رد على موضوع : الله البهلواني
(الله البهلواني) وزميلنا مسلم أشطر بهلوان في الموقع, فهو بهلوان حتى في اسمه فيستطيع أن يتشقلب كما يشاء , ويقلب الحقائق كما يشاء ويلتقطها ويوزعها كما يريد وكما يفعل البهلوان بالبرتقال , وما يخدمه يجعله حقيقة , ومالا يخدمه يشك فيه شكاًَ مراًَ مالحاً لا يمكن تحليته ولا بمحطة التحلية , هو علمي ومنهجه علمي , فكيف نجحت خرافات الكرامات وتجاوزت منهجه العلمي بنجاح , وأقرَّها كحقيقة ليقارن بها وضعاً واقعياً , ولتخدم غرضه , والغرض مثل الواسطة يُنجح ما يشاء بدون اختبار , ويغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء بغير حساب , ومفيش حد أحسن من حد , فالله على رواية مسلم بهلوان وهو البهلوان الشاطر .
أنا لا أسخر من الزميل , ولكن إسلوبه اقتضى ذلك , فهو لم يتكلم بموضوعية تلتزم بالفكرة , بل استعمل كلمات وعبارات تدل على السخرية , وهذا أيضا من البهلوانيات العلمية المنطقية العقلانية عنده , وما أدراك أن مريم لا تحتاج هذا الرزق , وما يدرينا هل هو من الله مباشرة أو أن الطعام يأتيها من الناس الذين يحبونها وبالآخر هو من الله , أما عن الطفل الأفريقي , فالسؤال منطقياً لا يوجه مباشرة لله ولا للنسور في الصورة , بل يوجه للماديين الإمبرياليين الذين استعمروا هذه القارة المسكينة وكانوا ولا زالوا يشيعون الفتن فيها ويمتصون خيراتها كما يفعلون في كل مكان وطأته أقدمهم اللاهثة وراء المادة , الله لم يخلق الأطفال ويهملهم بل جعلهم أمانة عند أهلهم ومجتمعاتهم ومجتمعهم الدولي , واللوم يقع أولاً على الأقوياء والأغنياء , والله طالبهم أن يساعدوا الفقراء والضعفاء وأن يعطوهم من مال الله الذي آتاهم , فالأرض مليئة بالخيرات أكثر من حاجة كل البشر , وفي الأمثال :( قال واحد : ما أكثر الرزق . قال الآخر : لكن قاطعوه أكثر ), فهذه الأرض الإفريقية مليئة بالخير والخصوبة والمياه الجوفية والأنهار والأمطار وتُخرج من كل الثمرات , والإنسان يأكل من النبات ومن الحيوان فما يأكله الإنسان كثير ومتنوع , ولكن الحروب والجهل والأمراض واختلال الأمن وما إلى ذلك وأطماع الأقوياء بهم وصَّلتهم لهذه الحال .
تخيل لو أن ماديين العالم المتقدم يساعدون هؤلاء حقيقة وليس دعاية بالتعليم والعلاج والزراعة فكيف سيكون شكل العالم , أو على الأقل ليتهم يكفُّون شرهم عنهم , فالعاقل يُدين من فعل الشيء مباشرة خصوصاً , وجميع الناس مختارون وأحرار فيما يقولون وما يفعلون ولم يلزمهم الله بشيء من أفعالهم إلا ما شاؤا هم .
أتمنى لأخي مسلم بالمقلوب أن يكون دافعه إنساني وليس حركة بهلوانية لغرض آخر , وأن لا يكون فقط كرهاً لفكرة الإيمان أخرجه مسلم.
وشكراً
|