الزميل اوبزرفر:
يا اخى الفاضل
انت ترفض ان يسيطر حزب او تنظيم دينى على وطنك لانك تعتقد ان هذا شئ سئ و هو عبارة عن مسخ فى اعتبارك تريد ابعاده عن وطنك الذى تحبه و تقدسه .
طيب انا اتفهم ذلك جيدا و احترم نظرتك و اعتقادك بالرغم من عدم اتفاقى معك .
و من ناحية اخرى اخى الفاضل فان الدينى او المتدين يرى ان مصلحة وطنه الذى يحبه و يقدسه فى التمسك بالدين و يعتقد كذلك ان سيطرة حزب او تنظيم لادينى او ملحد ستؤدى بوطنه الى كارثة .
هذه الحقيقة التى يرفض الطرفان ان يفهماها بان الطرف الاخر يحب وطنه و لا يتمنى لوطنه الا الخير .
لو تفهمنا هذه الحقيقة و انتقدنا اخطاء كل طرف من نظرة وطنية لابتعدنا عن التخوين و الاتهام بعدم الوطنية .
و علينا ان نحترم اختيار الشعب حتى لو كان على غير ما تشتهى السفن .
صدقنى اننى اتحسر كثيرا عندما اكون فى دولة غربية و ارى مدى اختلافهم و تنوع توجهاتهم و مع ذلك لا يوجه الاتهام الى وطنية المخالف.
قبل شهرين كنت فى مهمة عمل فى بعض الدول الاسكندنافية و تمكنت من التقاط انفاسى فى فنلندا فقررت التجول فيها لانه لم تتح لى الفرصة للتجول فى اى دولة من الدول الاسكندنافية التى زرتها لضيق الوقت, طبعا هى دولة صغيرة و زرت عدة مدن فيها بشكل سريع , و فى احدى المدن الصغيرة استوقفنى تمثال كبير و لكنه بسيط التشكيل و يرمز الى رجل منهك و حزين جلس الى الارض و ثنى ركبته و وضع عليها راسه و يبكى و علمت انه يرمز الى الحرب الاهلية التى وقعت فى فنلندا بين الاغنياء و الفقراء كما تم الشرح لى , و ان التمثال يرمز الى الحزن على هذه الحرب التى لم تستمر لفترة طويلة , و قد اعجبت كثيرا بهذا الرمز الذى لم يرمز الى الفئة المنتصرة بل يبكى على حرب الاخوة و التى لا طعم فيها للانتصار .
تحسرت لاننى اتمنى ان ياتى هذا اليوم الذى يتنافس فيه الجميع بمختلف التيارات لتحقيق ما هو افضل للوطن دون تخوين و لا طعن فى الوطنية .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار