صديقنا ميراج،

الفروض نوعان، فرض عين وفرض كفاية.
فرض العين هو ما طلب من عين الشخص أن يقوم به، ولا يسقط عنه إن قام به غيره، ومنه الأركان الخمسة، ومنه النفقة على من تجب عليه، ومنه الصدق، ومنه الأمانة، ومنه جهاد الدفع الأول بالأول...
فرض الكفاية، وهو ما طلب من المسلمين القيام به لا على التعيين، فالمهم هنا إقامة الفرض بغض النظر من قام به، ومنه جهاد الطلب، ومنه النصيحة، ومنه القيام بالرعاية العامة والولاية العامة، ومنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنه إكرام الميت من غسل وتكفين وصلاة واتباع جنازة ودفن،....

المهم يا حبيبنا ميراج، نحن لا ننظر هل قال بالكلام السلفيون أم غيرهم. نخن ننظر وجود الأمر الذي يفيد الطلب منصرفا إلى الوجوب في النص الشرعي. إن وجدناه كان الطلب فرضا، وإلا فإنه مندوب أو مباح.
العبرة بذات النص، أما من يلفت نظري إليه فلا مانع أن يكون سلفيا أو شيعيا أو أشعريا أو غير ذلك، فنحن لسنا متمذهبين ولا شلليين.

ولا يستطيع أحد أن ينكر النص إن وجد، فيبقى الخلاف في ذات النص، إن احتمل ذات النص المعاني العديدة، وإلا فإنه لا مسوغ للخلاف، ولا ينظر إلى من يتكلم مهما بلغت درجته العلمية!

يعني مثلا، نص (أحل الله البيع وحرم الربا) ونص (كتب عليكم القتال وهو كره لكم)، هذه نصوص محكمة لا تفرق عن (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم). ولا تحتمل المعاني.
فلا أقبل من شخص يزعم أن الربا مباح، عايز ياكل ربا هو حر أنا ليست وليا لأمره، لكن ما يقولش ده حلال. وكذا الجهاد وكذا الصيام.
إلا أننا اعتبرنا الجهاد فرض على الكفاية لورود الأية الكريمة التالية:
(وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون*)

الموضوع أكبر من تبسيط أن هذا وهابي وهذا غير وهابي، الموضوع كبير وقريبا سنسنتعرضه بإذنه تعالى!