نعم المسيح لم يسعى إلى الموت و هذا واضح حتى في أحلك اللحظات لما قال: أبتاه،ليتك تجز هذه الكأس عني. وليس من المعقول أن الله يريد أن يرسل إبنه إلى العالم لكي يضحي بإبنه. الله يرسل إبنه ليقتله؟! نفس السؤال يسأله إخواتنا المسلمين وطبعا المسيحيين لا يتجاسرون على سؤال مثل هذه الأسئلة لأن عدم النقاش فيها غير مستحب بل مكروه.
قال إبن العرب:
قال السيد أخيرا: سأرسل ابني لعلهم يخافونه.

لم يقل: سأرسل ابني ليقتلوه ومن ثم أغفر لهم وأمنحهم الكرم كله هدية لأني أحبهم.

فقصد الله من إرسال ابنه كان أن يعود بالميراث إلى صاحبه، أي أن يعرف العالم من هو الله حقا.


هنا السؤال الجوهري يبقى أمام كل مسيحي ليجاوبه بهدؤ:
ما هدف الله من إرسال إبنه؟
هل أرسله ليقتله؟
هل أرسله ليقدمه قربانا لنفسه لإطفاء ثورة غضبه الجامحة مثلما يحدث مع الآلهة الوثنيين الذين لا يخمد غضبهم سوى بقربان؟
هل يقدم الإنسان القربان إلى الله لإخماد غضب الله أم يقدم القربان في الحقيقة إلى ضميره و بالتالي تحل "عقدة الذنب"؟
بماذا يستفيد الله من القرابين و من سفك الدماء؟ أيحب الله سفك الدماء؟ أهو مثل الآلهة الوثنية التي لا تستريح إلا برؤية قربان من الطيور أو الحيوانات وهذا طقس قديم العهد ترجع جذوره إلى الوثنية و فسره الإنسان في ضوء معطيات زمانه؟

أن غضضنا الطرف عن هذه الأسئلة و قلنا "عيب" و "مش مفروض تسأل أسئلة زي دي" فكلي ثقة أن أغلبنا سيسألها و ربما تصير قيوحا في الداخل لعدم وجود مكاشفة مع النفس.
المسلمون يسألونني هذه الأسئلة. أنا أسأل نفسي هذه الأسئلة. أريد أن أقدم جواب فعلا مقنع. لا أريد أن يفهم السامع أني أستخف بعقله و "كدة كدة هاتركب في دماغه".

(f) (f) (f)