{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
موضوع مخصص للمقالات المكتوبة عن قداسة البابا الراحل وتعاليمه وأفكاره المعادية للاستبداد والعولمة وال
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
موضوع مخصص للمقالات المكتوبة عن قداسة البابا الراحل وتعاليمه وأفكاره المعادية للاستبداد والعولمة وال
الأربعاء 6/4/2005 : رحل رجل الحوار والسلام .. بقلم : مازن يوسف صباغ



رحل البابا يوحنا بولس الثاني، مخلفاً وراءه ما لا يحصى من المفجوعين في العالم، بمن فيهم آلاف المؤمنين المحزونين المتسمرين أمام نافذته في ساحة القديس بطرس (روما)، حيث نعاه العالم بأسره كرجل مثّل الضمير البشري والرمز الحي للحوار والتآخي والسلام في العالم. ‏

حين تولى قداسته سدة الكرسي الرسولي عام 1978 كالخليفة 263 للقديس بطرس كانت الكنيسة الكاثوليكية التي يرأسها فقدت الكثير من نفوذها، فالعديد من الدول الكاثوليكية، والأوروبية منها بخاصة، كانت قد تحولت إلى دول علمانية تقول بفصل الكنيسة عن الدولة. ‏

لكن هذا كله لم يمنع قداسته من أن يكون أحد أهم الشخصيات التي أثرت في العالم كله خلال الربع المنصرم من القرن الماضي. ‏

فلقد تحول قداسته، الذي أنفق عمره بزيارة أركان العالم الأربعة ناشراً رسالة المحبة والتسامح الديني، إلى شخصية شبه أسطورية، لا بل أصبح رمزاً لكنيسة جديدة للألفية الثالثة. ‏

ربما من الصعب تعداد الصفات التي تميز بها قداسته، فهو أول بابا ينتمي إلى أوروبا الشرقية (بولونيا)، وهو البابا الأول الذي لم يكن إيطالياً منذ 455 عاماً، وهو أكثر الباباوات تطويباً للقديسين والطوباويين، حيث طوب 578 قديساً، بينهم القديسة رفقا والقديس نعمة الله الحرديني من لبنان، إضافة إلى 1378 طوباوياً في مختلف أنحاء العالم، وهو أكثر الباباوات تجوالاً في أرجاء المعمورة، وهو البابا الذي بذل الجهد الأكبر لرأب الصدع بين الكنيستين الكاثوليكية والأرذوكسية خلال زيارته التاريخية إلى اليونان ولقائه مع البطريرك الأرثوذكسي فيها، وعبر إعادته لأيقونة سيدة قازان الأرثوذكسية المقدسة إلى موطنها الأم. ‏

ويتصدر قداسته لائحة أطول البابوات تسنماً لسدة الكرسي الرسولي إلى جانب القديس بطرس والبابا بيوس التاسع، كما أنه يعد من أكثر البابوات نشاطاً في المجال الكنسي، حيث قام برسامة 104 كاردينالاً من بين 117 كاردينالاً يتألف منهم المجمع المقدس الذي سيقوم بانتخاب خليفته، كما قام بسيامة 70 % من الأساقفة الكاثوليك في العالم اليوم، إضافة إلى توجيه 14 رسالة عامة، وعقد 9 مجامع مقدسة (سينودوس) عالمية، الأمر الذي لم يبزه به أي بابا عبر التاريخ، ناهيك عن أن قرابة 600 ألف كاهن وراهب وراهبة كاثوليك في العالم يتبعون للفاتيكان. ‏

لم يكن قداسته يؤمن بأن فصل الكنيسة عن الدولة يعني إلغاء دور الكنيسة في المجتمع، بل كان يؤكد على ضرورة إبداء الكنيسة لرأيها في المسائل الأخلاقية التي يواجهها العالم الحديث، الأمر الذي أدى إلى تأسيس مواقفه الثابتة من المعضلات التي طرحتها الثورة الجنسية في الستينات والثورة العلمية في التسعينات، حيث أكد على أن الإجهاض والموت الرحيم هو «قتل» وأن زواج مثليي الجنس هو «مناف للطبيعة»، وأن «الخلية» هي ملك لله التي لا يجوز للبشر استنساخها. ‏

لكن قداسته لم يكن رجل أخلاق وحسب بل كان رجل سياسة من الطراز الأول، فمن أولى الزيارات التي قام بها قداسته كانت زيارة وطنه الأم بولونيا، والتي كانت أول زيارة يقوم بها بابا روما إلى إحدى الدول الشيوعية، والتي دعم عبرها نقابة التضامن البولونية بقيادة ليخ فاليسا، تلك الحركة التي شكلت بداية الموجة التي أدت بعد عقد من الزمن إلى انهيار جدار برلين والاتحاد السوفيتي. ‏

كان قداسته من أوائل الذين تجاوبوا مع دعوة الرئيس الإيراني محمد خاتمي لحوار الحضارات، كبديل عن مفهوم صراع الحضارات الذي بشر به العديد من الكتاب الغربيين إثر انهيار المعسكر الشيوعي، مؤكداً على وجوب تغليب منطق الحوار على منطق الصراع. ‏

ولعل أبرز الدلائل على عمق إيمان قداسته بهذا المنطق دعوته لمؤتمر سنوي لحوار الأديان، يجتمع فيه رجال الدين من كافة الديانات السماوية في الفاتيكان لإقامة حوار في ما بينهم، ناهيك عن الصداقة المميزة التي كانت تجمعه بالراحل مفتي سورية الشيخ أحمد كفتارو طيب الله ثراه،الذي التقى به مرات عدة في الفاتيكان وفي دمشق. ‏

كان العالم يتطلع إلى رأي قداسته، بصرف النظر عن أديانهم ومذاهبهم وطوائفهم لتفهم ما يجري، حيث كان يرى الجميع فيه ضميراً إنسانياً حياً، ولم يخيب قداسته آمال الناس بل كانت له مواقفه الواضحة من المذاهب الأيديولوجية والأنماط الاقتصادية والمسائل الاجتماعية ومشكلة العنصرية والقضايا البيئية والثورات الشعبية وحروب الشوارع وسوء التنمية وديون العالم الثالث والأمن ونزع السلاح، ولعل أكثر القضايا التي التزم بها قداسته كانت قضية محاربة الفقر، حيث تبنى جهود الأم تيريزا في الهند كأحد أهم رموز هذه المسألة، الأمر الذي أدى إلى أن يقوم بتطويبها قديسة بعد وفاتها، وكذلك الجهود المبذولة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية. ‏

ولقد تمثلت أبرز مواقف قداسته السياسية في موقفه تجاه القضية الفلسطينية، فلقد كان قداسته البابا الأول الذي يؤكد على حق الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة، ناهيك عن استقباله للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الفاتيكان عدة مرات. ‏

ولقد عارض قداسته الحرب على العراق، ورفض أي استخدام لمصطلحات الحرب الدينية التي استخدمها بعضهم في أمريكا، مؤكداً أن الدين محبة وليس معركة، وأنه آن الأوان ليفهم الجميع أنه ليس بالحرب يتحقق السلام، «فلا يوجد أي مبرر أخلاقي لشن أي حرب» وأن «أحداثاً مؤسفة خضت ضمائر الجميع وجعلت الالتزامات الرصينة والعازمة لمصلحة القيم المشتركة أمراً أكثر صعوبة، في غياب التزامات كهذه، ليس من الممكن قهر الحرب أو الإرهاب.» وذلك في لقائه الأخير مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في حزيران 2004. ‏

هذا الموقف الواضح والجريء قد أعطى زخماً جديداً للحركة المناهضة للحرب، والتي نزل الملايين من مؤيديها إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم لهذه الحرب، وكان قسم كبير منهم يستلهم موقفه هذا من موقف البابا. ‏

لقد قام الحبر الأعظم بـ 104 رحلة للخارج، زار خلالها 129 بلداً، ولكن لعل أهمها كانت رحلة الحج الألفية الكبرى، والتي قادته إلى كل من فلسطين وسورية ومصر ولبنان والأردن. ‏

ففي رحلته على خطى بولس الرسول في شوارع دمشق، أعلن البابا «إنني أتيت اليوم إلى دمشق حاجاً، لكي أحيي ذكرى حدث جرى هنا، منذ ألفي سنة: وهو حدث اهتداء القديس بولس.» ‏

ومن دمشق عاصمة التسامح الديني أعلن البابا رفضه المطلق لمنطق صراع الحضارات، وأكد على أخوة البشر ووجوب تضامنهم معاً، ففي القداس الاحتفالي الشعبي الكبير الذي أقيم في ملعب العباسيين بمناسبة زيارته التاريخية أعلن البابا في عظة القداس أن التعايش هو واجب ديني على المؤمنين، حيث قال قداسته في عظته: «عليكم، مع جميع مواطنيكم، من دون تمييز وبغض النظر عن انتمائهم، أن تواصلوا بلا هوادة، جهودكم من أجل بناء مجتمع أخوي حقيقي متضامن، يلقى فيه كل واحد احتراماً لكرامته الإنسانية وحقوقه الأساسية. على هذه الأرض المقدسة، المسيحيون والمسلمون... مدعوون للعمل معاً، بثقة وجرأة وسعي لتعجيل موعد يوم فيه يرى كل شعب أن حقوقه المشروعة محترمة، فيستطيع العيش بسلام وتفاهم». ‏

