{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 5 صوت - 4.2 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلمانية .. قضايا و آراء .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #10
RE: العلمانية .. قضايا و آراء .
هناك القيم العلمانية في مواجهة الأصوليات ،ولا يمكن الجمع بينها على عادة المثقفين العرب الذين يركبون كل الأحصنة في وقت واحد .
.........................................................
الأخلاق العلمانية .
( 2 من 3 )


أخلاق بلا دين .
ربما و لأول مرة في تاريخ البشرية تطرح بقوة فكرة الأخلاق العلمانية أو الأخلاق خارج منظومة الأديان ، فلا يوجد الآن سوى النادر من فلاسفة الأخلاق يعتقدون في الأديان القديمة أو في وجود الآلهة أو ضرورة وجودها ، هناك قناعة أننا لا نحتاج للأديان كي نؤمن بالأخلاق و نمارسها ، و معظم العلماء في الغرب ينظرون إلى الدين كوظيفة للطبيعة البشرية نشأ نتيجة تفاعل الطبيعة البشرية مع البيئة ، و أن الحضارة الغربية لم تعد في حاجة لوجود الإله بل أن تلك الفكرة لم تعد مفيدة ، ويرون أن الأخلاق الجديدة عليها أن تستبعد فكرة الإله و أن يقوم الإنسان بكل المسئوليات التي كانت تقع سابقا على عاتق الآلهة ، و بالتالي فإن سعادة الإنسان ووعيه بنفسه و إدراكه لهويته هي الخير و الصلاح في حد ذاتها ، و أنه ليس من الضروري أن نؤمن بوجود الإله حتى نؤمن بضرورة وجود نظام أخلاقي في الحياة ، وهذا هو المنحى الهيوماني الذي أصبحت له السيادة على إتحاد الثقافات القائدة في العالم .
النسق الأخلاقي لعالم الغد :
مع التغيرات الأساسية المتلاحقة في المكون المادي للحياة ،و مع ثورة الإتصالات تزايدت المخاوف من انهيار المنظومات الأخلاقية القديمة مع عدم ظهور أنساق أخلاقية بديلة ، إن المرجعيات الأخلاقية السابقة تتداعى و لم تعد هناك قواعد ملزمة ، و تبدوا المعالم و الثوابت السابقة وقد عفا عليها الزمن دون أن تظهر بوضوح أي قواعد جديدة ، الأخطر من ذلك هو غياب أية مراكز أخلاقية جديدة ذات مصداقية ، وهذا يؤدي إلى تفاقم الإنقسامات و استعصاء الحل ، و على الصعيد الدولي تبدوا العواقب واضحة ، فالفوضى تحول دون التنبوء بطبيعة القيم الأخلاقية التي يمكن أن تنشأ بين المجتمعات و إمكانية تنظيمها في المجتمع الدولي، إن المحاولات التقليدية لتوريث الأديان و القيم للأجيال القادمة تواجه مقاومة كبيرة ، وهذا يجعل الوصول إلى قيم جديدة واجبا ملحا .
في الجانب القيمي/ القانوني، سنجد أن هناك المفكرون الذين يعتنقون رأي كانط في إمكانية ظهور ضمير كوكبي قائم على أساس حقوق الإنسان ،و يصيغ كانط نظريته تلك كالآتي :
To behave morally one must behave consistently , i.e. ‘universalize his behavior” .
و إمكان تحقيق النظام خلال إلتزام الجميع بقيم عالمية ، و شهد العالم خلال العقدين الأخيرين ما يمكن أن نطلق عليه ( أخلاق المؤتمرات ) ، و تقود اليونسكو ( ضمير الإنسانية ) طبقا لتعبير مديرها العام السابق ( فدريكو مايور ) الجهود الخاصة بعقد المؤتمرات و إصدار البيانات لمناقشة القضايا الأخلاقية ، بهدف وضع أسس أخلاقيات المستقبل ، التي دونها لا نستطيع إقرار السلام و دعم التنمية في القرن 21 ، و من المأمول أن تلعب ثورة الإتصالات الدور الأساسي في توحيد الأفكار الأخلاقية ، و لكن هناك من يخشى في نفس الوقت أن تؤدي تلك الثورة إلى ضياع الكثير من التراث الأخلاقي للشعوب المختلفة ، هذا التراث ضروري من أجل توفير أرضية مشتركة من القيم و الأخلاقيات الكوكبية ، و غياب كل هذا التراث الإنساني لصالح ثقافة بذاتها سيهدد بدكتاتورية ( روحية و أخلاقية ) جديدة .
