{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 5 صوت - 4.2 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلمانية .. قضايا و آراء .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #1
العلمانية .. قضايا و آراء .
• إن قيمة الإنسان ليست في توصله إلى الحقيقة ، بل في كفاحه المخلص من أجل الوصول إليها " جاليليو .
...................................................................
الأخوة .New97
هذا الموضوع سأخصصه لمجموعة من القضايا و الآراء التي تدور حول العلمانية ، ربما سيكون من التكرار أن نصدر الشريط بتعريف للعلمانية ، فهذا التعريف سبق أن تعرض له كثير من المتحاورين بما فيهم بهجت في موضوعات سابقة ، رغم هذا فضلت أن أضع تعريفا مبسطا للعلمانية في البداية ليس بقصد التعليم بل بقصد توحيد المفهوم ، فهناك تعريفات دخيلة وضعها إسلاميون للعلمانية من بنات أفكارهم ، و لعل أكثر تلك المفاهيم المغلوطة شيوعا تلك المنسوبة للدكتور عبد الوهاب المسيري التي تحدث فيها عن علمانية جزئية و علمانية شاملة نهائية تهدف إلى القضاء على الأديان !، تلك المفاهيم التآمرية بعيدة تماما عن روح العلمانية و طبيعتها ، فالعلمانية ليست حركة سياسية لها قادة يخططون و يتآمرون و لكنها اتجاه ثقافي تعددي ، يقبل نماذجا مختلفة لا يجمعها سوى فكرة مبدئية ،و هذا ما سنتسعرضه في الفقرة التالية ، و بالرغم أني أخطط لطرح قضايا بعينها في هذا الشريط ،إلا أن هذا الشريط مرن للغاية فيمكن لأي زميل طرح ما يشاء بلا أي قيد سوى أن يلتزم بالعنوان الرئيس وهو العلمانية ، مؤكدا أن كل مساهمة ستلقى كالعادة إهتماما يليق بالحوار الراقي الجاد . أحب أن أشير أيضا أنني سأطرح في هذا الشريط مقالات لكتاب عديدين ، بالإضافة بالطبع لمداخلاتي التي أعدها ،و بالتالي سيكون هناك أكثر من لغة ، لغة اصطلاحية قاسية بعض الشيء ،و هي اللغة التي يغرم بها المثقفون العرب ،و لغة بهجت البسيطة المباشرة .
لتعريف العلمانية أفضل مقتربا موسوعيا أكثر وضوحا و عمومية ، دون تقييد العلمانية بأي من متلازمتها الأكثر شيوعا مثل الديمقراطية أو الليبرالية أو أي من الأنساق الأخلاقية المتحررة ، فالعلمانية تعبير شائع و لكنه مفهوم مازال غامضا و ملتبسا في عقول الكثيرين ، و هناك العديد من التعريفات التي تفي بالغرض ،و ليسمح لي الزملاء بعرض تعريفا قمت بتنقيحه مرات عديدة خلال الأعوام السابقة ،وهو لن يكون جديدا كلية و لكنه سيتكامل مع ما قدمه الزملاء .
إن العلمانية Secularism,( الأدق العالمانية من العالم ) (Laïcité بالفرنسية) : هي رفض الصيغ والممارسات الدينية و المقدسة عند التعاطي مع السياسة أو الفكر ، وذلك لصالح الأسلوب العقلاني في التفكير و اتخاذ القرارات . و تعود اللبنات الأولى للفكر العلماني إلى القرن السابع عشر بما عرف بالرؤية العلمانية secular vision على يد نخبة من ألمع العقليات التي أنجبتها البشرية في الغرب مثل سير فرانسيس بيكون و سير اسحاق نيوتن و فولتير و رينيه ديكارت . وفي أوروبا و الولايات المتحدة تعود العلمانية المعاصرة إلى القرن الثامن العشر الذي يعرف بعصر العقل و التنوير Age of Enlightenment or Age of Reason . و ذلك عندما بدأ المفكرون التنويريون في الهجوم على السلطات الدينية و التقليدية التي تكبح حركة المجتمع ،و قد تبلورت تلك الجهود في فصل الكنيسة عن الدولة ،من أجل إطلاق الملكات المبدعة الخلاقة للإنسان ، و لكي يمارس وجوده متحررا من الخوف و العبودية ، و أن تساس الدولة بالعقل بدلا من التقاليد و الشعارات ( الدوجمائية ) . و يعتبر دستور الولايات المتحدة الصادر عام 1787 أوضح مثال على علمانية القرن الثامن عشر ورغم ذلك فلم تنشط الحركة العلمانية في مختلف الدول الأوروبية بنفس القدر و لا في نفس الوقت ، فالأفكار تتغذى على بعضها ، ففي المجتمعات الكاثوليكية كفرنسا حيث نفوذ الكنيسة كان طاغيا و خانقا كانت العلمانية عنيفة و معادية للدين ، أما في المجتمعات البروتستانتية كالمملكة المتحدة ، كانت العلمانية مساومة و تسكعت طويلا قبل أن تحسم أمرها مع السلطة الكنسية !.
في المقابل و على النقيض من العلمانية هناك الثيوقراطية حيث تهيمن السلطة الدينية على المجتمع و تدير الحياة السياسية كما هو الحال في إيران منذ ثورة 1979 ، و هناك شكل آخر لهذا الدمج بين السلطة السياسية و الدينية هو سيطرة السلطة السياسية على الدين و توظيفه لصالحها كما هو الحال في السعودية و سودان الجبهة الإسلامية . و يقوم الأصوليون الإسلاميون بحملات مبرمجة للوصول إلى سيطرة السلطة الدينية على مقاليد السياسة ، على أساس خصوصية الدين الإسلامي الذي يرونه بالأساس دولة و دين !.
هكذا نجد أن العلمانية ليست دينا مقابل دين ( الإسلام مثلآ ) بل هي حتى ليست مبدأ محددا أو منتجا فكريا نهائيا ، و لكنها مجرد اتجاه عقلي ( mental attitude ) أو منهج فكري في مقاربة الإشكاليات الأساسية ، و بالتالي فمن غير المنطقي أن نحصر العلمانية في فكر أحد من العلمانيين ، بل أن كل النظم السياسية و الحضارية المعاصرة باختلافها البين هي نظم علمانية ، من أوروبا و الولايات المتحدة حتى الصين و الهند و كوبا ،و حتى وجود أحزاب دينية أو شوفينية متعصبة ضمن هذه النظم لا ينفي علمانيتها ، و لا أعتقد أن هناك أحد يناظر لدولة دينية سوي بعض المسلمين ( خاصة في المجتمعات الأقل تطورا ) ، فمثلا هناك أحزاب ديمقراطية مسيحية و لكنها لا تكفر معارضيها ،و لا تدعى احتكار الدين و لا تطالب بتطبيق الفقه المسيحي على المجتمع !.
إن مشكلة الفكر العربي المعاصر كما أراه هو التناول العقائدي ( DOGMATIC ) للأفكار ، حيث نتناول الفكرة كعقيدة ، فهناك من يدافع عن العلمانية أو يعارضها بنفس رؤيته للدين ( كفر و إيمان ) ، و يبدوا ذلك مضحكا ، فمن الخطأ طرح المشكلة في صياغتها الحالية ( الإسلام مقابل العلمانية ) ، فذلك غير منطقي مثل مقارنة السمك بأشعة جاما ، و لكن الصياغة المنطقية للمشكلة هي الدولة الدينية في مقابل الدولة المدنية .فالعلمانية كما اتفقنا مجرد اتجاه عام حافل بالتنوع و بجميع ألوان الطيف ، و هناك العديد من المجتمعات التي يمكن أن نطلق عليها العلمانية ، لم تنكر الله و لم تلغ أي دين . بل أن الأديان تمارس فيها بحرية تفوق موطن هذه الأديان نفسها ، فالشيعي مثلا لا يستطيع الدعوة لمذهبه في السعودية و مصر ، و يشرف الشيعة في إيران على المعاهد الدينية التي تدرس المذاهب السنية ، في حين يستطيع كلاهما الدعوة لمذهبه بحرية تامة في الولايات المتحدة و استراليا .