وقد جدد البابا هذه الدعوة خلال زيارته التاريخية لجامع بني أمية الكبير في دمشق، حيث كان أول بابا يزور هذا الجامع التاريخي ذو الأهمية الإسلامية الكبرى، حيث قال في كلمته هناك بعد أدائه صلاة صامتة أمام ضريح النبي يحيى (يوحنا المعمدان): «في الجوامع والكنائس يصوغ المسلمون والمسيحيون هويتهم الدينية وفيها يتلقى الشباب قسماً كبيراً من تربيتهم الدينية. فما مدلول الهوية الذي يلقن للشبيبة المسيحية والإسلامية في الكنائس وفي الجوامع؟ رجائي الحار أن يقدم المسؤولون الروحيون ومعلمو الدين المسلمون والمسيحيون ديانتينا العظيمتين كديانتين ملتزمتين بحوار يسوده الاحترام لا ديانتين متصارعتين، إنه من الأساسي أن يلقن الشباب سبل الاحترام والتفاهم لئلا يسيئوا استعمال الدين نفسه لإثارة الحقد والعنف وتبريرهما، العنف يهدم صورة الخالق في خلائقه، فحذار من اعتباره ثمرة قناعة دينية». ‏

وقد أعرب البابا عن تضامنه مع سورية في حقها في استعادة أرضها، وشجبه للتدمير الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي ضمنياً، عبر إقامة القداس في كنيسة القنيطرة المحررة التي دمرها هذا الاحتلال، وهي الشاهد الحي على وحشيته وعدم احترامه لمعتقدات الآخرين. ‏

كان لمسيحيي المشرق مكانة خاصة عند قداسة البابا، فقد عين أول بطريرك عربي للاتين، هو البطريرك ميشال صباح، وأول رئيس عربي لمجمع الكنائس المشرقية هو الكاردينال موسى داود، وسيم البطاركة البطرك عبد الأحد والبطرك نرسيس بيدروس ورفع البطرك صفير إلى رتبة كاردينال، كما ذكر لبنان في أول كتاب أصدره بعد توليه الكرسي البابوي في 17 تشرين الأول 1978 حيث قال «تتوجه الآن أنظاري إلى لبنان الحبيب، أرض الكتاب المقدس»، كما قال في الإرشاد الرسولي عام 1997 بأن «لبنان هو دور ورسالة». ‏

ولم يقتصر اهتمام البابا على رعيته المشرقيين، بل امتد إلى باقي الطوائف المسيحية المشرقية غير المتحدة مع روما، حيث كانت له لقاءاته مع الأنبا شنودة بطريرك الكرازة المرقصية بابا الإسكندرية للأقباط، وبطاركة إنطاكية وسائر المشرق البطرك هزيم والبطرك زكا والكاثوليكوس أرام كشيشيان. ‏

وهكذا نسج الراحل علاقات مع جميع بطاركة المشرق والزعماء الروحيون المسلمون في مصر وسورية ولبنان وإيران والباكستان... علاقات صداقة وحوار، وخاصة فضيلة شيخ الأزهر. ‏

رحم الله البابا يوحنا بولس الثاني نصير العدالة والحق والفقراء والمهمشين في العالم، والذي قال عقب عودته من دمشق في قداس بالفاتيكان: ‏

لقد تعلمت كثيراً من دمشق ‏







شام
04-09-2005, 11:40 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
موضوع مخصص للمقالات المكتوبة عن قداسة البابا الراحل وتعاليمه وأفكاره المعادية للاستبداد والعولمة وال - بواسطة بسام الخوري - 04-09-2005, 11:40 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هل من قداسة لشهيد ؟ Awarfie 13 3,185 05-30-2009, 09:44 AM
آخر رد: Awarfie
  بابا الفاتيكان عند الشيطان بوش ....والله عيب ياقداسة البابا بسام الخوري 7 1,572 04-19-2008, 12:39 PM
آخر رد: rambo
  مواقع للمقالات و الدراسات العلمانية حسام يوسف 2 1,373 08-20-2007, 04:09 PM
آخر رد: ماجن
  كتاب محمد عمارة "فتنة التكفير" يستبيح دماء الأقباط .. ثم يكلمونك عن إهانات البابا بنديكت !!! Beautiful Mind 13 3,774 01-16-2007, 01:14 AM
آخر رد: بهجت
  الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ ليلين 29 7,041 11-02-2006, 01:29 PM
آخر رد: اسحق

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS