ابن الانسان
هل تتهرب من العهد القديم لم به من دماء تتناثر حول الكتاب عند قراءته ؟

لقد أدرك مارتن لوثر كنج هذا وحاول التحدث بأسلوب آخر.. ولكن للأسف ما قاله يتناقض في نفس العبارة .. فالمسيح قال جئت لأكمل.. ولكنه قال ( ما جئت لأنقض )
إذا كان الاكمال يتم عن طريق النقض.. فيسقط البحث العلمي هنا.. وتنجرف العبارة إلى تيار التشكيك.


أما ما ذكرته من مقارنات بين أقوال عيسى ومحمد عليهما أفضل الصلاة والسلام.. فهو ظلم فادح وسوء فهم خطير .. وانتقاء آيات في غير محلها.. فأنت تعلم جيدا أن ما جئت به كله يتحدث عن أوقات الحروب.. التي يجب أن يتحلى الجميع بالشجاعة والقوة دفاعا عن أنفسهم وديارهم وأبنائهم.. ولن تقف أنت كمسيحي وقت الحرب تنظر لمن يحمل سلاحه ليقتلك.. لتتغزل فيه تأثرا بقول المسيح ( أحبوا أعداءكم ).. إن هذا في حد ذاته سخف غير مقبول
ان المسيح حينما يقول أحبوا أعداءكم.. فنحن نوافق على هذا.. وهو يتماشي مع قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( أتبع السيئة الحسنة تمحها ) وقول الله تعالى في القرآن ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ).. وهذا في حياتنا اليومية.. لا كره .. لا بغض.. لا شحناء... بل سماح وتسامح مهما كان.. أما وقت الحروب.. فللتحلو بالقوة والشجاعة.. ولا تخاوا إلا من خالقكم.. وتتوكلو على الله.. وتفعلو كل ما جئت به أنت..

ولكن لأنك تريد أن تفهم الأمور في غير نصابها.. لم تتعرض مثلا لقول الله تعالى :

لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين

ولن تتعرض مثلا لقول الله تعالى في وصف المؤمنين

ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا

تحياتي (f)