بشكل عام يا عزيزى، لا يوجد فى المسيحية مسمى "فرض"..
حتى الأصوام والعبادات لدينا، هى ليست فرضاً..
بل هى "طقسيات" ("تاكسيس" فى الأصل اللاتينى) بمعنى نظام أو ترتيب..
المسيحية بشكل عام، هى ديانة أهداف مثالية نحو الكمال المستحيل، هذه الأهداف تصنع طريقاً بدون محطات كل من يمشى فيه، ينال بعض منه بحسب قدراته وخطاه، والطقسيات هى علامات مرور لترتيب الطريق، لكنها ليست فرضاً نتوقف عنده..

بشكل آخر، وتركيزاً على الموضوع "الحجاب"..
العفة والطهارة والنقاء، هى هدف المؤمن من كل دين.. (هنا وضح الهدف)
الإحتشام، هو مظهر من مظاهر هذا الهدف.. لكنه ليس هدفاً بحد ذاته..
إن بحث الإنسان عن هذا الهدف، سيمشى فى طريق الإحتشام (سواء كان تعبيره عن هذا الإحتشام بالحجاب أو بغيره، فالهدف أساساً هو طهارة القلب وليس المظهر الموحى بالطهارة)
وضع هذه المظاهر المعبرة عن الإحتشام، هو أمر متغير بتقاليد وعادات الشعوب، بل ومتغير بالعنصر الزمنى.. المهم، هو الهدف..

لذا، لو سألتنى - كمسيحى - عن رأيى فى الحجاب الإسلامى، فأراه شيئ جميل جداً لو رأت المرأة نفسها ذلك، وقبيح جداً لو إجبرت عليه..
فالأمر فى حالة الإجبار، خرج عن طور الهدف، إلى طور الوصاية على الآخر فى إجراءات شكلية لا تفرق فى القلوب شيئاً..
لذا أكرر مع المسلمين العقلاء، الحجاب قرار إختيارى لصاحبة الشأن فهى المسؤولة والمحددة لمظهرها وهى المتحملة لتبعية قرارها.. الحجاب ليس فرضاً..

تحياتى