اهتمت مراكز البحوث الدولية باستطلاع رأي القيادات و النخب في الغرب حول القيم و المعايير التي يودون استمرارها أو انتشارها في المستقبل ، و في واحد من أهم تلك الإستطلاعات التي أجريت ، وكان ذلك بين 272 من أهم الشخصيات في المؤتمر السنوي لمنتدى ( حال العالم ) في سان فرنسسكو عام 1996 ، كانت النتيجة أن أهم 15 قيمة أخلاقية هي بالترتيب : الصدق ، التعاطف ، المسئولية ، الحرية ، تقديس الحياة ، العدالة ، الإنصاف ، إحترام الذات ، المحافظة على البيئة ، التسامح ، السخاء ، العطاء، التواضع ، التجانس الإجتماعي ، الشرف ، الإخلاص ، إحترام كبار السن ، سنجد أن معظم تلك القيم هيومانية ولا يوجد بينها قيمة حربية واحدة من عينة الحرب المقدسة و الجهاد و القومية و الوطنية و الكراهية في الله و غيرها ، ماذا لو أجري هذا الإستبيان بين نفس العدد من النخب العربية ؟!، أتمنى أن يكون الزميل العزيز الذي كان ينكر حديثنا عن وجود تناقض بين المسلمين و الحداثة أن يقرأ مرة أخرى تلك القيم و يقارنها بقائمة يجمعها من معارفه في مصر أو حتى في مجتمعات عربية أكثر انفتاحا كلبنان و دبي و المغرب ، إن إعطاء أولوية للصدق هو في ذاته مؤشر لرؤية الشعوب المتقدمة للقيم الأخلاقية و أيضا مفهومها المختلف لتلك القيم ، فالصدق له أبعاد في المجتمعات المتقدمة تختلف عن مجرد العلاقات الشخصية بين الأفراد ، فهو يتضمن أيضا المصداقية و الشفافية التي يجب أن تحكم علاقة الفرد بالسلطة ، وما يستتبع ذلك من القدرة على مواجهة السلطة التنفيذية بالحقائق و مسائلتها .
أصدر مفكر شهير هو ( جيرالد لارو ) كتابا هو ( قيم إنسانية للقرن 21 ) يلاحظ فيه أن القرن 21 بنموه العلمي و التكنولوجي الهائل سيكون أكثر القرون فوضى و حروبا و كوارثا و انتشارا للمجاعات و الأوبئة أو أرقاها في جوانب التعاون الدولي و التنمية و التقدم و السلام ، و سيتوقف كل شيء على نجاحنا في بلورة قيم أخلاقية جديدة لها مصداقيتها ،و سترتكز هذه القيم بالضرورة على مبادئ العلمانية و تكون ذات طبيعة كوكبية و عائلية ( بمعنى النظر للبشرية كعائلة واحدة ) ،ويرى لارو أن تلك النظرة مبررة في ضوء انتصار الديمقراطية العلمانية التعددية في كل مكان في العالم تقريبا و إن كان ذلك يتم بالطبع بسرعات مختلفة ، هذا النجاح دفع لارو إلى التعبير عما يسميه ( الأساس المشترك من التهذيب الأخلاقي ) ،الذي يتميز بروح التضامن و التعاون مع الغير و احترام الخصوصيات الثقافية ، وهي كلها مبادئ علمانية و لكنها ليست بالضرورة متعارضة مع كثير من القيم الدينية السائدة باستثناء الأديان التي تقوم على أساس التفرقة و التباين الحاد بين اتباعها و غيرهم من معتنقي الأنساق المعتقدية المخالفة كاليهودية و الإسلام .
مشاكل أخلاقية جديدة .
في عام 1998 أصدر راي كروزويل Ray Kurzweil، وهو بالمناسبة أول مخترع جهاز القراءة للمكفوفين كتابا بعنوان ( عصر الآلات المفكرة ) ، في هذا الكتاب يشير المؤلف إلى أن هناك عصر قادم ستتحد فيه الآلة بالإنسان ، أي سيكون هناك كائن جديد مكون منهما معا ، هذا العصر يثير مشاكلا أخلاقية جديدة تماما ، فهو سيعني أن الجنس البشري الذي عرفناه في طريقه للإنقراض ، و أن الآلة ستضعه تحت دكتاتوريتها الغير عاقلة ، و بالرغم من أن الفكرة تبدوا خرافية حتى الآن ، إلا أنها في طريقها للتحقق ولو نسبيا ، مما جعل هذا الكتاب موضوعا للعديد من المقالات و المناقشات ،وهذا في حد ذاته يعكس الحاجة إلى التفكير عميقا في الأنساق الأخلاقية للمستقبل .
معوقات النسق الأخلاقي الجديد .
إن الطريق نحو صياغة نسق أخلاقي جديد ليس ممهدا ، بل على النقيض فهذه الفكرة مهددة بشدة بالغرق في طوفان التمردات الثقافية و تنافر اللاعبين ، مما يجعل إمكانية إنبثاق ضمير جماعي في المستقبل القريب مجرد أمل محفوف بالمخاطر، و حتى من المنظور التاريخي سنجد آلاف من القواعد الآخلاقية التي ظهرت لتنظيم العلاقات الإنسانية ثم تغيرت بعد ذلك ، و تكمن قوة النظام الأخلاقي في كونه قيدا مقبولا من ( أو مفروضا على ) الجميع و أنه يتلائم مع الظروف السائدة ، فحتى إدراك وحدة المصالح في حد ذاته لا يكفي لوضع نظام أخلاقي مشترك ، سوى من الجانب السلبي المتمثل في الحد من العنف و الفوضى ، و ما يجعل أي نظام أخلاقي ضعيفا هو الافتقاد إلى المعايير المشتركة و تناقض المصالح ، و النتيجة أن هناك في الوقت الحالي نوع من التعايش بين منظومات أخلاقية متعددة تتصادم و تتعاون في نفس الوقت ، و يفقد النسق الأخلاقي الكوني جانبا كبيرا من الحشد المطلوب توفيره حول قيم و معايير عقلانية مشتركة ، هناك أيضا المعايير المزدوجة ، فإذا كانت القاعدة الأخلاقية لا تطبق على نطاق واسع ، و أن هناك استثناءات فجة مسموح بها كما هو الحال مع إسرائيل فإن فكرة ضبط النظام الأخلاقي العالمي ستصبح فكرة هزلية .
إذا نحن في مفترق طرق ، فالعالم صار قرية واحدة ،و لا يمكن أن تتعايش فيه أنساق أخلاقية تتناقض إلى حد التصادم الدموي ، هناك حاجة للتوافق حول قيم أخلاقية عالمية ،و هناك واقع يدفع في الإتجاه المعاكس ، هناك قوى عاقلة تدرك المخاطر و تسعى لتلافيها ،و هناك مشروعات طائفية تقود إلى الكارثة ، هناك المشروع الصهيوني الذي يعد العالم لهرمجديون و تدمير البشرية في محرقة كونية كبرى إرضاء لرب خرافي ،و هناك المشروع الأصولي الإسلامي السني الذي يقوده أمثال ابن لادن و تموله أموال النفط ، و يهدف إلى إخضاع البشرية و فرض الإسلام عليه ، و هناك المشروع السياسي الشيعي الذي ينتظر المهدي ليقوده ، و هناك المشروع الأصولي المسيحي الذي ينتظر المسيح في بروكلين !، هناك القيم العلمانية في مواجهة الأصوليات ،ولا يمكن الجمع بينها على عادة المثقفين العرب الذين يركبون كل الأحصنة في وقت واحد .
12-02-2009, 04:37 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-25-2009, 01:45 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-25-2009, 07:11 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-26-2009, 02:37 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-26-2009, 10:55 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة special - 11-27-2009, 06:57 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-28-2009, 08:40 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-28-2009, 02:15 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-28-2009, 06:18 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 11-30-2009, 09:56 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-02-2009, 04:37 AM
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-04-2009, 08:13 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-07-2009, 01:36 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-09-2009, 12:52 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-11-2009, 04:09 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-12-2009, 12:29 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-13-2009, 08:33 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-15-2009, 06:39 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-16-2009, 09:29 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-19-2009, 12:35 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-20-2009, 11:20 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-23-2009, 01:44 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-24-2009, 01:46 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-25-2009, 01:58 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-26-2009, 03:06 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-28-2009, 11:29 AM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 12-30-2009, 11:53 PM,
RE: العلمانية .. قضايا و آراء . - بواسطة بهجت - 01-01-2010, 08:24 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  آراء في أشهر الآراء : دان دينيت .. الــورّاق 2 1,129 02-18-2012, 07:48 AM
آخر رد: حــورس
  آراء في اشهر الآراء : عبدالله القصيمي .. الــورّاق 22 5,345 11-22-2011, 12:48 PM
آخر رد: الــورّاق
  آراء في اشهر الآراء : فريدريك نيتشه .. الــورّاق 22 9,962 11-09-2011, 09:11 AM
آخر رد: الــورّاق
  العلمانية والدين .. والمأزق العربي Reef Diab 25 5,756 09-21-2011, 10:15 PM
آخر رد: أبو نواس
  العلمانية القوية و العلمانية الضعيفة Brave Mind 8 2,530 07-03-2011, 05:12 PM
آخر رد: Brave Mind

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS