[CENTER](4)[/CENTER]


نستكمل معا النقطة الأولى

تابع ألوهية المسيح

أكرر..
إن نصوص الكتاب المقدس جميعها الواردة على لسان عيسى بن مريم نفسه .. ليس فيها أي ادعاء صريح بالألوهية.. وكل ما فيه تلميح.. عند قراءته بكثير من الحيادية وتجرد تام.. نجد أنه يحمل معنى النبوة.. ويحمل معنى التوفيق من الله .. أكثر مم يحمل من أي معنى آخر.. وتحميله لأي معنى آخر يعتبر تجديفا.

تعالو مثلا ننتقل إلى قول عيسى بن مريم " قبل أن يكون إبرهيم أنا كائن " ( يوحنا 8 : 58 ).

إن استشفاف ألوهية المسيح من هذا النص هو ظلم بين وجهل مدقع .. والأهم.. تحايل رهيب..
اليهود وقعو في سلسلة متعددة الحلقات من سوء الفهم

ولو تابعنا الأمر من البداية... سنكتشف جليا ما أراد المسيح ان يقوله لهم.. وما كان يصرخ ليقوله..

نلاحظ أن الأمر بدأ في العدد 51 حيث قال اليهود له " قد مات ابراهام والأنبياء وأنت تقول إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت إلى الأبد. لعلك أعظم من أبينا ابراهيم الذي مات والأنبياء ماتو. من تجعل نفسك ؟ " ( يوحنا 8: 51 - 53 ).

وكلام اليهود على هذا النحو يدل على عدم فهمهم كلام المسيح عليه السلام المليء بالروحانيات وتعاليم كيفية الخلود الروحي والايماني.. وكلامه عن قدرة الله الغير محدودة بزمان أو مكان .. لذلك نجد المسيح يقول لهم " تقولون أنتم أنه إلهكم ولستم تعرفونه. وأما أنا فأعرفه" (يوحنا 8 : 55 )
انه يوضح لهم بكل بساطة.. أنتم لا تعرفون الله جيدا.. وأنا أعرفه أكثر منكم.. وأعرف عن علمه أكثر منكم.. وأتحدث عن قدرته وعلمه. وتوفيقه .. وليس مجرد خلود للأبدان..
وهنا ألقى اليهود السؤال الذي يفضحهم تماما ويفضح سوء فهمهم لكلام المسيح .. فقد حسبوه يتكلم عن الخلود الحسي والأبدية الحسية .. فسألوه " ليس لك خمسون سنة بعد. أفرأيت أبراهام ؟ " ( يوحنا 8:57)
في هذا السياق الواضح جدا الغرض منه.. يقول لهم المسيح عيسى بن مريم " الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " ( يوحنا 8: 58 ).

واضح جدا ما يريد المسيح أن يقوله.. انه يتحدث عن علم الله الأزلي.. ووجودنا مخلدين في علم الله قبل أن يولد أي بشر.. يريد أن يقول لم إن الله الذي خلق ابرلهيم عليه السلام وسائر الخلق قدر له ( أي المسيح ) الوجود قبل أن يولد في عالم الحس والوجود الفعلي شأن كل خلق الله من البشر الذي قدر الله لهم الوجود !!!
وكالعادة.. لم يفهم اليهود مقصده " فرفعوا الحجارة ليرجموه " ( يوحنا 8 : 59 )

والعجيب كل العجب.. أن الانجيل ينعي ويتحسر على اليهود سوء فهمهم الذي أفضى بهم أن يفهموا خطأ وأن يخلطوا بين وجود المسيح كمشيئة لله.. وبين وجوده الجسمي والحسي الفعلي في الحياة .. وبالرغم من هذلا.. ونحن الآن تخطينا عام 2000.. نجد ان حملة الانجيل يتبنون نفس الموقف ونفس فهم اليهود لكلمات المسيح عليه السلام عندما افترضو وجوده جسما وحسا.. وافترضوه إلهاوموجود جسما قبل ابراهيم.. لكي يصلو إلى أن عيسى بن مريم إله.. ولكن عيسى بن مريم ينفي عنهم التهمة فورا ويذكرهم أنه يستخدم الكلمة كما يستخدمونها دون أن يعني ذلك أنهم آلهة !!!!
هل كان يسوع موجودا قبل ابراهيم جسدا ؟؟
كيف كان موجودا؟؟ شابا؟؟ طفلا؟؟ إلها ؟؟
لو كان المسيح يقصد القول بأنه إله.. لما قال لهم ( أنا موجود قبل إبراهيم حينما سألوه عن ابراهيم ).. [U][B]بل كن هذا وقته ليقول ( أنا إله إبراهيم ) .. أو ( أنا من خلقت ابراهيم ) !!!.. ولكن هذا لم يحدث مطلقا.. ولا يجسر المسيح على قول مثل هذا لأنه ليهم هو لله تعالى أبدا

