إقتباس
الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. (فيلبي 2: 6)----------------
يشرح الدكتور وليم هذه الفقرة قائلا :
إذ كان فى صورة الله قبل تجسده و اتيانه إلى العالم . ان اتضاعه ابتدأ منذ تجسده و استمر دقيقة صعوده . و معنى " صورة الله " هنا صفاته تعالى اة جوهره كما ان اخذه صورة العبد كان اخذا لصفات الانسان و جوهره لأن الله روح لا صورة جسدية له كما توهم الوثنيون بدليل قوله " الذى وحده له عدم الموت ساكنا فى نور لا يدنى منه الذى لم يره أحد من الناس و لا يقدر ان يراه " 1تى 6 : 16 . و حاله يوم كان فى صورة الله حاله التى وصفه فيها يوحنا الانجيلى " بالكلمة " يو 1 :1-5 . و ما قاله بولس هنا فى شأن المسيح قبل تجسده يوافق ما قاله فى أف 1 : 10 و كو 1 : 15-19 و 2 : 9 - 11 و عب 1 : 2 - 4 . و ما قاله المسيح فى شأن نفسه من جهة مجده الذى كان له قبل كون العالم يو 17 : 5 . و كان الله يرى موسى و شيوخ اسرائيل شيئا من ذلك المجد خر 24 : 10 و11
لم يحسب خلسة : اى لم يعد اظهار مساواته الطبيعية الاصلية لله كذلك . و معنى " الخلسة " شئ يتمسك به الانسان و يقبض عليه من كنز او غنيمة و يخشى ان يخسره و يحب اظهاره و الافتخار به امام غيره . فالمسيح لم يعتبر بيان لاهوته كذلك بل آثر عليه انشاء الفداء معتبرا ذلك اعظم السرور و المجد . وهذا ابتداء انكاره لنفسه و استعداد لاخلائها . و اذ كان له كل قدرة اللاهوت باعتبار كونه ابن الله كان يمكنه ان يظهر مجده على الارض كما توقع اليهود من مسيحهم لكنه فضل لخلاص البشر ان لا يعلن هذا المجد الذى له .
ان يكون معادلا لله : اى بيان ان يكون كذلك و ذلك ان يظهر ما له من الاكرام و الوقار و المجد المختص بالطبيعة الالهية . و اعلان كونه معادلا لله ليس سوى اعلان ما كان عليه منذ الازل . فكان لهالحق فى التمسك به و المعالنة به و لكنه سر بالعدول عنه وقتا رغبة فى عمل الفداء . و صار فى ذلك مثالا لنا لكى لا ننظر فى ما هو لأنفسنا بل فى ما هو للآخرين ايضا .
تحياتى