اين وصلنا؟ نعم عند الدقة و الزعتر، و قد قالها اسماعيل هنية و هو متناسيا ان مستلزمات الحياة الضرورية تختلف عن تلك قبل مئة عام على زمان الانكشارية، و تناسا ان هناك مصاريف مدارس و صحة و ملبس و غيرها تحتاج للدفع النقدي ولا تقبل الدول المصنعة للادوية و المصدرة للمواد الاساسية الاخرى الدفع بالدقة و الزعتر. و بالحقيقة اخذت حكومة حماس الرشيدة تعمل على توفير بميزانية السلطة عن طريق استبدال وجبات وزرائها بالحمص و الفلافل بعرض تلفزيوني رائع. و قد بقيت خزائن السلطة في عهد حماس خاوية، لا يجد الموظف فيها ما يسد رمقه، و اعطيت حماس ١٨ شهرا فرصة لتتدبر مسؤولية تمويل موظفيها مع باقي ميزانية السلطة، فلم تفلح، و طالبت العالم بدعمها دون ان تتنازل عن مطلبها القاضي بمحو اسرائيل، و هذا ما رفضه العالم قطعا. و تم تشكيل حكومة وحدة وطنية لمساعدة حماس على الالتفاف على مطلب العالم القاضي بعدم التعامل معها طالما لا تعترف بما وقعت عليه الحكومات الفلسطينية السابقة،و لم تفلح حكومة الوحدة في الحصول الدعم اللازم بسبب مواقف حماس المتعنتة، و لم يزل الموظفون دون راتب منذ اكثر من سنة و نصف، فاضرب الموظفون يطالبون بقوت اطفالهم، فاعلنت من منابر المساجد خيانة كل من يضرب و دعت الناس من اصحاب التخصصات لملء الفراغ الناشئ من اضراب الموظفين من اساتذة مدارس و اطباء و غيرهم ، في اللحظة التي لم ينقطع فيها رواتب كوادر حركة حماس، و شكل وزير داخلية السلطة سعيد صيام قوات تنفيذية من كوادر الحركة رفض اخضاعها لنظام السلطة خلافا للدستور. و بهذه القوات نفذت حماس انقلابها المشؤوم على المؤسسات الرئاسية بغزة في غزة، بحجة تنظيف الاجهزة الامنية من الفاسدين. و بعد ان تم لهم ذلك، لم يرجعوا مؤسسات السلطة الى الرئيس بعد ان تم لهم ابعاد ما يسمونهم بالفاسدين. و لم تفلح جهود الوساطة المصرية و العربية في ثنيهم عن الانفراد بغزة و سلخها عن الوطن، و اخذوا يحولوها رويدا رويدا الى امارة اسلامية. و بهذه الاثناء ايضا لم تفلح جهود الاصدقاء و الاشقاء في اقناعهم بعدم استفزاز العدو بالمفرقعات و الالعاب النارية و القبول بتمديد الهدنة، و لكن سياستهم الرعناء قادت الى حرب اصبح فيها ٣٥ الف مواطن بلا مأوى و فوق ال١٥٠٠ قتيل وعشرات الالاف من الجرحى و تدمير كامل لاقتصاد غزة المنعدم اصلا. و المعابر التي من اجلها شنوا حربا لم تفتح بل بالعكس، اسفرت الحرب على توقيع اتفاقية بين امريكا و اسرائيل تفضي الى حصار بحري مطبق على غزة، و من ثمارها ايضا اغلاق الحدود البرية مع مصر.
أوكل هذا و لم ترتكب حماس خطأ سياسي؟ بل يجب ان يسأل هنا ما هي قرارات حماس الصائبة؟ منذ تأسيسها لحد الان؟