إن الكلمات في الكتاب المقدس مليء بالمجازات والاستعارات والكنايات والتشبيهات والتلميحات.. ومن خلال كلماتكم فألنصارى يؤمنون بأن عيسى ( كان مع الله ) ... وأنا أقول لكم أن ( محمد كان مع الله ) وكان ( ابراهيم مع الله ) وكان ( برعي مع الله ) وكان ( هتلر مع الله ) وكل نملة وكل حبة رمل وكل ذرة في الأرض والسماء وجميع الصالحون الطالحون كانوا مع الله في علمه وقدرته.. وأتساءل.. حينما يقول فرد لفرد آخر ( ربنا معاك ).. فما هو المعنى الصحيح ؟؟ أن الله يسير معه الآن ؟؟ اننا جميعا نقصد بهذا في عون الله وقدرته وعلمه.. كلنا مع الله.. وهذا مصداقا لقول الله في القرآن الكريم {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (59) سورة الأنعام

الكتاب المقدس.. دعونا ننظر إلى الانجيل.. المفترض أن الروح القدس هو الذي أملاه..

ان النصارى يعتقدون بأن الأب إله.. والابن إله.. والروح القدس إله.. ولكنهم ليسو ثلاث آلهة بل إله واحد !!!!!!

لست أدري فيما يستندون على هذا.. وسيأتي هذا وقته عندما نناقش التثليث... لوكن دعونا نفترض مجرد افتراض جدلي بأن المسيح هو الله .. نفترض.. ثم نقرأ الانجيل على هذا الأساس..
سنفاجأ تماما بم يحمله لنا الانجيل من جهل المسيح ( كإله ) !!!

تعالو نأخذ مثالا..

ها هو الروح القدس الذي هو المسيح الذي هو الله.. أملى هذا العدد لمرقس " وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب " ( مرقس 13 : 32 )

وهل يجهل الله ( الذي هو الابن الذي هو الروح القدس ) موعد اليوم الآخر وموعد الساعة ويوم القيامة ؟؟!!!!!!

وسؤال آخر..
وهل يجهل الابن ( الذي هو الله ) موعد فصول السنة وجني الثمار ؟ وما رأيكم بإله جوعا ن ؟؟؟

انظرو إلى هذا العدد الذي أملاه الروح القدس ( الذي هو الله الذي هو المسيح ) " وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع فنظر إلى شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء إليها لم يجد فيها شيئا إلا ورقا. لأنه لم يكن وقت التين " ( مرقس 11 : 12 - 13 )

ناهيكم عن الصفات البشرية الكثيرة التي ألصقها المسيحيون بالله ( معتقدين أنه المسيح ).. فها هو يبكي

وغيرها من الصفات البشرية التي يراهاالمسيحيون من تمام ناسوت المسيح.. ويتفاخرون به.. ها هو إلهم مولود.. أكل شرب.. نام.. تبول تبرز.. ياله من تواضع !!!!

معاذ الله.. وسبحانه عما يصفون

لو أبحرنا قليلا عبر العالم .. لوجدنا أن هناك ما يقرب من 155 اسم لله..

الله ..GDO .. Dieus ..dio..Duw.. Dia وغيرها من الأسماء..
ولكن هناك اسم عجيب حقا يتم تداوله بين السكان الأصليين في جنوب استراليا.. ألا وهو أتناتو ATNATU ..!!!!!

ما هذا الأتنانتو ؟ هناك في استراليا.. يبدو أنهم تعلمو على يد أحد من الأنبياء القدامى أو الفلاسفة أو أيان كان.. هذا المفهوم عن الأتناتو

أتناتو اسم غريب.. هو صفة واسم في نفس الوقت.. وببساطة شديدة.. هذا الإله ( أتناتو) تعني أنه [B]لا يأكل ولا يخرج ما أكل وشرب..
اذهب لهم وقل لهم أنا إله .. سيسألوك ( هل أنت لست أتناتو؟ ).. فستقول نعم... سيقولون ( أنت لست إله ) ... شيء جميل جدا.. وبديهي جدا.. وفطري جدا

وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (75) سورة المائدة

في منتهى العقل والبديهة والفطرة.. هل محتاجين لمن يغسل لنا عقولنا لنؤمن بشيء غير هذا ؟؟؟ لو كانا يأكلان.. لذهبا ليخرجان.. هل هذا يليق بآلهه؟
سبحان الله عما يصفون

نستكمل في المرة القادمة ان شاء الله

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم