عزيزي CANADIAN،

تحية أخوية صادقة طيبة وبعد،

عندما طرحت مداخلتي، لم أكن غاضبا، بل مستاءً
لم أكن متحمسا لديني، بل مستاءً بسبب سوء فهمك وقراءتك لمداخلات "ميراج غارديان"

أنا لم أقل يوماً بأنني أُسقِطُ الكتابات اليهودية من كتابي المقدس. بل أدافع عن الكتابات اليهودية وأقوم بتوضيح ما التبس منها في نظر غيري، وأبين كيف يجب قراءتها قراءة صحيحة وتوضيح بين ما هو إلهي فيها وما هو بشري، لأن الكتابات المقدسة في اليهودية-المسيحية هي نتاج تفاعل مشترك ومغامرة متبادلة بين الله والإنسان.

هذا الكلام قلته وكررته وأعيد طرحه مرة أخرى ليعلم من لا يعلم وليتذكر من نسي.

أما إسقاط الكتابات اليهودية فإنه لا يُسقِط شيئا بتاتا من ديانتنا المسيحية، لكننا نفقد تراثا كبيرا وإرثا ضخما من تفاعلات الله مع البشر وخبرة البشر مع تعاليم الله، والأهم من ذلك، أننا نفقد أيضا السرالات السابقة التي تحوي بين ظهرانيها النبوءات المختلفة والمتعددة التي تشرح لنا عن المسيح ولماذا كان يجب أن يأتي وكيف نتعرف عليه متى جاء. بل إن نحن أسقطناه، سنفقد إمكانية الحكم على أقوال المسيح الذي قال: "كُتِبَ" و "مكتوب" وغيره.

يبقى لدينا عند إسقاطه "كلمة المسيح" التي لا يمكن البرهنة عليها أو التحقق من صدقها. وهي بالطبع كافية للمؤمن، كما أن القرآن لوحده كافيا للمؤمن، ولذلك قلت: لو أسقطنا التوراة لما خسرنا من المسيحة شيئا. لكن ليس ثمة ما يدعونا إلى التخلي عن هذا الإرث الضخم الرائع الجميل.

أما قول يسوع أنه جاء ليتمم لا لينقض. فلي عودة إليه بعد عودتي عما قريب.

تحياتي القلبية