RE: لماذا يحس المصريون بأن العرب يكرهونهم؟
وفقا لابراهيم وعاشق فان السبب المفترض لكره العرب للمصريين هو ان فحول مصر يستبيحون حرمات العرب فيغضب العرب لذلك , طبعا لو كان ما قاله الزميلان صحيحا لكان هناك قتيل مصري على الاقل يوميا في الاردن ولعاد ابو زميلنا ابراهيم في نعش الى قريته , فالاردن والعراق دولتين عشائريتيين بمعنى الكلمة واي استباحه للحرمات لن تواجه الا بالرصاص -طبعا هذا لا يعني اننا مجتمعات ملائكية ولكن القصد ان اي مما حدثه الزميلان لو كشف لما كان له رد سوى القتل- وهناك حوالي 20 جريمة شرف معلن عنها رسميا ففي الاردن عدا ما يتم التغطية عليه , ولكن يبدو ان الرجال في الاردن والعراق اكتفوا بكره اخوتهم من المصريين .......
دعونا من تخبيص الزميليين لندخل الى ما وعدنا زميلنا احمد طارق به :
لنفهم سبب العلاقة المتوترة بين الشعوب العربية ومصر -وهذا التوتر موجود على الاقل بنظري- يجب علينا ان نحلل وضع جمهورية مصر العربية :
جمهورية مصر العربية :
1-عدد السكان حوالي 80 مليون وهو ما يشكل تقريبا 25% من عدد العرب .
2-موقع جغرافي متوسط بين مشرق الوطن العربي وغربه .
3-قوة تاريخية .
عندما نادى منظرو القومية العربية في اوائل القرن العشرين بها كان الهدف هو توحيد قوى الامة والنهوض بها واستغلال امكانياتها , ولكن هذا الطرح لم يتجسد فعليا الا بعد قيام اسرائيل عام 1948 اذ ان الدولة الناشئة باحلام توراتية وصهيونية وحدت العرب ولو نظريا على عدائها , هذة الدولة التي استطاعت تثبيت اقدامها في محيط غريب عنها -ولو كان بدعم لا محدود من الغرب- وحدت العرب واشعرتهم بحاجتهم الى بعضهم اذ استنتجوا ان لا مقدرة لدولة واحدة من دول سايكس -بيكو المقدرة على مواجهتها .
الاشتعال الحقيقي للقومية العربية جاء مع وصول الضباط الاحرار الى الحكم وجاء تحديدا مع جمال عبدالناصر فهذا الرجل هو من اوقد حلم الوحدة في قلوب العرب , وفي عهده اصبحت مصر هي قلب العالم العربي مجازيا وفعليا , وبغض النظر عن مواقف بعض الانظمة العربية منه الا ان الشعوب بقضها وقضيضها التفت حوله وبايعته قائدا لها , كان خطاباته تجعل المظاهرات تخرج من كل انحاء الوطن العربي , كان قراراته مدعاة فخر للعرب -التأميم مثلا-, ولذلك اصبحت ام الدنيا في عهده اما للعرب فقد رضع العرب منها دعما لكل حركات التحرر -ثورة ظفار ,حرب اليمن,الجزائر- , اصبحت مصر الام الروؤم للعرب , ينعقد شملهم بها , لا قرار لهم بدونها .
ولكن الحلم انتهى في صيف 1970 فقد توفي جمال عبد الناصر , ولم يكن من خلفه على قدر المسوؤلية , فبعد حرب 1973 ادار السادات وجهه للشعوب العربية وتوجه الى الولايات المتحدة واسرائيل , وقد وجه السادات الصفعة تلو الصفعة للشعوب العربية , حتى توج صفعاته بالسلام المنفرد وزيارة اسرائيل , وسار مبارك على نفس الطريق ولم تتبدل سياسته نحو الشعوب العربية والعرب - عندما اجتمع العرب ليعيدوا مصرا للجامعة العربية رفض الذهاب وارسل وزير الخارجية - , موقفه المخزي في حرب لبنان عندما اجتاحت اسرائيل عاصمة عربية دون ان تتحرك ام العرب .
هذة التغيرات السياسية فرضت نفسها على العلاقة بين العرب ومصر فمن الناحية المصرية:
1-الشعب المصري يشعر من داخله بالذل ويكاد ينفجر فبعد ان كانت مصر ام العرب اصبحت منبوذة منهم .
2-الشعب المصري يتصرف وكأنه موافق على تصرفات حكومته لكيلا يقع في التناقض بين سلبيته تجاه ما يحدث وبين رفضه لما يحدث-على الاقل امام العرب-.
3-الشعب المصري يشعر وكأن العرب يلومونه على ما يحصل لهم , لذلك يفسر كل تصرفات العرب نحوه بناءا على هذا الشعور.
من الناحية العربية:
1-الشعوب العربية تعامل مصر كما يعامل الطفل امه فهو يرفض ان تهمله هذه الام ولا تعتني به ولا تتولى قراراته.
2-الشعوب العربية تشعر بالخيانة من السادات ومبارك -امتد هذا الشعور احيانا الى الشعب المصري نفسه-.
3-الشعوب العربية تنتظر ان يبدا التغيير للافضل من مصر .
نتيجة لكل ما سبق تظهر التوترات في العلاقة بين الشعوب العربية والمصريين احيانا وتختفي احيانا , ولكن المؤكد ان هذة التوترات لم ولن تتحول يوما الى كره فلا احد في هذة الدنيا يكره امه .
لي عودة لشرح بعض الاشياء ....
|