عزيزي نيومان:

تحياتي (f)

ما أردت قوله هو إن كثير من أصدقائي اللا ألوهيين أي الرافضين بالإقرار بوجود الله يقولون إن الإنتصار أولا و أخيرا للعقل. أنا أقول بعكس قولهم و أقول أن العقل فقط مرحلة و الإيمان يتجاوزها. لذلك أعطيتهم مثال لدينين كالإسلام و المسيحية و اللذين لا مجال فيهما للعقل أن يثبت أو ينفي شيء بالمفهوم الرياضي العقلاني. و برغم كل هذا نجد أن العقل الذي ارتكزت عليه المانوية كمثال لم يستمر طويلا و مع ذلك الإنتصار هنا كان للإسلام و المسيحية، و هو انتصار تاريخي تحديدًا و ليس بالضرورة عقائدي. في اعتقادي، انتصار الإسلام العقائدي جاء بالسيف و التخويف و الترهيب و الترغيب. انتصار المسيحية يرجع لأسباب كثيرة متشابكة يمكن أن نقول فيها انتصار الصليب و انتصار الضعف بالإضافة إلى دعم قسنطين لاحقا، و أقول هنا "ربما". و ما قصدته بالإنتصار ينحصر كما قلت في الفهم التاريخي المادي البحث من زاوية السيادة و الانتشار dominance&prevalence.
لكني فعلا لم أجد مبرر يقنعني بعدم انتصار المانوية تاريخيا كدين في حين انتصر الإسلام -مثلا- و هو لا يرتكز على أساس عقلي محض، شأنه في ذلك شأن المسيحية و كذلك اليهودية.

و مرحبا بك و أنت تبشر بالإنجيل طوعا و كرها كما ذكرت في الآية و ليجلعنا الله مستبشرين دوما.