بالحقيقة كنت قد عزمت الرد على ابي خليل و السلام الروحي قبل يومين، لكن مشاغل قد منعتني حينها لآتِ اليوم و اجد ان الردود زادت و الموضوع قد تشعب كثيرا. لهذا اكتب راي بشكل مختصر لعل هذا يغني عن الردود.

من طبيعة معظم شعوب الشرق الاوسط و ما خلفها عدم القبول بين ظهرانيهم لكيانات سياسية تختلف عنهم بالمنهج و العقيدة، و ان حصل و قبلوا على مضض لاعتبارات سياسية معينة (كما حصل عند قيام الوطن اللبناني الكبير في العام ١٩٢٠) يبقى ذلك الكيان موضع شك و ريبة طالما انه لم ينكر ذاته و طالما انه لم يثبت بانه ملكيا اكثر من الملك نفسه عندما يتعلق الامر برؤيا تلك الشعوب الشرق اوسطية. فهذه الشعوب تقيس الوطنية بقدر ابتعاد الشخص عما هو مسيحي و غير عربي و بقدر اقترابه من ما هو اسلامي و عربي. قد يكون خطأ الموارنة الاكبر يتمثل بالبداية عند القبول بمبدأ الوطن اللبناني الكبير وكان عليهم عند الاستقلال قصر مفهوم لبنان على منطقة الجبل فقط.

الاخ فلسطيني كنعناني همسة في اذنك،
عندما اندلعت الانتفاضة الثانية داخل فلسطين و تحديدا ايام الاجتياح كان اشاوس مخيم عايدة يتسللون الى منطقة بيت جالا و يقومون باطلاق بعض الاعيرة النارية التي لا تصلح حتى لصيد الغزلان على مستوطنة جيلو المدججة بالسلاح و ينسحبون بعدها مباشرةً الى مخيمهم، فيقوم اليهود بالرد على مصدر النيران في بلدة بيت جالا بمدافع العيار الثقيل التي لا تبقي و لا تذر. و عندما اخذت تلك الحالة العبثية تتكرر تجرأت بعض الاصوات و طالبت بوقف هذا الهراء، فما كان ان اتهموا بالعمالة و اللاوطنية و اعتبرت تلك الاصوات من بقايا الصليبيين كما تقول، و في تلك اللحظة تمنت الناس في تلك المنطقة ان تنشق الارض و تبتلع المخيم. و هذه كانت ردة فعل فلسطينيين تأذوا على يد فلسطينيين في فلسطين، فما رأيك عندما يتأذى اللبنانيون من فلسطينيين في لبنان؟؟