أجرت مجلة الحديث الحلبية –سنة 1938- استفتاء حول كيفية إحياء الثقافة العربية القديمة ،والمؤلفات العربية التي نحتاجها في نهضتنا الفكرية وهل يغني التلخيص عن الترجمة.
وقد شاركت نخبة من المفكرين والأدباء في هذا الاستفتاء من بينهم الدكتور حسين فوزي وهذه مقتطفات من رأيه:
"ماتت الثقافة العربية عقب القرون الوسطى وذهب غبارها مع الثقافات الأخرى التي عرفتها أوربا فيما بين انحلال الإمبراطورية الرومانية وعهد الرينسانس .ولا قيمة عندي للثقافة العربية أكثر من أنها لعبت دور انتقال في الصور الوسطى فكانت مستودعا لبعض مظاهر تفكير اليونان فيما قبل عصر إحياء العلوم"
"وإذا ثبت تاريخيا حرق مكتبة الإسكندرية على أيدي العرب فإن هؤلاء الناس قد ارتكبوا أكبر جريمة ثقافية عرفها التاريخ"
"وعلى هذا أختم جوابي بالمجمل الأتي:
الثقافة هي الصيغة التفكيرية- أي المظهر المكتوب والمبني والمنحوت والمنقوش-للحضارة والثقافة الحية تعني أن أهلها يعيشون حضارتها.والحضارة العربية القديمة قد راحت بلا رجعة .فلم يبق لثقافتها إلا قيمة الأثر في المتحف مما عدا لغة هذه الثقافة فهي ذات حيوية رائعة بدليل ملابستها لتطور جميع الشعوب التي تتكلمها.
فجوابنا عن إحياء الثقافة العربية مجتمعة :لا إحياء لميت.
وجوابنا عن إحياء اللغة العربية :لا إحياء لحي . إنما تكتسب اللغة العربية قوة وجدة ومرونة كلما استطعنا فهم أصولها ومراجعها وتطور حياتها وحاضرها وما يؤثر به الماضي والحاضر على مستقبلها.
والعبارة التي ذكرها الزميل بهجت مختصره بعض الشيء المذكرة في كتاب "سندباد عصري" من أكثر ما قاله الدكتور حسين فوزي تعبيرا عن توجهه..
"درجت على حب حضارة الغرب،
والإعجاب بحضارة الغرب،
وقضيت أهم أدوار التكوين من عمري في أوربا فتمكنت أواصر حبي،
وتقوت دعائم إعجابي.
فلما ذهبت إلى الشرق عدت إلى بلادي
وقد استحال الحب والإعجاب إيمانا بكل ما هو غربي"