الزميل العزيز لوجيكال،
لا أعرف من أين ابدأ بالضبط، سوى أن أشدد عليك أن تعيد نظرتك للمسيحية، من خلال القراءة الغربية للكتاب المقدس و التاريخ المسيحى. و دعنى ابدأ من مداخلتك الثانية، فأنت تقول:
اقتباس:أنت تدعوني الى مراجعة حساباتي بالنسبة للمسيحية و قراءة مصادر غربية في الموضوع. يا ترى لماذا؟ أنت تقول أن جهنم هي البعد عن اللـه و الانفصال عن اللـه. طيب ما هو سبيل التقرب الى اللـه؟ هل هو الايمان بالمسيح؟ لماذا لا يمنح اللـه القرب لأي شخص صادق في البحث مهما كانت نتيجة بحثه و استنتاجاته؟ يعني هل تظن مثلا أنني أعتقد أن اللـه موجود، و أنني ملحد لأني أريد الانفصال عن اللـه و البعد عنه عمدا؟
فى الحقيقة، المشكلة تكمن فى تخيل أن النص الدينى مُطلق. هذه هى الأسطورة الشرقية التى دمرت كل بحث جاد حقيقى فى هدف الكتب الدينية. أنا اؤمن أن مشكلة المجتمع الدينى الشرقى لا تقع فى هذه القشور، فهذه قضايا فرعية، و انما تكمن فى كيفية فهم النص الدينى.
المجتمع المسيحى الشرقى، بناء على تفسيره للنص الكتابى، يقول أن الطريق إلى الله هو الإيمان بالمسيح "كمخلصاً و فادياً و إلها". بناء على هذا، وصلتك الصورة التى أرفقتها فى كلامك أعلاه. لكن هذا لا يعفيك من التساؤل، لأن الله لن يحاسبك على ما قاله لك غيرك، و لكن سيحاسبك على ما قاله هو لك. و لو أنك لم تضع احتمالاً أن الإيمان بالمسيح قد يعنى شىء آخر، فسوف تكون قد قصّرت فى حق نفسك و أجهضت حق الله.
أنا لا أؤمن أن الطريق إلى الله هو الإيمان بالمسيح "كمخلص و إله و فادى". فهناك طرق كثيرة لفهم النصوص الكتابية، و علينا أن نختار أفضل طريقة منهم. و أفضل طريقة منهم هى تلك التى تفسر كل المعطيات المطروحة. و أنا أرى أن الكتاب المقدس يعلن، أن شرط الخلاص هو التعب و الاجتهاد و الأمانة. أى أن الكتاب يعلن أن شرط الخلاص هو المنهج، لا النتيجة. رؤيتى هذه مبنية على بحث جاد و عميق جداً، شاملاً النصوص التى يبدو بحسب ظاهرها حصر الخلاص فى الإيمان بالمسيح كإله و مخلص و فادى. لا أطلب منك أن تصدق ما أقول، و لكن أطلب منك أن تأخذ المسألة بجدية أكثر.
أنت أخبرتنى أنك درست النقد الكتابى، و لكن من ردك الثانى واضح أن دراستك له لم تأخذ المجهود و الوقت اللازم. ذلك يبدو لأن هناك خلط بين عدة فروع معرفية.
إذا كانت المسيحية تزعم أنها قد تستطيع أن تصل بك إلى الحق، فإن هذا الزعم يستحق دراسته بشكل مستفيض.
يسوع كنبى رؤيوى، قصدت به أن أوصل لك أننا نعرف الكثير عن يسوع الناصرى. هذه مجرد نظرية ليبرالية، يتبناها ليبراليين، و رغم ذلك فهى تقول لنا الكثير و الكثير جداً عن حياة يسوع.
يسوع لم يقل لأحد أنه سيكون هناك من يبقى حتى نهاية العالم أبداً!
من فضلك، ادرس النص جيداً ولا تتسرع فى الحكم، أين يسوع قال هذا؟ هذا فهم خاطىء للتلاميذ عن يوحنا البشير، لكن يسوع لم يقله أبداً!
الخلط الثانى هو بين النقد النصى و يسوع التاريخى. فأنت تقول:
اقتباس:أما اذا تتبعنا طريقة اعادة بناء القصة المسيحية عن طريق النقد النصي reconstructive method، فهي تقودنا الى هدم كل ما نعرفه عن العقيدة المسيحية اليوم، و تعطينا شخصية يسوع الذي لم يولد من عذراء، و لم يقل أنه اللـه، و لم يقم بأية معجزات و لم يُصلب من أجل البشر، بل هو معلم يهودي أسيني رؤيوي كان يبشر بقدوم المسيا المنتظر (هو كان دائما يتحدث عن "ابن الانسان" بالضمير الثالث). لاحظ هذه الطريقة ليست دقيقة بطبيعتها و انما هي تفسيرية و subjective.
النقد النصى شىء، و ما تتكلم عنه هذا هو شىء آخر. و المشكلة أن المغالاطات فيها كثيرة. فهذه الرواية التى تذكرها هى رواية القرن الثامن عشر، أما اليوم فلا يوجد عالم واحد، ليس مسيحى فقط بل ملحد أو ليبرالى من المتخصصين فى دراسة يسوع، يقول أن يسوع أسينى مثلاً، ولا يوجد عالم اليوم يقول أن يسوع لم يُصلب. من فضلك، لا تبنى ادعاءات دون دراسة متخصصة. ان اكثر ما ولدته ليبرالية اليوم هو يسوع كنبى رؤيوى. لا يُوجد أبعد من ذلك.
أما النقد النصى فهو اعادة تكوين النص الأصلى original text من المخطوطات و الترجمات المتوفرة. ذلك لأن المخطوطات الأصلية مفقودة، و المخطوطات الحالية بها اخطاء. رغم ذلك، فقد استطاع العلماء تكوين النص الأصلى بنسبة تصل فى دقتها إلى 99%، حسب قناعات غالبية علماء النقد النصى.
اقتباس:يعني نحن بحاجة الى أجيال لتكوين اسطورة؟ القصص عن ظهورات العذراء و غيرها من المعجزات و الاشباح و الـ UFO تحدث كل يوم، و الملايين يؤمنون بها، و هي كلها اساطير لم يتجاوز عمرها بضع سنوات
نعم نحن بحاجة إلى أجيال لتكون هناك اسطورة، لأن ما تتكلم عنه اليوم ليس أسطورة. فهؤلاء الناس كتبوا و كان شهود العيان مازالوا أحياء، و هم أنفسهم كانوا شهود عيان لما كتبوا و سجلوا. بالإضافة إلى ذلك، فيجب عليك أولاً أن تثبت أن ما سردوه أساطير و ليس حقائق. أنا لدى من الأدلة ما يكفى، أننا نستطيع أن نثق فيما كتب التلاميذ و الرسل. و لكن هل أنت لديك أدلة على أن ما كتبوه أساطير؟ و من فضلك، لا تكتب إلا ما درسته بنفسك و دراسة مستفيضة.
اقتباس:بالعكس. كتاب ايرمان الاخير Jesus Interrupted يشير الى اختلافات جوهرية في بناء شخصية المسيح في لوقا عن البناء في متى و مرقص و طبعا يوحنا. بالمناسبة لا يوجد و لا جملة واحدة و لا كلمة واحدة في يوحنا يمكن نسبتها الى يسوع، فإنجيل يوحنا برمته معالجة لاهوتية بحتة.
أنت هنا تعلق على كلامى فى النقد النصى، بينا جاء تعليقك على شخصية المسيح فى الأناجيل الأربعة. لو أن الله حقيقة، و لو أن المسيحية حقيقية فى زعمها، و لو أن شرط الخلاص هو الجهد و التعب و الأمانة، فهل تعتقد أنك بهذا الشكل بذلت مجهوداً و تعبت و سهرت و كنت أميناً فى بحثك؟ نقطة الأمانة لا استطيع أن أتكلم فيها لأن الله فقط هو فاحصها، و لكنك لم تتعب فى دراسة المسيحية. اخترت أسهل الطرق، لتسير وراء سيمينار يسوع! هل تعرف من هم سيمينار يسوع؟ هل تعرف ما هى منهجيتهم؟ هل قرأت كتابهم "الانجيل الخامس" لتعرف منهجياتهم؟ إذا كان لا، فكيف تصرح أن ما قالوه، أن ولا كلمة فى انجيل يوحنا يمكن نسبتها ليسوع، هو كلام حقيقى؟ هل لأنهم قالوا هذا يكون هذا حقيقى؟
عزيزى، إذا كنت تريد معرفة الحقيقة، فلابد أن تتحدى نزعتك. لا يوجد شخص يستطيع أن يبدأ البحث فى مجال بدون نزعة أو ميل إلى اتجاه معين. لكننا جميعاً نستطيع تحدى هذه النزعة، لنطمئن إلى أن ما توصلنا له لم يكن يحمل أى ميل شخصى. بكلمات أخرى، نطمئن إلى أن ما توصلنا إليه، ليس هو ما أردنا الوصول له، بل ما قادنا الدليل له. و لكى تتحدى نزعتك، اعرض منهجك و نتائج بحثك على نزعات أخرى. أى أن تعرض نتائج بحثك و منهجك، على آخرين لهم نزعات مختلفة و توجهات فكرية مختلفة.
طبق هذا على سيمينار يسوع، الذى قال أن ولا كلمة فى انجيل يوحنا قالها يسوع. و أنا أقول لك، آتنى بعالم واحد من أى نزعة اتفق مع ما قالوه. بل أقولها لك، ان العلماء غير المسيحيين (من الملحدين و الليبراليين بل و حتى اليهود الذين لا يؤمنون بيسوع كمسيح أصلاً!) هم أول من ردوا على سيمينار يسوع!
اتعب و اجتهد و اقتنى نسخة من كتابهم "الانجيل الخامس"، و اقرأ الصفحات الأولى منه التى توضح منهجهم. أنت بنفسك ستأتى و تقول لى أن هذا الكلام هراء لا يمت للعلم بصلة! و إذا أردت ان تقرأ ردود عليهم و أن تفحص الدليل المتوفر بنفسك، اقتنى نسخة من كتاب "يسوع تحت النار" Jesus Under Fire، و الذى كتبه مجموعة كبيرة من العلماء المتخصصين فى دراسات يسوع.
اقتباس:المنافسة اللاهوتية بين المسيحيين الاوائل ربح فيها من ربح ليس بسبب صحة كلامه، و انما لأنه لا بد من رابح! و الحقيقة هي انه حتى الفريق الرابح هو عبارة عن خليط من الافكار التي كان ينادي بها المنافسون.
ثم هل ربح بوش الانتخابات بسبب قوة حجته؟ نعم بالفعل! اقتنع اغلب الناس في اميركا بكلامه. هل هذا يدل على انه كان على صواب؟ اكتشف الشعب الامريكي مؤخرا انه لم يكن على صواب. نظرية الارض المنبسطة سادت الكثير من الحضارات لعصور طويلة، و هذا يدل على قوة حجتها و لكن ليس على صحتها.
ألا ترى معى إذن أن هذا يبطل الحجة الأساسية فى وجود فرق متنافسة و أن أحدهم هو الرابح؟ فالأساس فى الحكم يعود مرة أخرى لنا و لعقولنا. أمامك الكتاب المقدس، و أمامك نصوص الفرق الغنوسية و الدوسيتية و المانوية و الماركيونية ثم كافة فرق القرن الرابع و الخامس. النصوص التى تمثل فكر كل جماعة موجودة يا عزيزى، اقرأها و أدرسها جيداً. و بالمناسبة، أول من درس هذه النصوص كان العلماء المسيحيين، و أول من ترجمها و أوصلها للعامة هم العلماء المسيحيين. و إذا كنت لا تثق بهم، فيمكنك مراجعة أى ترجمة لعالم ليبرالى. كمثال ترجمة جيمس روبينسون. اقرأ هذه النصوص فى سياقها التاريخى، و ارجع لكتابات الآباء و أنظر كيف ردوا عليهم.
بعد ذلك تستطيع الحكم على ما بين يديك الآن.
اقتباس:هذا الامر لا وجود له. طالما ان 3=1، فلا يوجد شيء اسمه "متسق" و "متماسك" و "متكامل" في اللاهوت المسيحي. الامر يبقى من "الغيبيات" و "الاسرار".
كل من له علاقة بالمسيحية، يعرف تماماً أن الثلاثة هى من جنس و الوحدانية من جنس آخر. الأمر يشبه مثلاً أن تقول لدىّ كيلو من البرتقال، و به عشرة برتقالات. فى هذه اللحظة فإن عشرة برتقالات تساوى كيلو واحد. العشرة هى فى شىء، و الواحد فى شىء آخر. هل هذا يعنى أن 10 = 1؟ نعم و لكن ليس رياضياً، بل فى هذه الحالة فقط. نفس الأمر، الثلاثة فى شىء و الواحد فى شىء آخر. ثلاثة أقانيم، و جوهر واحد. 3 = 1! لكننى لا أقول لك أنا اؤمن أن هناك ثلاثة جواهر و مع ذلك هم جوهر واحد. هذا هو التناقض. تماماً كأن أقول لك لدىّ 3 كيلو من البرتقال و مع ذلك هم كيلو واحد. فهذا هو التناقض.
ألا ترى معى أنك لم تبذل المجهود المطلوب؟
اقتباس:أنت قلتَ ان الموت نتيجة طبيعية للخطيئة و ليست نتيجة خيار المغفرة، و هذا يناقض قولك ان اللـه "يطلب" التوبة، لأنه طالما ان التوبة هو من مطالب اللـه، اذن فالعقاب أيضا خيار اللـه.
يا عزيزى، لقد قلت لك بالحرف:"و نعم الله يطلب توبة، و لكن توبة ممن و عن ماذا؟"، فلماذا خلطت بين التوبة و بين الخطيئة الأولى؟ هل قلت لك أن الله يطلب توبة عن الخطيئة الأولى؟ بل قلت لك الله يطلب توبة و لكن ممن؟ و عن ماذا؟ لأوضح لك أنه لا يطلب توبة عن الخطيئة الأولى، لأنها لم تكن فى حقه أصلاً!
اقتباس:طيب راجع سفر التكوين وحياتك.
المشكلة هى أننى قرأته و درسته، و قرأت كتب لا استطيع حصرها فى تفسير النص. هل فعلت المثل؟ ما رأيك أن تأخذ ما أقوله لك بجدية و تبدأ فى دراسته؟ لا أعتقد أنك ستخسر شىء، و لكن لو كان الطرح حقيقى، ستخسر بالتأكيد!
اقتباس:هذا تفسيرك. العهد الجديد برأيي واضح في مسألة ارسال الخطأة الى جهنم. طبعا انت ستجعل من هذا الكلام رمزيا، و هذا اسلوب عمليات التجميل التي قرأت الكثير منها، فكل ما لا يعجبهم في الكتاب المقدس او كل ما يصعب عليهم تبريره، يصبح "رمزيا". طبعا انت حر في معتقداتك، لكن أنا شخصيا غير مقتنع.
نعم كل فرد حر فى معتقداته، و أنا أحترم فكرك و شخصك و أقدر تفكيرك. لكن أريد أن اقول لك أنه لا يوجد تفاسير للنص. يوجد تفسير للنص. حينما كتب المؤلف النص لم يكن يعنى سوى معنى واحد له، و ليس عدة معانى. و عليك دائماً أن تطرح احتمالاً أن ما فهمته أنت من النص، ليس هو معنى النص. و لا يمكنك أن تحتج بظاهر النص، لأن هذا الكتاب لم يُكتب فى القرن العشرين. فعليك دراسة النص بحسب بيئته و ثقافته.
المشكلة فى كلامك تكمن فى أن الرمزية هى اختراع من يحاول أن يجمل العهد الجديد. حسناً ماذا لو أن الرمزية حقيقة بالفعل؟!
نحن نتحاور فى محاور كثيرة و من الصعب أن يشمل ردى تفصيلاً فى كل مسألة، و لكن لو أردت، يمكننا أن نفتح موضوع جديد نخصصه لمناقشة واحدة من هذه الأفكار و التى تعتبرها أهم نقطة.
و أنا قرأت فى حوار آخر لك أن الحادك له علاقة بمشكلة الألم، لذا أعرف أن فكرة "جهنم" لها أهمية خاصة فى هذا الموضوع بالنسبة لك. و اسمح لى أن أقدر مشاعرك الرقيقة بهذا الصدد.
اقتباس:هل فهم يسوع او بولس او بطرس أن قصة ادم و حواء هي قصة رمزية؟ أم أنهم فهموها على انها قصة تاريخية؟ ماذا تقول النصوص و بماذا توحي للاجابة على هذا التساؤل؟ فإذا كانت المسيحية بُنيت على تاريخية قصة آدم، و نأتي نحن اليوم و نقول انها رمزية، فهذا يهدم المسيحية من أساسها.
هذا سؤال جميل جداً. يسوع لم يتكلم عن قصة آدم و حواء. بولس تكلم عن آدم و حواء، و لكن البيانات التى سجلها لا تسمح لنا أن نفهم كيف فهم القصة. الفكرة هى من قال أن المسيحية بُنِيت على تاريخية قصة آدم؟ يعنى من قال ذلك؟ هل قال الكتاب المقدس ذلك؟ هل قال أحد من الآباء ذلك؟ هل هناك مفكر واحد فى اللاهوت التاريخى بأكمله، قال أن المسيحية بُنِيت على تاريخية آدم؟
تحدى نزعتك يا لوجيكال!
اقتباس:أشكرك على النصيحة. أنا على فكرة لم أقل أنك تقوم بعملية تجميل رغم علمك بالقبح. المشكلة برأيي هي أنك تبدأ من منطلق أن المسيحية صحيحة، و بعد ذلك تحاول أن تبني اطارا معقولا يحويها. و هذا يدفعك على المغالاة في التفسير تغيير المفاهيم الاصلية في شكل "معقول" في نظرتك.
لا يوجد انسان، كما قلت، يستطيع أن يتخلص من نزعته. أنت نفسك لن تستطيع التخلص من نزعتك، و هذا واضح فى توظيفك لأى شىء حتى لو كان احتجاجه هزيلاً فى نقد المسيحية. هذا ليس عيباً، بل هذا شىء مشترك فى جميع البشر. و حله كما قلت لك سابقاً، أن تتحدى نزعتك بعرض منهجك و نتائجك على نزعات أخرى مختلفة. بهذا سوف تضع يدك على الأماكن التى فرضتها نزعتك عليك. و اسمح لى أن أقول لك، بأننى لا أعلم بفرد عربى، على الانترنت على الأقل، قام بنقد و تشريح المسيحية كما فعلت.
أشكرك على هذا الحوار الجميل. فى الحقيقة، هذه أول مرة أتحاور فيها مع ملحد بهذا الشكل المُفصل على الانترنت (f)
تحياتى و محبتى