يشترك لويس عوض مع سلامه موسى في كونهما مرفوضان بسبب أنهما من أصل مسيحي ،فكان الدين سبب للتخوف والحذر من كل رأي لهما ..
يقول لويس عوض في مقدمة كتابه "على هامش الغفران" عن الهجوم عليه بسبب المقالات المكونة لكتابه هذا والتي سبق نشرها في "الأهرام"..
"..ولو أن كل ما كتبه نقادي عندي إبان هذه الفترة جمع في مجلدات لبلغ عددها خمسا أو ستا من أضخم الأحجام .ولست أحسب أن كل ما كتبه نقادي عني كان يدور حول موضوع "الغفران"،فقد استطردوا إلى وجوه أخرى من إنتاجي الأدبي والفكري خلال ربع قرن كانوا قد صمتوا عنها هذا الزمان المديد ،ثم شاءوا فجأة أن يتناولوها بالنقد والتحليل ،وفي مقدمة هذه الوجوه موقفي القديم من مشكلة الأزدواج اللغوي وموقفي القديم الجديد من عمود الشعر العربي التقليدي،ثم موقفي من تاريخنا الثقافي والفكري إبان الحملة الفرنسية على مصر وموقفي من تاريخنا القومي والروحي إبان ثوراتنا الكبرى على روما وبيزنطة ،ثم بعض اجتهاداتي عن ابن خلدون .وأخيرا وليس آخرا موقفي من السياسة ،وهو ما عجزت وعجز الناس عن فهمه لأني لا أكتب في السياسة ولا سبيل إلى معرفة أرائي فيها إلا لمن أوتي العلم اللدني والقدرة على التفتيش في ضمائر الناس وأفئدتهم. ولكن الذي لا شك فيه أن كلام نقادي عن "الغفران" كان بمثابة حجر الزاوية في كل هذا النقد الغزير .ومجمل هذا الكلام أني ارتكبت إثما عظيما وتطاولت على حضارة العرب حين ذهبت إلى ترجيح أن المعري كان مطلعا على تراث اليونان.
ومن أراد فكرة مجملة عن صورتي في ذهن نقادي ،فهي أني باختصار في يقين بعض أدباء اليسار قائد الفكر اليميني في العالم العربي،كما كتب عني الشاعر المبدع عبد الوهاب البياتي وذلك الناقد اللبناني الشريف القلم العف البيان حسين مروه،وأني باختصار في يقين بعض أدباء اليمين قائد الفكر اليساري الماركسي الملحد في العالم العربي كما كتب عني نقاد مجلتي "الرسالة" و"الثقافة" وغيرهما.
وفي يقين فئة ثالثة أني آخر قنصل للعالم المسيحي في مصر منذ الحروب الصليبية ،كما كتب عني الأستاذ محمود شاكر في كتابه "أباطيل وأسمار" ،وهو الجزء الأول من مقالاته عني في مجلة "الرسالة"،وفي يقين فئة رابعة أني داعية فكري للقومية المصرية الفرعونية وعدو فكري للقومية العربية كما روى عني الأستاذ ميشيل عفلق وكما صورني نقاد مجلتي "الرسالة" و"الثقافة" وغيرهما.وقد كان آخر نعت نعت به على سبيل الدعابة أني قنصل أثينا وأسبرطة في ديار مصر كما وصفني صديقي المبدع سعد الدين وهبة.."
ويوجد للويس عوض كتاب جميل هو "مذكرات طالب بعثه" يروي فيه "بالعامية" تجربته في أوربا للدراسة والتقاءه بالناقد محمد مندور الذي عرفه على باريس ومتاحفها ومكتباتها وأحداث أخرى..
وللكتاب نفسه قصة طريفة يرويها في المقدمة ..
فيقول أنه فقد النسخة الأصلية من الكتاب في ظروف ما ثم فوجيء ذات يوم بنسخة تصله هو وأدباء آخرين بالبريد بها بعض فصول الكتاب ..ثم توصل في النهاية أن شخص ما اسمه "كناري" يصفه لويس عوض بأنه "رجلا معقدا من طراز غير مألوف ،فهو خليط غريب من المثالية ومن الالتواء" تمكن كناري من الحصول على الكتاب بالصدفة من رجل كان يشتغل بالرقابة على المنشورات واحتفظ به فترة طويلة حتى أن قرر نشر جزء منه ويكمل لويس عوض بقية القصة عن كيفية التقاءه بكناري وحصوله على الكتاب .
وفي النسخة المنشورة الكاملة من الكتاب نجد كلمة لكناري هذا في أول الكتاب وآخره.
ويوجد كتاب آخر هام أيضا للدكتور لويس عوض هو "أوراق العمر" وهو عبارة عن مذكراته ،وأنا لم أقرأه لكني أعرف مما قرأته عنه أنه كتاب جريء جدا وعرض فيه بصراحة لسيرة حياته وآرائه في بعض الناس ومنهم أقاربه وكان أخيه د.رمسيس عوض من الناقمين على الكتاب.
وكان آخر كتاب له هو "الثورة الفرنسية" كما ذكر الزميل بهجت ويبدو أن فصول منه كتبت أثناء مرضه الأخير حتى أن أخيه د.رمسيس عوض يقول في تصديره للكتاب:
"لقد حاولت قدر جهدي عن طريق الحذف والإضافة في أضيق الحدود أن أغير بعض الكلمات الواردة في مقالتيه الأخيرتين عن "دانتون" و"روبسبير" حتى تبدو صياغتهما متماسكة كما عودنا على ذلك الراحل العظيم.."