إبراهيم
بين شجوٍ وحنين
المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
|
هل هناك شيء اسمه فكر في المسيحية؟ ريكور يجاوبكم
وعن الاتهامين اللذين جعلهما عنوانا لشهادته قال: "اليوم انا مدعو لأعلل اتهامين: الاول عن الذنب والثاني عن العنف. اتحمل مسؤوليتهما لأنهما يرقياني ويطوران ادراكي. فلا شك في ان المسيحية لا سيما المنشقة من الاصلاح هي منبع ثقافة الذنب، ".
من هذه التأملات على ضوء تعاليم الانجيل يبحث بول ريكور عن تلك البداية التي انطلق منها هذا الانزلاق.
لعلي وجدته مع "كانت" في دراسته للشر الجذري وحيث يقول في "الدين داخل حدود العقل" ان مهما كان الشر جذريا فهو ليس اصليا، عميقا متجذرا، فطريا كما نزعة الخير، رغم ان شواهد الشر صارخة في جرائم القرن العشرين.
اقول لنفسي ان اذا كان للدين معنى فاولى معانيه ففي تحرير عمق المرء لاستخراج طيبته وهذا العمل المسؤول انما موجود في ديانات الكتاب، من ناحية بهداية الرموز الكبرى تلك التي تكوّن المخيلة الدينية كما "الخادم المتألم" وترجمته "المصلوب"، ومن ناحية اخرى بمساعدات الجماعات غير السياسية، الكنسية العاملة على ضوء علاقة السيد بالتلميذ ومن نظرتها الى الرموز الاساسية.
المسؤولية الكبرى هي في تحرير نزعة الخير والطيبة اولا. فهل – يتساءل بول ريكور – زال هذا المفهوم من المنطق الديني؟ ولماذا لم تتقدم براهين عنها في التاريخ؟
امام الاتهام الآخر "المسيحية مموّنة العنف" يحاول ريكور العودة الى الينبوع. ومن الينبوع اصل كل شيء.
"ارى الديني البيبلي والدينيين الابراهيميين اجمع يدعون الانتساب الى القدم اكثر منه الترتيب الزمني، والى سمو الكلمة اكثر من انسانيتها كما لو كانت هناك كلمة قبل الكلمة وسنن قبل السنن وحب قبل الحب وحياة قبل الحياة. هذه السلفية في علاقتها مع اصل الطيبة، تتصور كينبوع دفق يروي القلوب والعقول، وتحاول استيعابها اوان ضيقة. في هذا التناقض بين الوفر الينبوعي وضيق الاواني، يولد العنف من خلال الغيرة. حراس الاواني حيث انهل يريدون حماية اطاره وتجريد حراس الاواني الاخرى من امتيازاتهم وربما قتلهم اذا حظوا بمعاونة علمانيين. من هذا الاعتراف تولد مسؤولية اخرى لولاها تبقى الاولى رسالة ميتة: الاعتراف بان ثمة حقيقة خارج "اناي" حتى لو عجزت عن الاعتراف بحقه. مسؤوليتي تقوم على تعميق انتماءاتي، وتوسيع تبعيتي، والاصغاء الى الآخرين، عندئذ لا بد لضيافة كلامية ان ترتسم هنا باسلوب ترجمة لغة في اخرى على حدود كنيستي.
المصدر:
http://www.annaharonline.com/htd/ADIAN050529-4.HTM
|
|
05-30-2005, 07:38 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}