الاخ Observer

اقتباس:ليس المقصود هو الشخصنة، و لكن الخلط بين فكرة القومية الفلسطينية الكنعانية و بين الرضا عن اممية فكرة حماس و اعتبار حماس و ما تتبناه من فكر مناقضا لفكرة القومية الفلسطينية مضحكا جعلني اعتقد بعطب البوصلة. فلا يجتمع الفكر القومي مع الفكر الديني الا اذا كان نابعا الثاني من الاول و مرادفا له، يعني كما قال ميشيل عفلق عن القومية العربية و الاسلام بانهما وجهان لعملة واحدة. فمثلا هناك توافق بين فكرة القومية اليهودية يعني الصهيونية و بين اليهودية كما ان هناك توافق بين القومية الهندية و الهندوسية، و لا توافق بين القومية التركية و الاسلام كما انه لا توافق بين القومية الالمانية و المسيحية، فارجو ان اكون قد اوصلت الفكرة.

لا يا عزيزي حين تربط الحادي بموقفي من اغتيال أي مناضل فلسطيني فيصبح الامر شخصنة ... و كذلك حين تربطه برفضي للاكاذيب المفضوحة التي تكرر عن حماس ...

و هناك امثلة تعليقا على ما ذكرت ..
1 -التاريخ ملىء جدا بامم خلطت قومياتها بهويات دينية أو افكار و أيديولوجيات مستوردة ... و في التاريخ القريب رأينا القوميات الالبانية و البوسنية الإسلامية و الارثودوكسية في صربيا و الكاثوليكية في كرواتيا يدخلون في حرب قومية طاحنة باسم شعارات دينية كلها مستوردة لمنطقة البلقان .
2- الصين الشعبية نظام قائم في الاساس على أفكار مستوردة من كارل ماركس و الشيوعيين الروس.
3- ألمانيا النازية أخذت شعارها الشهير من الديانة الهندوسية رغم بعد الهند الثقافي و الجغرافي و النازيون كما نعلم يعتبرون ارباب التعصب القومي !!!
4- الاكراد لديهم طموحات قومية و إحساس قومي عالي و لكن غالبيتهم الكبرى تدين بديانات مستوردة و على رأسها الإسلام.
5- من جهة أخرى لا يشترط اتباع ايديولوجية معينة حتى تنتمي لقومية معينة ... فالهند مثلا فيها المسلم وصل لمناصب عليا مثل رئاسة الجمهورية رغم أنه يتبع ديانة مستوردة. غاندي أبو القومية الهندية و قائد التحرر الهندي و منواله اصبح على علم الهند قال عن نفسه مرة ( أنه هندوسي و مسلم و مسيحي و ملحد )

كونك فلسطيني تنتمي لخلفية حضارية كنعانية شيء ... و كونك تملك نظرة ( أيديولوجية ) شيء اخر ، و لا داعي للربط بينهما.

و نقطة مهمة ايضا ....

اغتيال إسرائيل للشهداء الفلسطينيين من حماس مثل الياسين على كرسيه المتحرك و الرنتيسي و ابو شنب و أبو هنود و يحيى عياش و المبحوح و حتى محاولات اغتيال الزهار و مشعل و إسماعيل هنية ، لم تتم بحقهم لأنهم إسلامويين أو لأنهم يؤمنون بالحور العين و الاستبرق و الجنات التي تجري من تحتها الانهار !! هي اغتالتهم لنفس السبب الذي اغتالت أبو جهاد و كنفاني و الهمشري ... و غيرهم في اللائحة الحمراء الطويلة و المشرفة من القيادات الفلسطينية التي قدمت حياتها فداء حرية الوطن !!

هي تريد اغتيال الارادة الفلسطينية بالتحرر ..... بغض النظر عمن يمثل هذه الارادة و كيفية تمثيلها ، وجود هذه الارادة بحد ذاته خطر على إسرائيل ... سواء كان هذا الفلسطيني مسلم أم مسيحي ام ملحد .. و حتى لو كان من أتباع ال Scientology.

وثق تماما ان من لا يعرف هذه البديهيات ليغرقنا بأتفه التفاصيل هنا و هناك ، هو من ضيع البوصلة.....

كون غالبية شعبنا تؤمن بديانات مستوردة او حتى مصنعة محليا ، لا يعني أننا يجب ان نقف ضده حتى لو وقف ضدنا ، فهؤلاء اهلنا و إخوتنا و نحن منهم و لا نستطيع ان نغير جلدتنا و دمنا.