أنا فعلا لا تستهويني الكتب الدينية القحة مثل الفقه و التفسير و الفلسفة الإسلامية بل و لا كتب التراث ، و هذا شيء لا أتباهى به و لكن ببساطة أقرره كحقيقة ، نعم لدي كتب أساسية مثل الأربعين النووية ، و أيضا كتبا إسلامية عصرية مثل كتب خالد محمد خالد ،و لكني لتعويض ذلك احتفظ بكثير جدا من كتب التراث و التفاسير و السير و كتب السنن على سي دي و أعتبرها مراجعا أعود إليها للضرورة ، وربما يبدوا غريبا أنني أقتني أيضا بعض كتب التصوف . على النقيض من ذلك فاحتفظ بكل كتب التاريخ الإسلامي الحديثة الشهيرة مثل كتب أحمد أمين كلها ( فجر و ضحى و ظهر ويوم الإسلام ) ،و إسلاميات طه حسين كلها بدرته الفريدة ( الفتنة الكبرى ) و عبقريات العقاد و كتب محمد حسين هيكل ( حياة محمد و الصديق و عمر ) و كتب بنت الشاطئ و إسلاميات سيد القمني و إسلاميات خليل عبد الكريم و كتب أبكار السقاف عن الأديان و دراسات نصر حامد أبو زيد ( رغم أني لا أهضمه بسهولة !) العديد من الكتب التي تتناول الشريعة الإسلامية و تطبيقها بما في ذلك كتابين للشيعة الجعفرية ،و لكني اهتم أساسا بالكتب التي تعارض التطبيق مثل كتب سعيد العشماوي و حسين احمد أمين ( دليل المسلم الحزين و تطبيق الشريعة الإسلامية ) ،وكتب فرج فوده ، و كتاب لشحرور ولكني صدفت عنه لأني أراه متأولا جدا كما تتواجد أعماله كثيرا على الشبكة ، و أيضا الكتب التي تتناول المذاهب الإسلامية مثل الملل و النحل للشهرستاني و إسلام بلا مذاهب لمصطفى الشكعة ،و البهائية لبنت الشاطئ ما يناظره .... و حتى الكثير من الكتب المترجمة مثل الإسلام و المسيحية في العالم المعاصر مونتجمري وات ، و أيضا ( تاريخ الشعوب العربية ) البيرت حوراني و ..... الخ . كذلك كتب الإسلام السياسي وما حوله مثل بعض كتب سيد قطب و طارق البشري و ....و في هذه المجالات لدي قائمة كبيرة ربما تتجاوز ال 200 كتاب ، و لكني لا أعتبرها كتبا دينية فهي ليست للتعبد أو التفقه في الدين بالمعنى المتداول بل هي أقرب للكتب الفلسفية أو التاريخية أو الفكرية .

اقتباس:تكلم الكاتب –حسين أحمد أمين- عن محاولة فرج فودة تكوين حزب جديد "حزب المستقبل" ،ومحاولة فرج فودة الاتصال به للانضمام لهذا الحزب..يقول حسين أحمد أمين:
"والواقع أنه منذ قراءتي لبرنامج الحزب،لم ألمس ما يشجعني على الانضمام إليه ذلك أنه بالرغم مما حاول فودة إضفاءه عليه من صبغة ليبرالية ،تبينت في طياته نزعه فاشية واضحة لا تبشر بخير ،وهي نزعة تمثلت في استعداده لقمع الحركات الإسلامية بنفس الأساليب التي انتهجها النازيون في قمع مخالفيهم في الفكر،أو في تصريحه الساذج بضرورة ضم السودان وليبيا بالقوة إلى مصر ،أو فيما لمسته من فرج فوده من اعتماده في تمويل نشاطه على ما يزوده به نظام صدام حسين في العراق من مال .
وقد حاول مرة واحدة جس نبضي بصدد إمكان مرافقتي إياه في زيارة لبغداد .فلما أبيت بقوة ،تظاهر على الفور بالاقتناع برأيي ،ولم يفاتحني بعدها قط بشأن صلاته بعدد من الجهات الأجنبية".

إني مندهش للغاية من هذا كله ، فلحسين أمين نفسه مقالات يشيد فيها بفرج فوده ،و لكن ( في حياته !) .عموما أعتقد أن من لا يريد أن ينهش لحمه عليه ألا يموت في مصر .
طرحت يا عزيزي موضوع كامل عن فرج فوده في هذا النادي من خلال شهادتي الخاصة ، كصديق لصيق بفرج منذ سنوات الصبا ، و أزعم أنني كنت أقرب صديق ( فكري ) لفرج خاصة في السنوات العشر الأخيرة من حياته ،وهي فترة نشاطه السياسي و الثقافي ، باستثناء السنوات ال 3 الأخيرة من حياته التي كنت فيها خارج مصر ، و الغريب أن اتهمني البعض -برعونة جديرة بالملاحظة -بأنني أبالغ في الدفاع عنه أو أنني (أتاجر في قميصه ) ، بينما البعض يرى العكس تماما و أنني خنت ذكراه و رسالته !. و لكن الحقيقة بسيطة للغاية ففرج رحمه الله كان صديقا خاصا رغم تناقضنا في كل شيء شخصي ، إلا أننا اشتركنا في حماسنا البالغ في قضية واحدة محورية هي مواجهة تيار الأصولية الغيبية ، [U]و لهذا أقرر ببساطة أن حسين أمين متجن و مغرض تماما في كل هذا لو كان حقا هو الذي كتب الموضوع ولم يدسه أحد عليه ،و لو تكرمت بالإشارة إلى مكان و نشر الموضوع و تاريخه ساكون شاكرا جدا .
1- عاصرت و شاركت إعداد برنامج حزب المستقبل رغم أني لم اكن عضوا في الحزب بسبب وفاء – أراه الآن أبلها – لحزب الوفد الذي كنت و ربما مازلت احمل له تصورا رومانسيا كمعقل للديمقراطية الليبرالية التي أراها دواءا لكل أمراضنا .
2- برنامج الحزب هو الأكثر ليبرالية من كل البرامج التي طرحتها الأحزاب ، ويحمل أفضل ما في العقل الجمعي المصري من تراث ديمقراطي .... حقوق مواطنة كاملة ، مساواة كاملة بين عنصري الأمة ، علمانية واضحة و الدعوة لدولة مدنية تفصل الدين عن السياسة ، إعطاء حقوق دينية للجميع ، انتخاب شيخ الزهر و كافة المناصب الدينية و السياسية ، كفالة إنشاء الأحزاب جميعها ، نظام داخلي شفاف و متطرف في ديمقراطية فرئاسة الحزب و المناصب الرئيسية لمدة سنتين فقط ، حقوق كاملة للمرأة ( وهذا الفصل أزعم تحريره كله ،وقد اختلفت طويلا حوله مع فرج الذي لم يكن يفضل النص صراحة على كل ما وضعته مثل المساواة القانونية الكاملة حتى لو خالف ذلك الاجتهادات الفقهية مستندا على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، و تجريم الختان باعتبارها جناية هتك عرض و اعتداء على النفس !) .
3- لا أتذكر الآن الموقف النهائي من تكوين الأحزاب الدينية ، فقد كان فرج مصرا على حرية تشكيل الأحزاب الدينية و عارضها شريكه في الحزب احمد طلعت و شاركته تلك المعارضة !.وما زلت أميل لرفض حرية تشكيل أحزاب دينية في العالم العربي . و أعتقد أن حسين أحمد أمين كان يشاركنا فكرة عدم تشكيل أحزاب دينية .
4- الموقف من السودان كان أهون من ذلك كله ، كان الحزب ينادي بأسبقية العلاقات مع السودان ،و أهمية وحدة وادي النيل و رفض موقف الثورة من فصل السودان ،و كان في ذلك متطابقا مع موقف حزب الوفد . و بالتأكيد لم يطالب بفرض وحدة مسلحة على السودان !. ذلك القول من حسين أمين يفتقد حتى المنطقية .
5- أما عن علاقة حسين أمين بفرج فوده فلا أعتقد أنها كانت خاصة أو حميمة ، و قد زرته في فيلته بمحطة السبع عمارات مع المرحوم فرج فوده مرتين ربما خلال عام 1985 أو حول ذلك وكانت زيارات رسمية و حوارية و سريعة ،ولكني لا أعرف مدى تطور علاقتهما بعد ذلك .
6- تمويل صدام حسين لنشاط فرج فوده يبدوا لي ليس سخيفا فقط بل قذارة تامة ، فأولا أشهد أن فرج كان يعيش فقط على مستوى دخله من مكتبه ،و بسبب تبذيره كثيرا ما وقع في أزمات مالية ،و السيارة ماركة فولفو التي اشتراها و اعتقد البعض أن ثري بسببها كانت مستخدمة و رخيصة و اشتراها من صديق له (د حمدي ) بالتقسيط ، و لكنه كان ضخم الجسم ولا يمكنه سوى ركوب السيارات الضخمة و التي تعطيه بريستيج لا غير ! ، أما منزله فكان دون منازل أصدقائه ممن لا يملكون ربع قدراته !.و فوده مات فقيرا بلا موارد ولا رصيد ، و لا أذيع سرا إذا قلت ان كثير من أصدقائه تطوعوا لتوفير دخل لعائلته مثل عادل إمام و حسين فهمي و سيوارس و .... و لكن الدولة تدخلت و قرر له الرئيس معاشا استثنائيا ،وهو موقف يذكر لحسني مبارك بالقطع ، كما أوفد الدكتور مصطفى الفقي -وكان يعمل مستشارا للرئيس - لزيارة أسرته و متابعة حالتهم و رعاية الدولة لهم .فهل هذا هو حال من يموله صدام حسين ؟.
7- من المضحك أن هناك من اتهم فرج فوده بأنه يعمل مع الأمريكيين و الإسرائيليين و هذا أيضا كذب مطلق . بل لو كان هذا كله صحيح فكيف يتفق الجميع على تمويل رجلا ثم يقتل معدما رغم أن مكتبه كان ناجحا جدا قبل موقفه من الأصولية و الإرهاب .وقد تعاونت معه شخصيا في تلك الفترة ،و هناك دراسات قامت بها مجموعة فودا الاستشارية حتى لشركات أجنبية كبيرة مثل بي ام دبليو و سيات و الكهربائيون العرب و .... الخ . بل لو كان هذا صحيحا فكيف يزامله وزراء سابقون مثل محمد إبراهيم كامل و حسن أبو باشا في لجان حقوق الإنسان و الوحدة الوطنية ، بل لقد قال له أبو باشا مباشرة عند تقديم أوراقه لتأسيس حزب المستقبل ، نعلم أنك نظيف ، لماذا لا تأتي للحزب الوطني ؟.
8- ما هي أدلة الدكتور حسين على اتهام بهذه الخطورة ؟. وهل يقبل الظن فيها ، نعم زار فرج بغداد بدعوة من سياسي عراقي نشط هو سمير ..... و كان مندوب العراق في الجامعة العربية وقتها ، و لكن هذه الدعوات شملت الجميع بما في ذلك الاتجاه الإسلامي مثل الشيخ صلاح أبو إسماعيل ، و هو أيضا زار السودان بدعوة من الحزب الوطني الاتحادي و زار أمريكا ضمن برنامج دولي للقيادات الوطنية ، سبقه في هذا البرنامج قيادات كبيرة في الدولة ،وزار سويسرا بدعوة من إحدى الكنائس هناك ،و زار ألمانيا بدعوة من الحزب الليبرالي ... هكذا ، فماذا بالله في كل ذلك ،وهل كل من يتصل و بشكل رسمي و شفاف بجهة ما يكون عميلا لها !.
9- أعتقد أن هذه السخافات كلها لا تصدر سوى عن نفسية صغيرة كما وصفت الكاتبة صافيناز كاظم حسين أمين للأسف .و أيضا الحسد فأشهد أن فرج ربما كان دون العشماوي و القمني و حسن أمين علما بالفقه و الإسلام ،و لكنه كان موهوبا gifted و هذه أشياء لا تكتسب حتى بالاجتهاد .
خالص تقديري .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	تسعة كتب ل * كارل بوبر * نموذج لمكتبة شاملة قادمة	ali alik	3	3,472	03-18-2011, 04:44 PM آخر رد: yasser_x
	إذا كنت قد قرأت كتاباً "دسماً" في الأنثروبولوجي..من فضلك ضعه هنا	Narina	10	4,961	12-27-2010, 04:45 PM آخر رد: Narina
	هل أجد كتاب :"دفاعاً عن المادية والتاريخ" لصادق جلال العظم ؟	كوكب الأرض	7	3,320	05-31-2009, 01:01 PM آخر رد: بسام الخوري
	"حيرة مسلمة" ألفة يوسف	يجعله عامر	28	9,268	05-27-2009, 12:27 AM آخر رد: عصفور الصعيد
	أسئلة للأستاذ "يجعله عامر"	إبراهيم	6	2,238	03-10-2009, 12:46 AM آخر رد: إبراهيم