سنفترض جدلا وجود الإله لكي اتمكن من طرح النقطة التالية:

ما هي الحكمة من الامتحان؟ لماذا يسمح اللـه بوجود عشرات الايديولوجيات المتضاربة، و بعدها يحاسب كل انسان على اي ايديولوجية او اي دين اختار؟ يعني هل الموضوع اختبار ذكاء؟

لماذا مثلا لا يحاسب اللـه كل انسان على حسب ضميره و اعماله، بغض النظر عن معتقداته الدينية و ارائه الفلسفية؟

لقد طرحنا مسبقا مسألة الشر و لماذا يسمح اللـه بالشر (مثل الامراض و الزلازل الخ)، و الان أطرح نفس النقطة لكن من زاوية اخرى: لماذا يسمح اللـه بالبلبلة؟ اذا كانت المسيحية هي الصواب، فما ذنب الطفل الذي يولد في السعودية او باكستان و يعيش على الدين الخطأ؟ و اذا كان الاسلام هو الصواب، فما ذنب الطفل المولود في الصين او في اميركا و يعيش معتقدا بغير الاسلام؟

العدل الحقيقي لو أراد اللـه أن يكون الامتحان عادلا، هو أن يجعل دينا واحدا فقط على الارض و يسمح للجميع ان يتربوا عليه و يتعلموه، و بعدها فمن رفضه فقد نال فرصته.

و على فكرة، لا أعتقد ان هناك الكثير من الملحدين الذين يرفضون الدين تكابرا و ثورة، فلا أعتقد أنهم حمير و اغبياء لدرجة أن يعرفوا ان اللـه موجود، و في نفس الوقت ينكرون وجوده بالرغم من عواقب هذا الانكار. لذلك فأنا شخصيا متأكد أن 95% على الاقل من الملحدين فعلا مخلصون و جادون في معتقدهم، و إلا لما تبنوه و هم يعرفون عواقبه.

و نفس الامر ينطبق على الدينيين. لا أعتقد أن ابن العرب او ابراهيم عرفات مثلا يعرف ان الاسلام هو الدين الصحيح و في نفس الوقت يرفضه فقط تكابرا و عصيانا، علما بأن عواقب رفض الاسلام وخيمة لو ثبتت صحته.

و قولكم ان اللـه سيسامح كل من رفض الاسلام بصدق و اخلاص (و ليس تكابرا و عصيانا) فالسؤال هو: لماذا اوجد اللـه الاسلام اصلا اذا كان لا لزوم له؟ لماذا يلزم وجود اي دين اصلا طالما اي شخص صادق و مخلص سوف يذهب الى الجنة على اية حال بغض النظر؟