{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أين اللغة والأدب : عبد الرحمن منيف؟
ابن العرب غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,526
الانضمام: May 2002
مشاركة: #8
أين اللغة والأدب : عبد الرحمن منيف؟
أريد أن أتأمل وإياكم بعض أساليب الكاتب في استخدام التشابيه. فالتاشبيه إجمالاً تغذي مخيلة القارئ وترفعه وكأني به يطير مع نسمات ربيعية خفيفة، تحمله إلى أجواء القصة ووتدخله فيها رقّة وعذوبة ليعيش مع الكاتب أجواءه الرومانسية أو المأساوية أو العاطفية، وغيرها.

للأسف، أسلوب عبد الرحمن التشبيهي جاء ضربة حاسمة قاضية جعلت التواصل مع الكاتب مستحيلاً. حيث وقعت تشبيهاته من الجملة موقعا جامداً صلباً لا حركة فيه ولا مخيلة ولا مشاعر.

"وها هي النظرة الثانية، وأنا أقف في الشرفة، مبلولاً مثل كلب."

لا أدري ما الذي يجب أن يستشفه القارئ من هذا التعبير؟!

فصورة الكلب هي صورة ذل وحقارة وخنوع. بينما الرجل يتحدث عن وقوفه أمام النافذة خارج الفندق، تحت المطر الغزير، وقد التقت عيناه للمرة الثانية بعيني أجمل وأروع امرأة قابلها في حياته، فأنسته هذه النظرة الفاتنة نفسه وأنه يقف تحت المطر الذي بلله حتى الغرق!

فهل تليق صورة الكلب بهذا المشهد الرومانسي؟!

ثمَّ، ألا تجدون أن استخدام التشابيه الجامدة "مبلولاً مثل كلب." هو أسلوب جامد ولا يتماشى مع سلاسة اللغة العربية واحتياج القارئ العربي إلى تغذية مخيلته بالمزيد من التعابير الوصفية؟!

---------------

يستمر المشهد "الرومانسي" ويحاول الكاتب أن يعبّر عن مشاعره الجياشة في صدره إزاء هذا اللقاء العاطفي فيقول:

شعرت بقلبي يتموّج في صدري مثل زورق.

وأتساءل من جديد: ما هي الصورة التي يريدنا أن نتخيلها من خلال هذه الكلمات الشحيحة الجامدة؟!

فالزورق قد يكون مربوطاً على ضفة جدول هادئ
وقد نجده يطفو على سطح نهر وادع يحمل عاشقين ينعمان بالتأمل بنجوم ساطعة تنير عيون كل منهما فتخفق القلوب اشتياقا إلى الذوبان كلٌّ منهما في قلب الآخر.

لكن هاتين الصورتين بعيدتان كلّ البعد عن مقصد الكاتب. فكان الأحرى به أن يعصر مخيلته قليلاً ليرسم لنا صورة عن وضع قلبه المضطرب فيقول شيئا مثل هذا:

شعرت بقلبي يتموّج في صدري مثل زورق يمخر مياه نهر عصفت به الرياح فانزلقت أمواجه مع منحدراته الخطرة، وتلاطمته المياه المرتدة من اصطدامها بصخوره الناتئة وزاد انسياب الأمطار الموسميّة من الجبال المحيطة من شدة هيجانه فغذته بالمزيد من الثورات العارمة والاضطرابات الهائجة

أو شيئا من هذا القبيل، الذي من شأنه أن يرتحل بمخيلة القارئ من أجواء منزله الهادئة إلى غابات كثيفة وجبال شاهقة وأمطار غزيرة وأنهار هائجة، فيحقق الكاتب لنفسه الأثر المرجو من روايته ويكسب القارئ إلى صفه فيسايره في مجريات الأحداث ويحمله على تقمص مزاجه واضطراب حاله.

أعتقد أن المثالين أعلاه كافيان لتوضيح الضعف التشبيهي الذي يسود صفحات القصة كلها، رغم محاولات هزيلة هنا وهناك لدعم تشبيهاته بأوصاف تحمل بعض الصور التي من شأنها أن تحقق الهدف المنشود، ولكن هيهات!

تحياتي القلبية
05-10-2005, 10:24 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أين اللغة والأدب : عبد الرحمن منيف؟ - بواسطة ابن العرب - 05-10-2005, 10:24 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أعطاب اللغة رشيد عوبدة 0 532 06-22-2012, 04:56 AM
آخر رد: رشيد عوبدة
  طبائع الاستبداد .... عبد الرحمن الكواكبي بسام الخوري 10 6,137 08-13-2011, 09:11 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  أسئلتي حول اللغة العربية إبراهيم 18 4,156 08-19-2010, 02:40 AM
آخر رد: إبراهيم
  اللغة العربية والنظرة الاستشراقية ... إلى أين؟ (مقال ثري) ... العلماني 5 2,005 07-19-2009, 02:49 PM
آخر رد: Hameeduddin
  اين هده الادوات في اللغة العربية؟ طنطاوي 38 10,980 09-21-2008, 05:49 PM
آخر رد: Jugurtha

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS