اما توقيعك الجديد والذى يقوله عبد الله القصيمى (إن كل ما في الكون من جمال لا يستطيع أن يكون غفرانا او اعتذارا عن أي دمامة يعاني منها أي إنسان , لأن كل ذلك الجمال لن يستطيع أن يجعل دميما واحدا يشفى من دمامته , أو من شعوره بها , وأن يكون عزاء أو تعويضا له عنها)

فاسمح لى ان اتكلم بخصوصه :

من اصعب الاشياء ان يولد الانسان بعاهة او بدمامة فى الوجه ويؤلم الانسان اكثر ان يقال له انها لحكمة لا يعلمها إلا الله او انها لكى يحمد الآخرين ربهم انهم لم يكونوا مثله .. ومن الطبيعى ان يسأل نفسه وما ذنبى انا ان يجعلنى الله مضرب للمثل برحمته للغير.. ومن الطبيعى ايضا ان يكفر بالله بعد ذلك ولا احسب ان الله سيعده كافرا مثل من أوتى النعمة ومع ذلك كفر.

منذ فترة قد شاهدت فيلم وثائقى اسمه السر (The Secret) ويمكنك تحميله من موقع DVD 4 Arab والفيلم هو عن كتاب يقال انه حقق نسبة عالية جدا من المبيعات ، وكان يتحدث عن وجود سر عظيم فى الكون وهو ان افكار الانسان التى يركز فيها جيدا لفترة تتحقق كما لو كان هناك قوة جذب بداخل الانسان لما يتمنى سواء كان خيرا او شرا.

وفى حالة الدمامة مثلا.. ينبغى للمرء ان يتعامل معها بواقعية ... هل لها علاج تجميلى على الاقل يخفف من حدتها ام لا؟ فإن كان هناك علاج فليسعى لقدر المستطاع.

اما إن لم يكن لها علاج .. فما العمل؟

امامى حل من اثنان ، إما السخط أو الرضا .. والسخط فهو يبدأ بكره العاهة ثم كره من ارى فى اعينهم هذه العاهة ثم كره من جعلنى اعيش معذبا بهذه العاهة.. وعندما اصل لهذه فهو معناه اننى كرهت نفسى ويترتب عليه عدم الرغبة فى الحياة وتكون حياتى مصدر ايذاء لى وللآخرين.

وبهذا تكون معاناتى من عيبى ومن حياتى معا والنتيجة ان العيب سيظل ولن يزول ولكن سيدمرنى.

فماذا لو جربت الرضا .. ومن الطبيعى ان يسأل الانسان وقتها عن اى شئ ارضى عن العيب ام عن من خلق هذا العيب ، سأقول لك لا عن هذا ولا ذاك ولكن هو حل نفسى هروبى من المشكلة التى لا حل لها ، نوع من التوازن النفسى تقوم به ولكى يحقق الغرض منه اسرع فلابد ان توجه هذا الرضا الى اتجاه محدد بدلا من تشتيت الاتجاهات وما يصاحبه من تشتيت التركيز، ففكرة الله هنا هى وسيلة وغاية لبلوغ ما اريد ، (الله) هنا هو الجهة التى تركز فيها ارادتك الصادقة للحصول على الرضا وعندها ستجده حتما. فقد اكدت لى الحياة ان الرضا من داخل انفسنا وليس من واقع ظروفنا.

واخيرا لقد افترضت انك تعنى نفسك بتوقيعك ولا تعنى المعنى المجرد للعبارة على كل البشر ، ولكن كلامى موجه لك وللكل.

والله معنا جميعا.