في الخلاصة فإن تعبير علماني يدل حصرا على ذلك الذي لا ينتسب إلى السلطنة الدينية و لا يتضمن أي إلحاد .
إذا العلمانية في الخلاصة ليست منتجا ، بل هي منهج فكري و مقترب حضاري للتعامل مع الكون و تحدياته كي تصنع نموذجك الخاص ، و هنا مشكلة فهم البعض للعلمانية ، فهم يتصورون العلمانية من نفس طبيعة الإسلام السياسي ، حلولا نهائية و نصوصا مقدسة ،و تلك خرافة ، فالمقابل للإسلام قد يكون القومية او الليبرالية أو الأصولية المسيحية بل ربما الشيوعية ،و لكن المقابل للعلمانية هو الأصولية .
إن هذا الخلط هو نتيجة قراءة الواقع السياسي و الثقافي العالمي من بيئة ثقافية أصولية مختلفة تماما ، الأصوليون يقسمون العالم منطلقين من مفاهيم تاريخية بالية على أساس ديني ،وهذا التقسيم انتهى منذ حوالي 400 سنة تقريبا ، مسلما الساحة للمنظور القومي الذي أفرز الدولة القومية الحديثة ، هذه الدولة ترحل الآن لصالح الكيانات الاقتصادية الإقليمية الكبرى ،و نحن ما زلنا في غيبوبة التهويمات التاريخية و تحكمنا القبور و النصوص التي انتهت أسبابها منذ ما يزيد عن 1500 عام !.
إن طبيعة الدولة الحديثة هي لا دينية ، ذلك ليس خيارا بل بالتعريف ، فالدين هو عقيدة للأفراد و ليس للكيانات المعنوية كالدولة و الحزب و الشركة التجارية ، ولا يقل تعبير مثل دولة إسلامية أو هندوسية سخافة عن شركة شقراء و جمعية سمراء ، غير ذلك نوع من التهريج الرخيص الذي ربما يصلح لدعاية التنظيمات الجهادية و لكنه لا يليق كأداة في حوار بين مثقفين .
العلمانية ليست بديلا للدين الذي يجب أن يكون شأنا شخصيا ، ولا توجد هناك أي دعوة جدية بين العلمانيين العرب للقضاء على الدين، فهذا ليس ممكنا ولا حتى مرغوبا ، و لهذا تنحصر مطالبهم في ترشيد دور الدين في المجتمع و قصره على سياقه الوظيفي ، ففي المجتمعات المتخلفة كالمجتمعات العربية لا توجد أنظمة أخلاقية وضعية ، و الأديان هي الوعاء الوحيد الحافظ للأخلاق .
لا يجب أن يصدر الإنسان أحكاما سياسية منطلقا من تحيزاته الدينية ، فذلك قصور فكري واضح ، فالأحكام السياسية الصحيحة يجب أن تكون نتيجة معايير موضوعية قابلة للمقايسة و ليس نتيجة عقائد و نصوص لا تقبل الحوار بل الإذعان ، فكل ما ليس قابل للنقد و المراجعة ليس علميا .
