أخي إبراهيم،

عافاك الله.

أعتقد أن مشكلة التضارب في آراء المسيحيين حول قبول أو عدم قبول ما أتيت به أعلاه، ينبع من حقيقة واحدة بالغة في البساطة، متى استوعبناها جيدا لوجدنا أننا - مهما اختلفنا - فإننا متفقون.

وسبب نبوع المشكلة يكمن من القفز فوق مجمل فحوى الأناجيل ورسالة المسيح والهبوط مباشرة فوق نقطة "الصليب".

القديس بولس يبني الكثير من نقاط دفاعه عن المسيحية بناء على حياة يسوع وأقواله وأعماله والتي انتهت في النهاية بموت يسوع على الصليب ، ويسوع هو ابن الله، ولذلك فموته يصبح ذات قيمة فدائية.

نخطئ نحن عندما نأخذ كلمات القديس بولس التي يقاوم من خلالها أفكارا غير صحيحة في زمنه وعصره ونطبقها مباشرة بدون المرور بتدريجية رسالة المسيح من منبعها الأول إلى أن تصل إلى الصليب.

ماذا أقول بالضبط؟

أقول بأن مثل الفعلة الأشرار غاية في الأهمية لفهم نقطة الخلاف.

هنالك رسالة أراد الله من خلال اختياره لشعب أن يبلغها إلى العالم.

فشل الشعب بتبليغ الرسالة بل وقتلوا أنبياءه وأساؤوا إليهم ورذلوهم. فأرسل آخر الأمر ابنه يسوع المسيح ليبلغ الرسالة، فقاموا بقتله.

فالله الآب لم يرسل ابنه ليقتل بل أرسله ليفهم الناس مرة واحدة وإلى الأبد من هو الله وماذا يريد.

لكن الناس رفضوا أيضا الإصغاء وقتلوه. من هنا يمكن أن نبني ماش شئنا من الحقائق حول موت المسيح وقيمته وستكون صحيحة 100%، وأيضا، لا يمكن أن تصلح قاعدة للقول بأن الله أرسل ابنه ليموت.

فلا يجب أن ننسى القول: "لقد أتيت لتكون لكم الحياة، حياة أفضل".

أرجو ألا تكطون كلماتي غاية في التعقيد.