أهلا عبد المسيح، شكرا على التحية، زرت مصر منذ سنة تقريبا و بقيت أسبوع بين القاهرة و الإسكندرية و شرم الشيخ، سأعود بإذن الله آخر السنة إن تزوجت أو مع عائلتي.


قصة أبينا ادم أسميتها أسطورة لأنها القصة التي بنيت عليها المسيحية (عصيان ادم و طرده من الجنة و عقاب الله له بالموت و بعث الله لابنه ليصلب مكانه ليرضى عنا و يدخلنا الجنة، بالنسبة لي نوع من الأساطير)

و الآن لنكمل الحوار :

الآيات التي ذكرتها أنت تتحدث كلها عن جنة ما بعد يوم القيامة وكلنا نعلم أن الحياة ما بعد يوم القيامة هي حياة أبدية سواء كانت جنة الخلد أو جهنم الخلد أيضا، و أما الجنة التي كان فيها سيدنا ادم فأنا أصر أنها ليست جنة الخلد و إلا لما خرج منها ادم و الآية من سورة طه خير دليل على أنها ليست جنة الخلد : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) (طـه:120) فواضح هنا أن الجنة لم تكن جنة الخلد لأن الشيطان تمكن من إغراء ادم بشجرة قال أن من يأكل منها فانه يخلد، و بطريقة أوضح إن كان ادم خالدا في الجنة فلماذا أعجبته فكرة الأكل من شجرة ليخلد؟؟؟


هل لو الجنة التي وضع فيها آدم مؤقتة من الممكن أن يكون بها شجرة الخلد ؟؟؟؟؟؟؟
يا حبيبي الشيطان هو الذي اخترع حكاية شجرة الخلد حتى يقنع ادم بمعصية ربه، يعني كذب عليه بشيئ يغريه و الدليل أن ادم لم يخلد كما قال الشيطان و إنما نزل للأرض ليشقى و تبدأ حياة البشر كما خطط الله لها و يكون ادم و ذريته خلفاء في الأرض.


فهل الله خلق الإنسان ليعذبه و يشقيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا بالطبع، الشقاء الذي قصده الله عندما أنزل سيدنا ادم للأرض هو عوض أن يعطينا كل شيء جاهز فإننا نسعى له بمفردنا يعني نزرع نحصد نطبخ نغسل وووو... وهي أشياء اعتدنا عليها، وقد وعدنا الله أن يدخلنا جنة الخلد إن اتبعنا كتبه و رسائله التي بعثها لنا.


السؤال سيدتي مازال مطروحا و أجابته الوحيدة :

لا لم يخلق الله الإنسان ليعذبه بل خلقه ليسعد به و معه و ليعيش في هناء و لكن خطية الإنسان
هي التي أدت به للخروج من الجنة و بالتالي أدت الى الموت .

أليس هذا الكلام منطقي و متفق مع تلك الآية و معرفتنا بحتمية صلاح الله ؟؟؟؟؟؟؟؟

أنا و أنت أفكارنا مختلفة، لأنك أنت تربط بين خطيئة ادم و عقاب الله له بالموت و أنا لا أربط بينهما و إنما أقول أن ادم مكتوب عليه منذ الأزل أن يعيش في الأرض هو و ذريته لهذا الله غفر له و سيدخله جنة الخلد بعد القيامة و الموت خلقه الله أيضا منذ الأزل و يعني أن كل إنسان يستغل سنواته القليلة التي سيعيشها في الأرض بعبادة الله و عمل الصالحات حتى يدخل جنة الخلد وهي الحياة الأبدية.

قصة ادم في القران ذكرها الله للعبرة، حتى لا يخدعنا الشيطان و يحرمنا من الجنة الأبدية و أيضا لنعلم أن الله يغفر الذنوب إن طلبنا منه أن يسامحنا.

و إن كان ما تقوله صحيح فما فائدة الأنبياء كسيدنا إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و سليمان و يونس ....؟

Au revoir Monsieur