اقتباس:  Abanoob   كتب/كتبت  
السلام عليكم
الزميل العزيز أبانوب

الزميل العزيز خالد .. تحية طيبة

لست دياناً لأحد ولكننا نتناقش فى الأديان هنا يا عزيزنا خالد ... والأديان شئ عام والكلام فى العام غير الكلام فى الخاص ... فإنتقاد شخصية عامة لا يُعتبر تشهيراً ولا سباً ما دام فى الصالح العام .. فما بالك بمن أضل ربع البشرية الى الموت والهلاك ... لا شفقه ولا رحمة لمثل هذا .

أنا لا أرى مانعا من نقد شخصية الحبيب المصطفى ودراستها، إلا أنني أمانع أن يقوم أحد باللمز به أو الاستهزاء جهارا أو تعريضا. إذ أنني لا أستطيع أن أفهم كيف تتم دراسة ونقد شخص المصطفى المختار مع السخرية واللمز في آن معا.
أنت لست مسؤولا عن الشفقة والرحمة، ولو شئنا لقلنا عن رجل مقدس في دينكم ما تقوله عن محمد، ما يمنعنا من ذلك إلا تقوى الله. إلا أن ظنك بإضلال البشرية ليست حقيقة مطلقة إلا لك وحدك.  
كل ما أطلبه منك يا أبانوب أنا ترى تربية المسيح منعكسة عليك حين تناقشنا، وتنتقد ما تشاء دون لمز أو همز. كل ما أطلبه منك يا أبانوب أن تلتزم بالتعاليم التي أنت تقول أنها من عند الله لتخليص الإنسان. فلا تتهم أحدا دون علم أتاك، أو لمجرد إشاعة. وأنا أعرف أنه لا يباح لك اتهام الناس بإشاعات.

أما عن زينب وزيد ... فلا أعتقد أنه كان من الضرورى لتحريم التبنى أن يتم بهذه الصورة اللاأخلاقية ... كيف يتقبل إنسان ذو أخلاق أن يكون إنساناً فى "مقام إبنى" وأعامله كما أعامل الإبن وهو يعاملنى كما يعامل الأب وزوجته فى مقام بنتى .. كيف أقبل أن يطلقها وأتزوجها أنا ؟؟

أنت تتصور أن التحريم كان في صورة لاأخلاقية، لأنك قد حكمت على رواية أتتك غريبة عجيبة لم تتأكد من صحتها أو دقة فحواها، اوتحب أن أحاججك في دينك بشيء من إنجيل توما أو إنجيل الطفولة اللاقانونيين، أو أتقبل أن أتخذ ما يسمى بإنجيل برنابا حجة على دينك؟ أنت لا تقبل لأن هذه الكتب لم تصح في دينك ومذهبك، وأنا أدعوك أن تطبق هذا المعيار على القصة الغريبة العجيبة عن رؤية النبي لزينب شبه عارية، فقط أريد أن أعرف من هو الثالث الذي روى ما رأى. هل يقبل دينكم أنه إن رأيت رجلا يتكلم مع امرأة أن أتهمهما بالزنا أو بالريبة؟
ثم نأتي إلى التبني بذاته، أنت قلت في مقام ابني وفي مقام ابنتي، إلا أن ليس ابني وليست ابنتي. فلم أحرم ما أحل الله من زواج لأن أبانوب يرى أن المرأة التي سأتزوجها هي في مقام ابنتي؟
لو تراجع متى حرم التنبي يا أبانوب، لرأيت أن تحريمه كان قبل زواج زيد من زينب، إذ أن العرب كانت تعد المتبنى كالابن في كل شيء حتى في الشرف، لذا فكان زيد يعد من بني هاشم أشراف العرب. فلما أن نسب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم زيدا إلى أبيه كما أمره الله، غدا زيد مولى لبني هاشم، والمولى عو العبد المحرر، وكان عرف العرب يعتبره درجة دون الأصل. وهذا يفسر سبب رفض زينب التي هي من بني أسد وأخوها زواجها من زيد.
أما القصة الأيروتيكية التي تروى عن رؤية الرسول لزينب وهي مشمرة تغسل شيئا فهي التي نستغربها، إذ أن الحجاب لم يفرض إلا عشية زواج الرسول بزينب. ثم إن زينب هي ابنة عمة الرسول، وكان يراها في الجاهلية قبل زواجها وقبل نبوته، فلم يكتشف جماعها الأخاذ إلا حين رويت هذه القصة؟ اتق الله يا أبانوب ولا تقل هجرا. ثم إن التبني بذاته قبيح لمفاسد عظيمة، أولها حرمان الأب الطبيعي من حقوقه على ولد ومن حقوقه فيه، ثم حرمان الولد من أبيه بما في ذلك منعه من ميراث أبيه ظلما وعدوانا. ثم أن المتبنى يشارك أبناء متبنيه فيما ليس له به حق من الميراث، ثم إن المتبنى يدخل على من لسن أخواته دون إذن فيرى منهن ما لا يصح  دون عبرة، ثم إن المتبنى إذ قطعت صلته بأبيه الطبيعي، غدا تزوجه من أخواته الطبيعيات لا حرج فيع، وأحيانا قد لا يتيسر له معرفة أسرته الطبيعية فيتزوج من أخواته.