الفكر الليبرالي العلماني هو بالطبيعة فكر نخبوي ، و ليس متاحا للعامة ولا للتحاور مع أنصاف المثقفين ولا غير المدربين على منهجية التفكير ، إن الفكر العلماني هو فكر عالمي يقود الحضارة البشرية المعاصرة ، و العلمانيون العرب كغيرهم من النخب العلمانية ( الليبرالية تحديدا ) ينتمون للقيم الإنسانية العليا أكثر مما ينتمون لمجتمعاتهم ، و أقصى ما يمكن عمله تجاه الشعوب المتخلفة هو دعمها بالمنتجات الحضارية لليبرالية و نشرها بين النخب في تلك المجتمعات خاصة تلك التي تتناقض مع الموروث الثقافي ، هذه المنتجات الحضارية مثل الديمقراطية و حقوق الإنسان خاصة المرأة و الأقليات و حماية البيئة و الدولة المدنية .. دولة كل المواطنين ، و فصل الممارسات الدينية عن السياسة ، و مقاومة التعصب و الإرهاب و العنف و غيرها من المعايير التي تجمع عليها الشعوب المساهمة في الحضارة الإنسانية المعاصرة .
من غير المتصور أن يبشر أحد بالقيم الليبرالية أو المعايير العلمانية بين الأميين أو بين أنصاف المتعلمين الذين يفوقونهم جهلا و بؤسا ، وهو يعلم أنه لا يمكن أن يستوعب القيم الليبرالية أفراد يقل مستوى تعليم كل منهم عن التعليم الجامعي (الحقيقي) و متوسط دخله السنوي عن 7000 دولار كحد أدنى ، لأنه سيكون خارج التوصيف المقبول للمواطن في أي مجتمع متحضر ،و لهذا فالزملاء الذين يتحدثون أن أغلبية الشعب لا تقبل العلمانية و يطالبون بدولة دينية محقون و لكنه يرتبون نتائجا خاطئة على ذلك ،فالطفل لا يحب الغذاء الصحي و لو ترك لشأنه لتناول السموم حلوة المذاق و مات نتيجة جهلة و تقصير العقلاء ، علينا أن نقود شعوبنا و ندربها و نحميها من جهلها و غرائزها لا أن ننقاد لها و نخشى تشنجاتها العصبية ، إن العالم يضع مواصفات و معايير للحضارة في ميثاق الأمم المتحدة و إعلان حقوق الإنسان و غيره من المواثيق الدولية و على الشعوب المتخلفة الإلتزام بها حتى تنهض و تتقدم ، هذا أو .. الهلاك .
......................
لنا عودة .
11-25-2009, 01:45 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-25-2009, 01:45 AM
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-25-2009, 07:11 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-26-2009, 02:37 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-26-2009, 10:55 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة special - 11-27-2009, 06:57 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-28-2009, 08:40 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-28-2009, 02:15 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-28-2009, 06:18 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-30-2009, 09:56 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-02-2009, 04:37 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-04-2009, 08:13 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-07-2009, 01:36 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-09-2009, 12:52 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-11-2009, 04:09 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-12-2009, 12:29 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-13-2009, 08:33 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-15-2009, 06:39 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-16-2009, 09:29 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-19-2009, 12:35 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-20-2009, 11:20 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-23-2009, 01:44 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-24-2009, 01:46 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-25-2009, 01:58 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-26-2009, 03:06 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-28-2009, 11:29 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-30-2009, 11:53 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 01-01-2010, 08:24 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  آراء في أشهر الآراء : دان دينيت .. الــورّاق 2 1,167 02-18-2012, 07:48 AM
آخر رد: حــورس
  آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. الــورّاق 22 5,466 11-22-2011, 12:48 PM
آخر رد: الــورّاق
  آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه .. الــورّاق 22 10,083 11-09-2011, 09:11 AM
آخر رد: الــورّاق
  العلمانية والدين .. والمأزق العربي Reef Diab 25 5,939 09-21-2011, 10:15 PM
آخر رد: أبو نواس
  العلمانية القوية و العلمانية الضعيفة Brave Mind 8 2,623 07-03-2011, 05:12 PM
آخر رد: Brave Mind

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS