اقتباس:ما غير ذلك فهو مخالف للحقيقة..
احب عبارة جميلة لعمر بن الخطاب يقول فيها:
" لئن يضعني الصدق وقلّما يضع خير لي من ان يرفعني الكذب وقلّما يرفع"..!!

لاسف الكلام لما نتكلم عن مبدأ " لا تقتل , ولا تزنى , ولا تسرق " يعنى اطلاق الكلام على عمومه وتعطيل العقل لتعامل مع الظرف المتاح وأختيار أفضل حل مناسب له . الكذب ليس مرض أجتماعى , لكنه مهارة لغوية الانسان طورها لتلاعب بالأحداث أحيانا من اجل أخذ مصلحة او بعد ضرر . وبالتالى فتح قائمة بالأعمال اللى المفروض الانسان يعملها او يتجنبها , يجعلنا نعتقد ان الأنسان أصبح ألة يتم أدخال المعطيات لها , ويتم أخراج المخرجات منها ... وهذا الكلام غير صحيح , لان عقل الانسان يتعلم بالخبرة والتجارب والنصح , وقديما قالوا : أغبى الأغبياء من لا يتعلم من خطأه مرتين , والذكى هو من يتعلم من خطأه ولا يكرره , وأذكى الأذكياء من يتعلم من اخطاء الأخريين " .

فى حالة الكذب نفسها , أحيانا بيكون نافع جدا ومؤثر جدا - تخيل مثلا انك لك زميل تأخر عن الشغل , ولما سأل عليه قولت ان والدته تعبت فجأة الصبح واضطر يوديها المستشفى وهيتأخر , الكذب هنا اصبح منفعة عظيمة لانقاذ حياة الشخص المهنية ,ويمكن تأمين مصدر غذاء افراد اسرة بأكملها , قد يؤدى ضياع وظيفته الى عدم استقرار عائلى او طلاق او موت شخص عزيز .. وفى نفس الوقت اعطاء فرصة لهذا الشخص ان ينقذ نفسه ويسوى اموره , فقد يكون بيمر بازمة نفسية او وقت صعب بيعدى علينا كلنا - ومحتاج فرصة بس عشان يصلح الأمور .

وهنا احب ان اذكر قصة شخصية حدثت لى فى وقت ان كنت ملحد - وحتى الان اكن هذه الذكرى العزيزة على , اذا انى فى نهاية سنة البكالوريس كنت بتدرب فى مدرسة ثانوية عامة , وحضرتك مرتين بس فى الترم الاول - وقامت المشرفة على بالكذب طول الترم بان ظروفى فعلا سيئة وانى بشتغل ومش عارف اجى ...فما كان من المشرف المسئول عنها , الا انه اعطنى فرصة "الترم الثانى " كله , واذا غبت يوم واحد هعيد السنة عليه . وفعلا بفضل هذه السيدة وتقديرها لظروفى , وكذبها عنى طول فترة الترم الاول , قدرت انى اثبت فى شغلى واطلب بنقلى لفترة المسائية وحضرت الترم الثانى باكمله , لدرجة ان المشرف نفسه فى نهاية قالى : والله يا بهاء كنت حطك فى قائمة السقطيين , بس تأكدلى فعلا ان ظروفك سيئة فى الترم الاول , ولما أتصلحت مغبتش واحد يوم .

يبقى فى النهاية , من خلال قصص وقصص لناس أنقذها الكذب واعطاها الفرصة لتصحيح ظروف سيئة حدثت لهم - ان قوة العقل فى تقدير المسائل , والأحتكام الى افضل الأحتمالات الممكنة بيسهل عملنا ويمكن يكون صاحب فضل علينا , ففى النهاية الأنسان ليس ألة لكن بيخضع لتناقضات الواقع والنص ,وحتى الفقهاء اللى بيفتوا تلقيهم دائما يحبثوا عن اكثر الأمور المنطقية ويرجحوها ..

فلماذا لا أستعمل عقلى وأقدر انا المسائل بنفسى ؟