اخوتي الكرام
أشكركم على تفاعلكم مع الموضوع
إن المشكلة فيما يقوله العزيز البابلي تكمن في منهجيته هو وإخوته نصارى النادي.
وحتى لا تضيع بركة الموضوع سأذكر لكم فقط جانبا صغيرا من إعجاز هذه الآية الكريمة.. وهو إعجاز النظم في الآية الأخيرة التي لم تعجب أخي السواح أعاده الله إلينا سالما :bye:

قال تعالى: إن ربهم بهم يومئذ لخبير.

لمّا كان علمُه لما في الصدور أمرا باهرا للعقل قال هذه الآية جامعا النظر إلى المعنى. لماعبّر عنه بالإفراد بالنظر إلى اللفظ.
لأن العلم بالكل يستلزم عنه العلم بالبعض.. والعكس غير صحيح.

وهذا هو سر ربط الآية الكريمة بما قبلها..

( إن ربهم ) : المحسن إليهم بخلقهم ورعايتهم وتربيتهم.. وبالتالي الحريص على ما ينفعهم
وهو أيضاالأعلم بأحوالهم ( أعلم وأخبر الناس بالأسرة هو ربها... )

وكلاهما مراد

( بهم ) قدّم الجار والمجرور للإشارة إلى نهاية الخبر ( ليس المقصود الاختصاص ).

ولما كانت الخبرة بالشيء تأتي بعد طول نظر وطول مدة كان التعبير هنا بـ ( الخبير ) ليقرب ذلك إلى فهم الناس وليحاججهم بأن عقابه لهم كان بعد أن أطال لهم المكث في الدنيا وعملوا ما عملوا لم يعاقبهم بسبب ذلك ابتداء رغم علمه المسبق بحاله وذلك لتبكيتهم وقطعهم وإقامة الحجة عليهم.
فكلمة ( خبير ) فيها معنى الإمهال لهم.
( لخبير ) : أي محيط بهم من جميع الجهات عالم غاية العلم بما سيتخرصون به من أعذار.. فهو الاعلم سبحانه بأقوالهم وأفعالهم وسرهم وعلانيتهم وهو يعلم من هو الظالم الكنود منهم من المحسن.

وينتج عن هذا العلم المطلق بكل أحوالهم أن حسابهم سيكون دقيقا جدا على كل ذرة.

وهنا سيكون الإعجاز بالنظم الذي لم ولن يصله إنسان على وجه الأرض وهو اتساق آخر آية من سورة العاديات مع آخر آية من سورة الزلزلة ( التي سبقتها)
" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره... "
وأختم هنا بالإشارة إلى التناسب المعجز بين آخر مقطع في السورة الكريمة مع أول مقطع من سورة القارعة ( التي تلتها)..

فلاحظ أخي الكريم الربط بين قوله تعالى " إذا بُعثر ما في القبور... " وهو بداية البعث
فأشار إلى الصوت الدال على بداية البعث وهو ( القارعة ) ...

وصدق الله العظيم في ىيته المعجزة بالغيب ...

" فليأتوا بحديث من مثله إن كانوا صادقين "