ، لاحظوا معي أن الزميل إسلام رهين حالتين لا ثالث لهما ، فهو إما أنه لم يقرأ ما كتبت وإما أنه قرأ ولم يستوعب ما كتبت (سنترك له حرية الاختيار لأي حالة يحب أن ينسب نفسه) ..
ثانياً – هناك فرق بين المصداقية والمنطق ... وكونه لا يعرف الفرق سوف نشرحه له ... هو يشكك في مصداقيتي بعدم ذكري لاسم الكتاب ، وقد شرحت في ردي للزميل ماجد جمال ألدين عندما طلب مني اسم الكتاب لماذا لن أفصح عنه ... والسؤال أيهما منطقي أكثر أن أقول اسم الكتاب وأثبت مصداقيتي في سبيل إرضاء الأنا ، أم أعرض جماعة دينية للإرهاب الإسلامي (بكشف أسرارها) لأنها تذكر هذه المعلومات ..؟!
إن زميلكم إسلام يمارس النرجسية الفصامية ... فالإسلام لا يسمح للآخرين بقول آراءهم ويعرضهم للإرهاب والقتل والذبح (تكفير وحد ردة ... إلخ ً) وفي نفس الوقت يطالب الآخرين أن يفصحوا عن آراءهم ...!!
والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة من كل مسلم ، ماذا يمنع فرقة دينية أو غير دينية أفراد أو جماعات من قول آراءها بوضوح في الإسلام سوى تحاشيها للإرهاب الإسلامي ...؟!
اقتباس:2 ـ حشر مواضيع كمسلمات وليست في أماكنها المخصصة للحوار،
أعتقد أن الأديان عموماً والإسلام خصوصاً أكبر مصدر للمسلّمات التي ليست في أماكنها ... حتى أني لست بحاجة لأن أضرب الأمثلة فالجميع يعرفها ... زميلنا يمارس الفصامية مرة أخرى ...!!
اقتباس:3 ـ الكلام عن الشعائر كعبادات وثنية دون القدرة على إدراك ما هي الشعائر والطقوس أصلاً ، وما أصل منشأها ومصدرها ( التحليل التاريخي يستلزم بحوثاً طويلة ودراسات متخصصة )
لاحظوا معي أنه يحاول أن يوحي بأنه فقط المسلم يدرك ما هي الشعائر والطقوس وما أصل منشأها ومصدرها ...!!
ومن ثم يحاول التستر برداء المنطق عندما يقول لنا التحليل التاريخي يستلزم بحوثاً طويلة ودراسات متخصصة ... وهنا اسمحوا لي أن أجاري منطق زميلكم إسلام لأقول له : لو أننا سلمنا جدلاً معه بعدم وجود بحوث أقول سلمنا جدلاً لأن البحوث موجودة وهو لا يقرأ وإذا قرأ لا يستطيع تقبل نتائج تخالف ما يعتقده ، السؤال هل الإسلام يكفل حرية الرأي فيما لو توصل هذا الرأي إلى نتائج تخالف ما يعتقده الإسلام ... ؟!
وطبعاً لا داعي لأن أضرب الأمثلة عمن دفعوا حياتهم ضريبة تغييب المنطق من العقل الإسلامي ، أعتقد أنه موقف غريب ينزع رداء المنطق عن زميلنا ليتركه عرياناً أمام أعين عقول القراء ...
في النهاية أعتقد أن الموضوع بدأ ينحو باتجاه الجدل العقيم الذي يحاول تسجيل نقاط أكثر مما يحاول أن يقدم فكرة مفيدة للقراء ... وقد أحاول أن أذكر أمثلة معينة على تغييب المنطق في العقل الإسلامي ... والأمر مرهون بوقتي مع اعتذاري للقراء سلف إذا لم أستطع ...
شكراً للجميع