شكراً "طنطاوي" ...

أعتقد بأن "الحفاظ على النادي ونقله لمرحلة جديدة" يتم من خلال خطوتين بسيطتين لا غنى عنهما:

1) كتابة مواضيع دسمة ومواد "عليها العين" - كما تقول عامتنا -.

2) التقيد بقوانين وأحكام "الوثيقة"، خصوصاً بما يتعلق بالسب والشتم وإهانة مقدسات الآخرين.

عدة نقاط :
بالنسبة لعدم دخول الإدارة في "أخذ ورد" مع الأعضاء بما يتعلق بالشؤون الإدارية فهذا "تصرف إداري أصبح بحكم القانون" نتيجة التجارب المتراكمة في النادي منذ سنين. فلقد ثبت لنا من خلال عشرات بل مئات المشاكل النادوية قبل سنين أن "الأخذ والرد" بين الإدارة والأعضاء لا يحل شيئاً بل يعقد الأمور ويضيع وقت الأعضاء والإدارة في أمور تافهة وخلافات جانبية سطحية، فيما الهدف من "النادي" هو استثمار الوقت في معالجة أمور مهمة، والدخول في حوارات "هادفة"، وتناول"المسكوت عنه" في مجتمعاتنا.

حتى ساحة "الشكاوي" قنن الاشتراك فيها للعضو المشتكي فقط نتيجة لأنها في يوم ما كانت ساحة "بلاوي" النادي. وكانت "شكوى" أي عضو تصبح بين ليلة وضحاها الموضوع الأكثر إثارة والأكثر خروقات لقوانين النادي.

- بالنسبة "لتجديد دماء النادي" فلقد كنا طويلاً محاصرين بالنواحي "الأمنية"، وتعرض النادي أكثر من مرة إلى "اختطاف" و"محاولات وأد"، مما اضطر الفريق التقني إلى تقنين باب التسجيل. في المدة الأخيرة فتحنا الأبواب ونرجو أن نستقطب بعض الأقلام الثرية، رغم خطورة الوضع (من جهة تقنية). هنا، كي تستقطب قلماً ثرياً فإن عليك أن تقنعه أن "النادي آمن" على عرضه، فليس من المعقول أن يتجند أحدهم للكتابة في النادي ولا يعرف من أي ناحية تأتيه الشتيمة. لذلك فمن الضروري تفعيل "أحكام وثيقة النادي" بحزم وشدة. لذلك كنا قد عممنا في الشهرين الماضيين "بياناً إدارياً" بهذا المعنى وبدأنا بتطبيقه بقدر ما نستطيع.

- بالنسبة للأحداث المؤسفة التي حدثت بين بعض المصريين وبعض الجزائريين على خلفية "المباراة" بين مصر والجزائر فإنني ما كنت أحبذ الدخول في هذا، ولكني أعتقد بأن كل طرف شتم وشتم (بفتح الشين وضمها) بما فيه كفاية. وخسارة أن تنحدر بنا المشاعر إلى هذه الهوّة. ومن المفروض اليوم أن نغلق صفحة هذه "الغضبة المضرية" التي لن تزيد من رصيد أحد شارك فيها.
طبعاً، حدث في هذه المعمعة خطأ من قبل أحد المديرين عندما لم "ينظف" أحد المواضيع من الشتائم العالقة فيه. ولكن الموضوع نفسه، خلال ساعات، كان مغلقاً ومحجوباً، تبعه إثر ذلك سيل من الشتائم للإدارة وأيام طويلة من الردح لبلد عربي شقيق وسب تاريخه وشتيمة أهله. ولنكن واقعيين ونقر بأن ما فعله "ياهو بيرسون" (الذي لا أعرق قرعة أبوه منين!!!) لم يكن إلا نقطة في بحر ما فعله أصحابنا من المصريين وعلى رأسهم "نيوترال".

عموماً، بالنسبة لي هذا الأمر انتهى عند هذا الحد، وليس من الضروري الآن أن نبدأ اللطم من جديد.

- بالنسبة لـ"طرد الروس الكبيرة"، فأنا لا أعتقد بأن هناك في الإدارة من يريد طرد أي عضو في النادي، ناهيك عن "الأعضاء الذين يكتبون بكثرة ويزيدون من رصيد النادي". فهذا أمر لا يقبله عقل.
ولكن مع بعض (وأشدد على بعض) الروس الكبيرة، وعلى مدى تاريخ النادي، كان لدينا نفس المشكلة المتكررة وهي مشكلة "الالتزام بالوثيقة". ذلك أن بعض "الأقلام" (التي قد تكون ثرية جداً بالفعل) تحسب نفسها في لحظة من اللحظات أنها "فوق القانون"، وتضع "الإدارة" في مأزق حرج لا يحتمل مقايضة هو "إما أن تضحي بالقلم الثري أو أن تضحّي بالنادي ونظامه".
بالنسبة لي، المسألة محسومة منذ زمن، ذلك أنني مستعد أن أقفل النادي غداً صباحاً من أن أراه خاضعاً لمشيئة فلان أو علان ممن يحسب نفسه فوق القانون، حتى لو كان قلمه أكثر سيلاً من قلم "إيميل زولا" و"فكتور هوجو" و"بلزاك" مجتمعين.

طبعاً، نحن في الإدارة نراعي ونقدر الظروف كثيراً، ونتجاوز عن عشرات الخروقات يومياً، ولسنا مستعدين للتضحية بقلم كبير نتيجة لهفوة من الهفوات أو مجرد "فشة خلق" عابرة، ولكننا في نفس الوقت مسؤولين أمام أعضاء النادي عن ضبط أمن ونظام النادي وأمان الأعضاء فيه. لذلك، فنحن مضطرون للتعامل بحزم عندما يصل الأمر إلى ما لا يطاق، حتى لو اضطررنا إلى منع "رأس كبير" من الكتابة لفترة معينة. وبالمناسبة، نحن نفعل هذا وكلنا أسف، ودون حقد أو كره للعضو المفصول، فبالنسبة لنا هي "إجراءت وقائية" لحفظ أمن المكان، وليس نكاية بشخص من الأشخاص. ولعل مثال "تشي غيفارا" (كي لا نأخذ بعض الأسماء المعاصرة) هو أحد الأمثلة على هذا التصرف الإداري الحازم وغيرالكاره: فصديقنا "تشي" (فلسطيني يعيش قريباً من القدس) كان من أفضل وأجمل الأقلام التي قد تجدها يوماً؛ مبدع بامتياز كلما خط كلمة وكلما داعب فكرة، وهو في نفس الوقت صديق عزيز لي ولطارق القداح على السواء، ومع هذا فلقد اضطررنا إلى فصله من النادي في يوم من الأيام مكرهين.

- بالنسبة للاستعانة "بمشرفين إضافيين" يتولون متابعة المواضيع، فهذا "معك حق" به. ولسوف أعرض على الإدارة توسيع الطاقم الإشرافي في المستقبل القريب.

- بالنسبة للقطرية واتهامات صديقنا "الحكيم الرائي" فأنا لا أعتقد بأنها موجودة أبداً. فنادي الفكر العربي هو ناد جميع من يتكلم العربية ويكتب بها ويعبر بواسطتها، ولن يكون فيه "لقطر عربي" ميّزة على "قطر عربي آخر" إلا بما يبدعه أبناء هذا القطر من "جودة في الطرح" و"تميز في الكتابة" و"ارتقاء في الحوار".
بالنسبة "لمصر" بالذات، فأنا أحبها جداً وأحب "حضارتها" وأعتبر نفسي "ابناً روحياً" (على الصعيد الثقافي) للقاهرة وبغداد ودمشق وبيروت. فتراث "المحروسة" الأدبي والفني يدخل في التشكيل الذهني والروحي لكل عربي منا شاء أم أبى.

أخيراً، طبعاً، كل ما ورد أعلاه على لساني هو "رأي شخصي" للعلماني العضو كما فهم ويفهم ما يحدث في النادي. وأرجو من السادة المشرفين والمديرين ألا يحذفوا الموضوع لأنه يتعلق بمسائل حساسة قد يكون من المناسب أن تناقش بعض الشيء بين الفينة والفينة.

واسلموا لي
العلماني