لم الاستغراب؟
هذه الحوادث طبيعي أن تقع في القرى و سمعت بمثلها و قرأت في الروايات أيضا.

أما أنا فتعرضت لتحرشات عديدة لكوني طفلة جميلة خاصة و أن الشقراوات قليلات في قريتي. غالبا ما كنت ألعب مع شلة أولاد و بنات و يكون أخي معنا لكن صدف أكثر من مرة ان وجدت نفسي وحدي مع ولد. و دوما كنت أتذكر قول أمي: لو قيل لي أنك كنت مع ولد وحدكما سأقلع عينيك فاهمة؟؟

و كل مرة من تلك المرات المعدودة كنت أعمل بالمثل القائل: الهريبة ثلثين المراجل و صدقا عندما كبرت أدركت أني كنت أتمتع بالقدرة على معرفة نوايا "الولد" أو ما يدور في ذهنه من عينيه و دون أن يحرك ساكنا أو يتفوه بحرف. و لذلك لم ينلني أي أذى.

المرة اليتيمة التي لن أنساها ما حييت عندما كان عمري قرابة 6 أو سبع سنوات و حاول ولد عمره قرابة 12 او 13 أن يمسكني و يقبلني. أخذت أقاومه و : افلتني .. ابعد يا سافل .. فلما أفلت من يديه هربت كم خطوة و نظرت اليه قائلة بغضب و شراسة: يلعن ربك. و أكملت الهرب. لكن كم خطوة فقط و اذا بأبي في خلقتي! و زعلان! انحبس الكلام في حنجرتي و امتقع وجهي فالعدو من ورائي و المشنقة من أمامي. سألني مستنكرا: بتسبي الرب؟؟ طااخ! و ضربني الكف اليتيم في حياتي. لكن من يومها ما عاد أبي أبي .. مات احساسي بأبوته منذ ذلك الكف و حتى اليوم .. أجامله قولا و فعلا كما ينبغي لأحسن بنت بارة و لكن الحقيقة انه "تسكر القلب و ما وقع و لا نجمة" حتى الآن. اذ أنني أحسست بركانا من الغضب يغلي في داخلي:كيف يضربني أبي من أجل حدا تاني؟ hell no ما كان ممكنا لا بالطول و لا بالعرض أن أتقبل ما حصل. فلو كان يحبني لضرب الآخرين من أجلي أما أن يضربني من أجلهم فمليون لا! و ظلت ال "لا" ثابته على حالها حتى هذه اللحظة.

عشان هيك اياكم و ضرب الأطفال أو ضرب الزوجات ... اضربوا الله مش مشكلة ... عظيم و بيستحمل ... أما الآخرين فما حدا مضطر يستحمل حتى لو بدا كذلك.

موضوع نكد يا دك و مع ذلك هاي