الرد على المداخلة رقم # 28

http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...20749#pid220749

كتب الاخ زيد يقول :

استخدم المسيح لفظة "مغفورة" (مغفورة لك خطاياك) في صورة الخبر و "غُفِرَت" (خطاياك) في صيغة المبني للمجهول. كما أن المسيح أقر في أكثر من موضع أنه لا يفعل مشيئته بل مشيئة الذي أرسله وهو الله. ومن ذلك نفهم أن الله سمح له بذلك. كما أن المسيح سمح لتلاميذه بذلك أيضًا (من غفرتم خطايايه غفرت، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت). فكل شيء خرج من عند الله، وكل نعمة إنما هي من كرمه وتفضله على عباده.
----------- انتهى الاقتباس ---------------
استخدم المسيح كلمة ( مغفورة لك خطاياك ) من سلطانه الخاص ومن ذاته ، وكان نتيجتها ان المفلوج ( المشلول ) شفي في الحال كما يقول الكتاب المقدس ، فلا سمعنا ان المسيح ( استغفر له الله ) ولا سمعنا انه ( طلب من الله ان يغفر له خطاياه ) ، وحسب القاعدة التي اتفقنا عليها ، وهي ان نأخذ في الاعتبار رد فعل اليهود الذين كانوا يعرفون الكتب والنبؤات ويتوقعون المسيح المنتظر بصفاته ، فلا بد وان ندقق في قولهم :
" لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف.من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده " ( مرقس 2 : 7)
" فابتدأ الكتبة والفريسيون يفكرون قائلين من هذا الذي يتكلم بتجاديف.من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده" ( لوقا 5 : 21)
وقد اثبت المسيح ليس انه له سلطان مغفرة الخطايا الذي هو سلطان الله وحده ، وانما شعر بروحه ما يدور في افكارهم ، مما زاد استعجابهم واستغرابهم .

كتب الاخ زيد يقول :
تعالوا نقرأ ما يلي:

مت 6:12 واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا.

إن المسيح يدعو الله أن يغفر له ولاتباعه ذنوبهم ويعفو عنهم كما يعفون هم عمن ظلمهم.
--------- انتهى الاقتباس -------
ونرد بنعمة الله ونقول :
كانت هذه الكلمات في سياق تعليم المسيح تلاميذه الصلاة ، فقد شاهدوه يصلي دائما ( كانسان كامل ) ، وطلبوا منه ان يعملهم ان يصلوا ، فقال لهم : " فصلّوا انتم هكذا.ابانا الذي في السموات.ليتقدس اسمك" ( متى 6 : 9)
" فقال لهم متى صلّيتم فقولوا ابانا الذي في السموات" ( لوقا 11 : 2 )
اذا فالمسيح كان يعلمهم ( قولوا انتم هكذا ، صلوا انتم هكذا ) فهي كلمات يعلمها لتلاميذه ليصلوا بها ، ولكنه ابدا لم يدعو الله ان يغفر له .
المسيح الى آخر ايام حياته وقبل الصليب مباشرة ، وقف امام اليهود وقال لهم ( من منكم يبكتني على خطية ) ؟؟ (يوحنا 8 : 46) ولم يتقدم احدا بشكوى او ادانه ، وكيف يفعلون ، وهو القدوس (لوقا 1 : 35) الذي لم يعرف خطية ( كورنثوس الثانية 5 : 21) ، وهو الذي بلا خطية ( عبرانيين 4 : 15) .

كتب الاخ زيد يقول :
.......................................
فكانت الريح والبحر يطيعانه (مرقس 4 : 41) وكان له سلطان على الشياطين.
.......................................

كما شرحنا أن ذلك من فضل الله عز وجل ولم يكن المسيح بدعًا من الرسل وذكرنا أن قصة النبي إليشع خير دليل على تفضل الله على أنبيائه ورسله وتأييده لهم.
أما أن المسيح كان له سلطان على الشياطين فهذا ليس دليل على ألوهيته. بل سمعنا كثيرًا عن أناس يتعاملون مع الشياطين ويسخرونهم. ورأينا عجائب السحرة على شاشات التليفزيون. كما أن المسيح لم يكن له سلطان على إبليس رئيس الشياطين الذي أسره 40 يومًا في الصحراء ولم يتركه بعدها أبدًا وكان إبليس ملازمًا ليسوع المسيح. أما انه رأى الشيطان ساقطًا، فالمقصود هنا أحد الشياطين وليس إبليس. بدليل محاولات المسيح بعد ذلك للقضاء على سلطة إبليس.

ونقول بنعمة الله :
ان سلطان السيد المسيح على الطبيعة ، لم يكن نتيجة صلاة كان يصليها الى الله ( كما كان يفعل الانبياء ) ولكنها كانت بكلمة قدرته الذاتيه ( راجع معجزات الانبياء بالمقارنة مع معجزات المسيح )
اما سلطان السيد المسيح على الشياطين ، فهذا ما لم نسمعه في العهد القديم مطلقا ، كما ان ( سماعك ) عن ناس يتعاملون مع الشياطين ، فهذا ليس سلطان عليهم ، اما السيد المسيح في صومه 40 يوما في البرية ، فلم يكن اسيرا لشيطان ( اتق الله في كتاباتك وقد عهدناك تكتب بالاقتباس والدراسة ) ولكن الشيطان حاول ان يتقدم لتجربة المسيح ( الانسان ) ولكنه حتى في هذا فشل ايضا ورجع مهزوما ، الامر الذي لم يكن لاي انسان آخر ، ولا داع للاستشهاد باقوال الاسلام في عصمة السيد المسيح .
************
كان في ردي السابق آية كتبتها عن سلطان المسيح ان يعطي صلاحيات لتلاميذه للتغلب على الشياطين ، وكانت الاية تقول :
..................................
19 ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيّات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء. " ( لوقا 10 : 17)
................................
فكتب الاخ زيد يقول :

لو 22:29 وانا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا.

مت 9:8 فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي اعطى الناس سلطانا مثل هذا

يو 1:12 واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه.

رؤ 13:5 وأعطي فما يتكلم بعظائم وتجاديف وأعطي سلطانا ان يفعل اثنين واربعين شهرا.

كل نعمة وسلطان إنما هو من الله حتى أن سفر الرؤيا (13: 5) ها هو أمامكم يحدثنا عن سلطان الشيطان.

فأي نعمة ينعمها المسيح على أحد فمصدرها الله الواحد الأحد. وما المسيح إلا سبب عارض من أسباب الحياة الدنيا.

ونرد بنعمة الله قائلين :

هناك اشياء ليس في سلطان احد غير الله ، وليس لانبياء ان يعطونها من تلقاء انفسهم ، ولكننا وجدا السيد المسيح يعطيها لتلاميذه ، وكانت بحق سلطانا لهم ، فوجدناهم يأخذون من المسيح الامر ، وينفذونه كما يأخذ الانسان الامر والسطان من الله ذاته .
اعطاهم سلطان على الشياطين ، فهل هناك انسان يعطي انسان سلطان على الشياطين


مع خالص التحية والاحترام
( يتبع .....)