الزميل كمبيوترجي , تحية لك (f)

بما أنه كان لي مداخلة منذ فترة قصيرة تناقش نفس الفكرة , لذلك وجدت أن أقوم بنسخها كما هي :

***********************

اقتباس:  ابنة السماء   كتب/كتبت  
قد أكون " ملحدة " بالمنظور الديني , إلا أنني أجد نفسي في الفلسفة اللا دينية الألوهية " Deism " , أعتقد بوجود طاقة عاقلة متفوقة ( اله من نوع ما ) و لا أؤمن بالديانات إطلاقاً , و أنظر إليها كنتاج فكري إنساني و جزء من تطور البشرية اخترعها الإنسان لمحاولة سد فراغات فلسفية عن معنى الحياة و معضلة الوجود و أسرار الكون و لغز ما بعد الموت و محاولة تفسير الظواهر التي لا يفهمها عن طريقها . و قد توصلتُ إلى هذه القناعة بعد مرحلة ليست قصيرة من القراءة الجادة مع تحكيم العقل في مجالات متعددة من علوم و فلسفة و ديانات وتاريخ و ميثولوجيا ( و قد يتوصل المتدين إلى قناعاته أيضاً بقراءته في كل هذه المجالات و مع تحكيم عقله ) , إلا أنني أميل إلى الإعتقاد بوجود طاقة عاقلة متفوقة بدأت شرارة الوجود الأولى أو ما يسمى " الإنفجار الكبير " الـ BIG BANG  . ليس لدي مشكلة من الناحية العلمية المجردة في كل ما حدث بعد الإنفجار الكبير , فالعلم قدم لنا التفسيرات و التعليلات لمعظم ما حدث بعدها و هو في طريقه إلى تفسير ما لم يتوصل اليه , و لكن بطريقة علمية مسؤولة بعيدة عن الخرافات و الأساطير , لكن مشكلتي كانت فيما قبل شرارة هذا الإنفجار الكبير بفترة دقائق أو حتى ثواني , حيث لم يجد العلم المجرد تفسيراً لمنشأ و أصل مادة هذا الإنفجار و سببه . و من قراءتي المتعددة هناك و هناك توصلت إلى أن أقرب فرضيتين علميتين ( يقبلهما العقل ) تحاولان أن تشرحان لنا أصل الوجود و سبب إنطلاق شرارته الأولى , هما بإختصار شديد :  

- فرضية الجسيمات المنبثقة عن المجال الزمكاني الأزلي , و هو مجال لا يُعرف له بداية و لا نهاية .  

- فرضية وجود طاقة عاقلة متفوقة .

صحيح أنه لا يوجد بالضرورة صلة منطقية بين عدم معرفة أصل المادة و بين وجود اله , لأن عدم معرفتنا لأصل المادة هو يعني ببساطة أننا نجهل أصل المادة و لا شئ آخر , و أنا لا أستطيع أن أثبت ما هو في طور " الفرضية " العلمية و إلا أصبحنا نتحدث عن " نظرية " , لكنني في هذه المسألة تحديداً , وصلت إلى قناعتي العقلية بعد دمج المعرفة العلمية مع التأملات الفلسفية التي لا تتضارب مع العلم المجرد و أكثرها إقناعاً ( بالنسبة لي على الأقل ) , و من حق غيري أيضاً أن يختار الفرضية الأولى إذا كانت أكثر إقتراباً من فهمه و قناعته و فلسفته . و في كل الأحوال سواء ثبت أن وجود هذا الإله ( الطاقة العاقلة ) كان سبباً في منشأ المادة أو كان المجال الزمكاني , فلا فرق حقيقي على المستوى العملي , و بالنسبة لي " العقل " هو الإله الوحيد الذي أعرفه . و عدم إعتقادي بصحة الأديان لا يقلل أبداً من إحترامي لمن يؤمنون بها , و أؤمن بحق حرية الإعتقاد لكل إنسان ما دام يحترم نفس الحق لدى غيره , و لا يفرض عليه قناعاته الدينية , و لا يتعامل بالعنف مع المخالفين .

*************************
انتهي الإقتباس



بالنسبة لتساؤلات الزميل كبيوترجي :


--------------

1) من هو الرب، و ما هو (ما كنهه و هيئته) و أين هو في رأيك؟

--------------


مفهومي لهذا الإله ( مجازاً ) هو مفهوم يقترب من " العلم " و يبتعد عن " الأسطورة " , و لا أعلم عن كنهه أو ماهيته شيئاً سوى ما تقوله إحدى الفرضيات العلمية ( التي تحاول فهم أصل منشأ الإنفجار الكبير ) في الكوسمولوجي " بأنه طاقة عاقلة متفوقة " , و لن أستطيع التعبير بطريقة أفضل مما قام بها الأستاذ لوجيكال :

[quote] Logikal كتب/كتبت
اللاديني الالوهي بتصوري هو شخص تبينت له هذه الامور كلها، و بات يبحث عن أصل الكون الموضوعي (أي الخالق العلمي للكون و ليس التصور البشري له).
(f) (f)


------------

2) ما هي الديانة التي تحلم بها(إن وجدت) و إن لم توجد ماذا تريد لها أن تكون؟

-----------


لا يوجد " ديانات " أحلم بها , و لكن يوجد " علوم مجرّدة " أنتظر منها الأجوبة .


-----------

3) إذا كنت تؤمن بوجود الرب فلماذا تصفه بالوحشية و عدم العدل و تتناسى كل صفاته الحميدة؟

----------


على أي أساس أقوم بوصف هذا الإله بالوحشية أو الصفات الحميدة و هو لم يتدخل في حياتي سلباً و لا إيجاباً ؟! أكثر ما يمكن أن هذا الإله قد قام به هو أنه أطلق شرارة الوجود الأولى ( أصل مادة الكون ) و لا شئ غير ذلك . أما إذا كان هناك من يتهم إله الديانات بالوحشية فلا تعليق لدي سوى بأن على المؤمن بأي ديانة أن يقرأ كتب ديانته ليتعرف على إلهه , و هنيئاً له هذه الديانة بخيرها و شرها ما دام يرتاح إليها , على أن يحترم معتقدات غيره و لا يفرض على أي إنسان قناعاته الدينية الخاصة به و يكتفي هو بتطبيقها على نفسه , كما لا يستخدم الإقصاء و العنف في التعامل مع يخالفه . و يخطر لي هنا زياد الرحباني - حسب ما أتذكر - في الأغنية القائلة " شو ما دينك .. الله يعينك .. بياخد منك .. ما بيعطيك ... " :)

فيما يخصني لا أعتبر نفسي معنية بالمناقشة حول آلهة ديانات غير موجودة بالنسبة لي سوى في الذاكرة الجماعية و الكتب و المخطوطات القديمة , مع إحترامي لكل من يخالفني الرأي .


تحياتي للجميع :97: