سأورد لكم مقالة كتبت في مطلع القرن الماضي

كتب مَن أسمى نفسه ( سيد ) مقالاً في كوكب الشرق المصرية بتاريخ 27 أكتوبر 1923م ما يلي :

" قالت العرب في معنى القصاص ( القتل أنفى للقتل ) ثم أقبل القرآن الكريم على آثار العرب فقال " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "... ومن رأي كاتب هذه المقالة تقديم الكلمة العربية على الآية الغراء...

إن فيما تُقدّمُ به الكلمة العربية على الآية الحكيمة مزايا ثلاث:

أولى هذه المزايا، هذا الإيجاز الساحر فيها.. ذلك أن ( القتل أنفى للقتل ) ثلاث كلمات لا أكثر.. بينما الآية سبع كلمات... والإيجاز ميزة أية ميزة.

الميزة الثانية للكلمة العربية الاستقلال الكتابي وفقد التعاقد بينها وبين شيء سابق عليها، حتى إن المتمثل بها المستشهد يبتدئ بها حديثاً مستتماً ويختتمه من غير مزيد ولا فضل.. أما الآية فإنها منسوقة مع ما قبلها بالواو فهي متعاقدة مترابطة معه، لا يتمثل بها المتمثل حتى يستعين بشيء سواها.
وليس الذي يعتمد على غيره فلا يستقل كالذي يعتمد على نفسه فيستقل.

الميزة الثالثة: أن الكلمة ليست متصلة في آخرتها بفضلٍ من القول تغني عنه، على حين تتصل الآية بما تغني عنه القول.. ويُعتد كالفضل " يَا أُولِي الألْبَابِ " و" لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "..

كلامه منطقي ... أليس كذلك ؟؟