الحقيقة التى ترفضونها هى أن زيد لما رأى أن محمد له غرض منها خاف على حياته لئلا يقتله لينالها فآثر السلامة وطلقها .

أنت تقول هذه الحقيقة، فأين دليلك؟ أم لعلك قد استقرأت ما في النوايا؟

ألم يذهب الرجل أولاً الى منزل المرأة ليطلب يدها ؟
إذا جاءتك إمرأة تقول لك أريد أن أتزوجك ... أفلا تشك فى أخلاقها ؟
لقد قالتها عائشة : لا خير فى إمرأة تطلب زواج رجل .
لقد جبلت المرأة على الحياء الخجل ... فإذا فقدت إمرأة صفة الحياء فما أقبحها وما أرذلها .

لا حياء في الحق، وحين تطلب المرأة ما هو حق لها عليها أن لا تخجل. وحق للمرأة أن تختار من تتزوجه، وتطلبه للزواج بنفسها، وهذه العقد تجاه المرأة إنما ورثناها من الأتراك حين خالطونا، وقد كانت العرب لا حرج عنها في أن يطلب الرجل الزواج أو المرأة، ورأي عائشة لا  حجة فيه لمخالفته الدليل الشرعي، وهي ليست نبية ولا معصومة. وقد اعتدنا أن البكر(بنت البنوت) هي التي تخجل من طلب الزواج، أما الأيم(العازبة) فلا حرج عندها ابنتداء من طلب الزواج، ولم تتحرج عما أباح الله؟

أمثال 5:
3  لان شفتي المرأة الاجنبية تقطران عسلا وحنكها انعم من الزيت.
4  لكن عاقبتها مرة كالافسنتين حادة كسيف ذي حدين.
5  قدماها تنحدران الى الموت.خطواتها تتمسك بالهاوية.
6  لئلا تتأمل طريق الحياة تمايلت خطواتها ولا تشعر

أمثال 30:
18  ثلاثة عجيبة فوقي واربعة لا اعرفها.
19  طريق نسر في السموات وطريق حيّة على صخر وطريق سفينة في قلب البحر وطريق رجل بفتاة.
20  كذلك طريق المرأة الزانية.اكلت ومسحت فمها وقالت ما عملت اثما

لا أرى في ذكرته من كتابك إلا أنه يتحدث عن الزنا، فما شأن الزواج يقرن بالزنا؟

ما معنى باشتان ؟
باشتان كلمة شامية من أصل تركي تعني أمر هام، يعني أول باشتان هي أول أمر هام، وقد انزلقت إلى لساني أو انزلق لساني إليها كوني قد كنت منفعلا لأمر لا علاقة له بالنادي.

يعرفون أنه ذنب ... يعرفون من ضميرهم المستقيم الذى وضعه الله فيهم ... هذا الضمير ينحرف ويصير ضمير منحرف يبلع الجمل ولا يبالى .. الله خلق الانسان مستقيماً ولكن الانسان طلب لنفسه اختراعات كثيرة شريرة .

هل العقل الإنساني هو الذي يحدد الفعل القبيح والفعل الحسن؟ أرني كيف يعرف الإنسان بالعقل أن أكل لحم الخنزير فعل قبيح أو فعل حسن؟
حسب كتابك رأينا أن الله قد اعتبر أكل الخنزير والجمل قبيح ثم رأى أن ما يدخل الإنسان لا ينجسه فرأى أن أكل الخمزي أنه حسن. ليست المشكلة في الأكل، إلا أنني أرى هنا أن العقل ليس ذو قدرة تامة على معرفة الفعل القبيح من الفعل الحسن. وما سميته ضميرا لا يكفي للدلالة، فهؤلاء أهل التبت ضميرهم مرتاح بتعدد الأزواج، وهؤلاء الفايكنج كان ضميرهم مرتاح بمشاعية النساء، وأنت ضميرك مرتاح بالزواج من واحدة أو التبتل، وأنا ضميري مرتاح بتعدد الزوجات، وسدوم وعمورة ضميرهم مرتاح بالفاحشة. الضمير مسألة مجتمعية ةشخصية، وما لا يليق عند قوم يليق عند غيرهم. فإذ رأى الله فساد سدوم وعمورة، فقد انبغى عدلا أن ينذرهم كما أنذر نينوى لعلهم يتوبون. أما العذاب والدينونة قبل الإنذار فليستا عدلا على أية حال. هنا يلزمنا أن نذكر أن لوطا صلوات الله عليه قد أنذر قومه بأن ما يفعلونه فاحشة.

قولى أن قايين لم يكن يعرف أن قتله لأخيه محرم لأنها كانت أول خطية قتل على وجه الأرض ولك يكن الإنسان يعرف كنه الموت والقتل ... قايين كان يعرف أنه يكره أخيه وكان يعرف أن هذا خطأ .. والله حذره وقال له عند الباب خطية رابضة واليك اشتياقها وانت تسود عليها .. كان تصرف قايين تصرفاً فطرياً ينفث به عن حقده وكراهيته لأخيه ولك يكن يعرف ما نتيجته لأن الانسان لم يرى انساناً ميتاً قبل ذلك ولم يعرف ما هو القتل ...

عرف الناس بعد قتل قايين لأخيه ما هو القتل وما هو عقوبته بدليل أن قايين قال لله "كل من وجدنى يقتلنى" ... فالله وضع فى ضمير الإنسان ناموسه .

نرى أن الله كما تروون في كتابكم قد وضع لآدم أن أكله من شجرة الخير والشر خطيئة، ولولا هذه الوصية لما كان على آدم شيء إذا أكل منها. وأيضا لا نستطيع أن نلوم قايين إذ قتل أخاه، إن كان الله لم يوضج له أن قتله إياه خطأ.

تكوين 13:
12  ابرام سكن في ارض كنعان ولوط سكن في مدن الدائرة ونقل خيامه الى سدوم.
13  وكان اهل سدوم اشرارا وخطاة لدى الرب جدا

تكوين 18:
20  وقال الرب ان صراخ سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدا.

لقد صار شر سدوم وعمورة من سئ الى أسوأ حتى أنهما أرادا(أرادوا) الرذيلة مع ملاكى الرب ... ويقول أحاط ببيت لوط شعب سدوم من كبيرهم الى حدثهم .. أى الرذيلة تفشت من الشيخ الى الطفل ... لو رأى الله أن الإنذار مع هؤلاء ينفع لأنذرهم ولكن شرهم وصل الى مرحلة الله اللاعودة ... والله أدرى بعباده ... والدليل على ذلك أنه أنذر أهل نينوى على يد يونان النبى فإستجابوا وتابوا ..

لم تركهم الله حتى وصلوا إلى اللاعودة؟ لم لم يرسل لهم من ينذرهم قبل استفحال الأمر؟

تكوين 18:
1  فجاء الملاكان الى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم.فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه الى الارض.
2  وقال يا سيّديّ ميلا الى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما.ثم تبكران وتذهبان في طريقكما.فقالا لا بل في الساحة نبيت.
3  فألحّ عليهما جدا.فمالا اليه ودخلا بيته.فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرا فاكلا
4  وقبلما اضطجعا احاط بالبيت رجال المدينة رجال سدوم من الحدث الى الشيخ كل الشعب من اقصاها.
5  فنادوا لوطا وقالوا له اين الرجلان اللذان دخلا اليك الليلة.اخرجهما الينا لنعرفهما.
6  فخرج اليهم لوط الى الباب واغلق الباب وراءه.
7  وقال لا تفعلوا شرا يا اخوتي.
8  هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا.اخرجهما اليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم.واما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا لانهما قد دخلا تحت ظل سقفي.
9  فقالوا ابعد الى هناك.ثم قالوا جاء هذا الانسان ليتغرب وهو يحكم حكما.الآن نفعل بك شرا اكثر منهما.فألحّوا على الرجل لوط جدا وتقدموا ليكسروا الباب.
10  فمدّ الرجلان ايديهما وادخلا لوطا اليهما الى البيت واغلقا الباب.
11  واما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى من الصغير الى الكبير.فعجزوا عن ان يجدوا الباب

في ما علمته بالأزرق أجد أن لوطا قد أنبأ أهل المدينة وأنذرهم بأن ما يريدون أن يفعلوه إنما هو شر. ولا يعرف الإنسان أن هذا الفعل شر ما لم ينبأ بذلك!

اقتباس:بمراجعة خارطة كتابك في القمطارس المصدر من الكنيسة المرقسية نجدأن عمون شمالا ثم مؤاب ثم أدوم في العربة جنوب الأردن.
فهل وردك أن مؤاب قد ذهبوا إلى مكة؟

من المعروف تاريخياً أن بنى عمون ومؤاب تحالفوا مع القبائل العربية وتزاوجوا منهم وإختلطت دمائهم معهم .. وتجد أن الملك حسين من بنى هاشم وكان يحكم الأردن ويرى أن له حق فى حكم الحجاز .

لا يبدو لي اطلاعك هنا كثيرا على التاريخ العربي الحديث، فإن شئت نبأتك حديث الملك حسين.
ذلك أن الملك حسين هو حفيد الملك عبدالله، الذي هو ابن من كان يدعى الشريف حسين. وهذا الأخير كان ملكا على الحجاز قبلما أن ينتصر عليه آل سعود ويطردوه من الحجاز، وتملكه للأردن لا علاقة له لا بمؤاب ولا بعمون، بل قل من يعرف هذه الأسماء في الأردن. وكون أن قوما في سحيق الزمان قد تسموا بهذه الأسماء، لا يعني أن من يعيش في البلاد اليوم هم أحفاد لهم.
تذكر أن شمال الأردن المسمى جلعاد في التوراة، أضف إلى امتداد سهل حوران، لا علاقة لهما بجلعاد ولا بعمون. وحين ندرس خريطتكم نجد آدوم يقع بين مؤاب والعرب.
وأخيرا فإن العرب ليسوا كلهم أبناء إسماعيل، وإن كنت تعرف نسب بني إسرائيل لذكره في كتابك، أو نسب الأقباط والفراعنة لانتسابك إليهم، فاترك نسب العرب لمن يعرفه من أصحابه أو من غيرهم.

وقد تناسل اسماعيل مع القبائل العربية ... ولا يهمنا أكان محمداً من نسل اسماعيل أم لا لأن إسماعيل ليس إبن الحرة بل إبن الجارية .

ما الفرق بين الحرة والجارية؟ من الأب هنا أليس إبراهيم؟ أم أنك تنفي نسب إسماعيل لأبيه؟
ومن وضع هذه الطبقات هذا ولد الحرة وهذا ولد الجارية؟ أهو الله؟

ولا يهمنا أكان من نسل ابراهيم الجسدى أم لا ... فأبناء ابراهيم الحقيقيين هم أبناءه بالإيمان بالمسيح الفادى :

رومية 9:
6 ولكن ليس هكذا حتى ان كلمة الله قد سقطت.لان ليس جميع الذين من اسرائيل هم اسرائيليون.
7 ولا لانهم من نسل ابراهيم هم جميعا اولاد.بل باسحق يدعى لك نسل.
8 اي ليس اولاد الجسد هم اولاد الله بل اولاد الموعد يحسبون نسلا.


غلاطية 3:
26 لانكم جميعا ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع.
27 لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح.
28 ليس يهودي ولا يوناني.ليس عبد ولا حر.ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع.
29 فان كنتم للمسيح فانتم اذا نسل ابراهيم وحسب الموعد ورثة

متى 3:
9 ولا تفتكروا ان تقولوا في انفسكم لنا ابراهيم ابا.لاني اقول لكم ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم.
10 والآن قد وضعت الفاس على اصل الشجر.فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار.

طبعا لا علاقة لي بما تسميه بالبنوة الروحية، فمفهومي للروح ليس أبد هو ذات مفهومكم، ما يهمني هو أن أب اسماعيل هو إبراهيم، وكل من تحدروا من إسماعيل جدهم هو إبراهيم. أما الموعد الروحي الذي تتكلم عنه وسائر أمور الروح، فهو من شؤونكم الداخلية التي لا تهمنا تفاصيلها كثيرا.
نحن أبناء إبراهيم من هاجر، ونحن أبناء البكر إسماعيل(الذي ما باع بكوريته بعدس أو بأرز)، شاء من شاء وأبى من أبى.

والختام سلام ،